مراقبون ينتقدون غياب هويّة البلاد في المحافل الدولية
العلاقات النيابية تطالب برسم سياسة جديدة للتعامل مع العالم
بغداد – عباس البغدادي
دعت لجنة العلاقات الخارجية النيابية الى ابعاد العراق عن لعبة المحاور والاقطاب الدولية ، مشددة على ضرورة الافادة من الدعم العالمي في اعادة الدور الريادي للدبلوماسية العراقية .
وقال عضـــو اللجنة مثال الالوسي لـ (الزمان) امس ان (السياسة الخارجية على مستوى رئاسة الوزراء كانت انفعالية وعلى صعيد وزارة الخارجية والدبلوماسية كانت مهنية وحرفية). واضاف ان (هناك مواقف عروبية واسلامية وقومية مازالت تحكم السياسية الخارجية للعراق ولكن هذا غير صحيح والذي لابد له ان يحكم السياسة الخارجية هو المصلحة العليا للبلاد وليس اهواء وامزجة السياسيين ومواقفهم من هذه الدولة او تلك).
ولفت الالوسي الى اهمية ان (تتم الافادة من الدعم الدولي للعراق في حربه ضد الارهاب عن طريق اعادة تفعيل العلاقات مع تلك الدول وجعلها صفحة جديدة ينطلق منها تجاه لعب دور ريادي على مستوى المنطقة والعالم).
وتابع (اذا اردنا ان تكون هناك دبلوماسية قوية فلابد من بناء جهاز مخابرات قوي ومهني ورئاسة وزراء وطنية ياخذان على عاتقهما تحديد السياسات الخارجية وفقا لمصلحة البلاد الحقيقية).
وأكد الالوسي ان (من الادوات المهمة في بناء دبلوماسية فعالة هو الاتفاق والانسجام بين الكتل السياسية داخل مجلس النواب وخارجه) واشار الى ان (المهم في هذه المرحلة هو ابعاد العراق عن سياسة المحاور الاقليمية والاستقطابات القطبية) .
الى ذلك اكد المحلل السياسي واثق الهاشمي غياب السياسة الخارجية للبلاد ، منتقدا اتخاذ كل كتلة سياسة خارجية تختلف عن سياسة الدولة.
وقال لـ (الزمان) امس ان (البلاد تعاني من مشكلة كبيرة تتمثل بعدم وجود سياسة خارجية تحكم علاقة الحكومة بالبلدان الاخرى وسبب هذا الامر ناتج عن اتخاذ كل كتلة سياسة خارجية مستقلة عن سياسة الدولة ووزارة الخارجية).
واضاف ان (هناك ضبابية وعدم وضوح في كيفية تعامل الدبلوماسية العراقية مع الدول الاقليمية والعالمية وهذا يتطلب تحركاً سريعاً وتغييراً جذرياً للكثير من المفاهيم السائدة منها مقاطعة هذه الدولة او معاداة تلك والاصح ان يكون اطار العلاقات مفتوحا مع جميع الدول بناءا على ما تحتاجه البلاد).
وشدد الهاشمي ضرورة ان (يكون هناك تفاعل دبلوماسي وسياسي لاعادة الكثير من العلاقات السياسية والامنية والاقتصادية مع الكثير من البلدان التي تؤمن بالخيار الديمقراطي) وتابع ان (طبيعة العلاقات السياسية التي تحتكم اليها الدول العالمية طبيعة مصلحية اي ان الدول تتحرك في نطاق مصالحها الا نحن في العراق نتحرك وفقا للمصلحة الحزبية والطائفية والقومية لذا على السياسيين ان يجعلوا مصلحة البلاد اساسا في كل العلاقات الدبلوماسية) .
وعد رئيس مركز القرار السياسي هادي جلو مرعي تعيين وزير خارجية عربي خطوة ايجابية تجاه تصحيح ورسم سياسة خارجية صحيحة للبلاد .
وقال مرعي لـ (الزمان) امس ان (ايكال وزارة الخارجية الى ابراهيم الجعفري خطوة ايجابية في تصحيح مسار السياسة الخارجية للبلاد كون جعل شخصية عربية تتحرك في محيط عربي سيجعل التعامل والتفاعل يجري بصورة انسيابية عكس ما كان عليه في مدة الوزير الذي سبق الجعفري). واضاف ان (عدم ظهور هوية للعراق في محيطه الاقليمي والعالمي وعدم رسم سياسة خارجية واضحة تعود اسبابها الى عوامل داخلية وخارجية منها تحرك الاطراف الداخلية في مساحة المصالح الشخصية قبل مصلحة البلاد وسعي جهات اخرى الى تنفيذ اجندات خارجية لعرقلة الدولة ومؤسساتها) واشار مرعي ان (من بين اسباب تدهور السياسة الخارجية وجود تقاطعات بين الدول المحيطة للعراق وبين بعض الحكومات السابقة مما انعكس سلبا على طبيعة التعامل الدبلوماسي والسياسي) .
ودعا عضو مجلس النواب السابق على شبر الى اعادة النظر في الهيكل الاداري للبعثات الدبلوماسية ، مؤكدا على ضرورة ان تاخذ وزارة الخارجية دورها الحقيقي في رسم السياسة الخارجية للبلاد .
وقال شبر لـ (الزمان) امس ان (عمل وزارة الخارجية لم يكن بمستوى الطموح سابقا بسبب القطيعة التي اعلنتها بعض الدول تجاه العراق وايضا لان السياسة الخارجية للبلاد لم تكن واضحة بما يكفي لارسال تطمينات لبعض الدول) واوضح ان (المرحلة المقبلة تتطلب ان تكون هناك مراجعة حقيقية في الهيكل الاداري للبعثات والقنصليات والسفارات وجعلها تمارس مهماتها بشكل صحيح في رسم صورة واضحة عن السياسة الخارجية للبلاد) وشدد شبر على ضرورة (الابتعاد عن التقاطعات والمواقف المسبقة في التعامل مع بعض الدول) .