مشاركة متميزة في معرض تونس الدولي
العلاف لـ (الزمان): الكتاب العراقي يحظى بإهتمام عربي لافت
الموصل – سامر الياس سعيد
حظي معرض تونس للكتاب بمشاركة عراقية متميزة من خلال مشاركة وفد ثقافي كبير في فعاليات المعروض واسهاماتهم بتعرف الثقافة العراقية ونخبها للجمهور التونسي الذي بدا في يوميات المعرض متعطشا للوقوف على فواصل ومحطات الثقافة العراقية من خلال ما ابرزه المشاركون في محاضراتهم من اسهامات التفتت الى الواقع العراقي لاسيما بما يتعلق باروقة الثقافة والادب والتاريخ .. الزمان التقت الدكتور ابراهيم العلاف احد اعضاء الوفد الثقافي العراقي الى معرض تونس الدولي للكتاب والذي استهل حديثه بالاشارة الى (معرض تونس الدولي للكتاب) والذي استمر في قصر المعارض بمنطقة الكرم – حلق الوادي في العاصمة التونسية تونس من 28 نيسان الماضي الى 7 أيار الجاري واقول كان لي شرف ان اكون ضمن الوفد الثقافي العراقي الكبير الذي شارك في المعرض بإعتبار ان العراق البلد الضيف على المعرض وقد احتل الجناح العراقي مكانا بارزا في مدخل المعرض.
أعضاء الوفد
وقد وصل عدد اعضاء الوفد العراقي الى 60 عضوا فيهم من الاكاديميين وكتاب القصة والرواية والشعراء وعدد من المسؤولين في وزارة الثقافة العراقية يتقدمهم السيد وزير الثقافة والسياحة والاثار الاخ الاستاذ الدكتور احمد فكاك البدراني والاخ الاستاذ وكيل الوزارة الاستاذ قاسم السوداني والاستاذ الدكتور عارف الساعدي مدير عام دائرة الشؤون الثقافية العامة مستشار السيد رئيس الوزراء للشؤون الثقافية وهو شاعر واكاديمي.
وقد خصص السيد رئيس الوزراء طائرة خاصة نقلت الوفد من بغداد الى تونس مباشرة وبالعكس .كان حضورا مميزا وقد ابتدأ السيد رئيس الجمهورية التونسية السيد قيس إسعّيد زيارته للمعرض عند افتتاحه للمعرض بالجناح العراقي ومكث طويلا مع اعضاء الوفد وكنت واحدا ممن تحدث معهم عن رموز تونس الذين عملوا في العراق وكتب كلمة رائعة في سجل الزيارات داخل الجناح العراقي قال فيها ان شوارع العراق معارض دائمة للكتاب.
وتابع العلاف بالاشارة الى لنه كان ثمة اقبال كبير وكبير جدا من زوار المعرض للأجنحة المختلفة في المعرض وكان ثمة ازدحام كبير في جنباته يستمر منذ الصباح وحتى اغلاق ابواب المعرض مساء . كان للأطفال اجنحة ولليافعين اجنحة كانت اجنحة المعرض تلبي كل طلبات واحتياجات القراء من الكتب وحتى التقنيات الحديثة وانا شخصيا ذُهلت للأعداد الغفيرة من القراء والزوار فكنت ترى الاقبال على الكتاب يسر القلب ويبهجه حقا.
كانت دور النشر العراقية المشاركة عديدة منها دار الشؤون الثقافية العامة ودار المأمون ودار الثقافة الكردية . وقد تبرع العراق بالكتب للمكتبات التونسية بعد الانتهاء من المعرض .وقد زار الجناح العراقي عدد كبير من الكتاب والشعراء وكتاب القصة والاكاديميين والمؤرخين والصحفيين وقسم منهم اصدقاء وزملاء قدامى وكانوا يعبرون عن سعادتهم بوجودهم معنا ودخلنا معهم في حوارات ونقاشات مثمرة وحبهم للعراق لا يوصف ابدا .
{ تزامنت مع المعرض جلسات لكتاب عراقيين ولقائاتهم مع القاري التونسي ، كيف لمستم مثل هذا التواصل وهل الفكر العربي بين العراق وتونس يبرز حقيقة التواصل المعرف مع الدول العربية؟
-اقول لو تابعنا البرنامج الثقافي للمعرض لوجدناه غنيا بالندوات والمحاضرات وانا شخصيا القيت محاضرة عن العلاقات العراقية – التونسية عبر العصور حضرتها الدكتورة حياة قطاط الفرمازي وزيرة الشؤون الثقافية التونسية ، وجمع كبير من المثقفين العراقيين والتونسيين وعقب على محاضرتي الاستاذ الدكتور خالد عبيد الاكاديمي والمؤرخ التونسي وادارها الاستاذ خاد كرونه من وزارة الثقافة التونسية . كما عقدت ندوات عن (الشعر العراقي الحديث وتطوره) وعن (واقع الصحافة العراقية بعد 2003) وعن (السرد العراقي المعاصر) وعن (الدرس الجامعي في العراقي) فضلا عن الاماسي الشعرية العراقية والقراءات الشعرية العراقية وكانت للمفكر العراقي الاسلامي الدكتور عبد الجبار الرفاعي محاضرة حول تجديد الفكر العربي الاسلامي وكل هذه النشاطات كانت مثار اهتمام الادباء والشعراء والمثقفين التونسيين وقد تابعت ( التلفزة التونسية) كل نشاطات الوفد العراقي اولا بأول كما تابعت الصحف التونسية الفعاليات وكذلك فعلت قناة العراقية والصحف العراقية وقد استضافني التلفاز التونسي وتحدثت عن المعرض والاقبال عليه ومشاركة العراق الفاعلة في برنامج صباح الخير . وقد قدمت مجموعة من التوصيات بخصوص العمل على رفع حجم التبادل التجاري والثقافي والسياحي بين العراق وتونس .
من الطريف ان اقول ان المعرض – والعراق الدولة الضيف- كان مزدانا بصور شعراء العراق وروائييه فهناك صور للجواهري ولنازك الملائكة وللسياب وللبياتي ولعبد الرحمن مجيد الربيعي وغيرهم .كما اسماء القاعات كانت تذكر بالعراق فهناك قاعة دجلة والفرات وبابل وبغداد .
واخيرا معرض تونس الدولي للكتاب بدورته ال (37) كان مناسبة عظيمة للاحتفاء بالكُتّاب وبالكِتابْ وكان يحمل صورة لمؤسس علم الاجتماع المفكر التونسي الكبير عبد الرحمن بن خلدون .وقد طبع برنامج المعرض ورقيا كما صدرت عن المعرض نشريات رائعة من قبيل كراس يحمل عنوان (برنامج الاطفال واليافعين) وحضرت المعرض فرق فنية عالمية قدمت فعالياتها الفنية والموسيقية وكان المعرض برعاية واشراف السيد رئيس الجمهورية التونسية الاستاذ قيس سعيّد.
زيارة الموقع
{ مدونتك التي تستقطب الاف المتابعين ابرزت صورا لحضرتك في حواضر تونس العاصمة ، هل سنلمس نتاجا جديدا لأدب الرحلات يوثق فيه الزيارة التي اجريتها لتلك الحواضر ؟
-دائما ، ومن عادتي عندما ازور بلدا احرص على القيام بزيارة للمواقع الاثارية والسياحية قدر الامكان وكان لي شرف زيارة عدد من شوارع مدينة تونس التاريخية ومنها شارع الحبيب بورقيبة كما زرت المدينة القديمة عند باب البحر وقشلة الدباغين وشارع شارل ديغول ونهج عبد الرحمن بن خلدون وزرت ايضا مدينة الحمامات الواقعة على البحر المتوسط وهي من اعمال ولاية نابل وزرت البرج التاريخي وهو حصن ضخم اسسه الاغالبة في القرن التاسع الميلادي وجدده العثمانيون ولم انس جامع الزيتونة في مدينة تونس وقد بناه والي تونس وهو عراقي من الموصل واقصد عبيد الله بن الحبحاب السلولي الموصلي واسسه سنة 114 هجرية أي 733 ميلادية .نعم انا ممن يعرف قيمة الرحلات وادب الرحلات فالرحلات تعد من مصادر التاريخ المعتمدة وكتب الرحلات نحتل مكانة خاصة جدا والرحالة او السائح يرى ما لايراه المواطن من ابناء البلد فالمناظر لديه مألوفة لكن الرحالة هو من يعرف خصائص وتاريخ وميزات ما يراه من ابنية واثار .
{ برايك الى اي مدى يمكن ان توظف مثل تلك الزيارات في ابراز الحاضرة التاريخية للوطن وتسهم بالتبادل المعرفي والثقافي لمؤسسات البلدين من الحواضر الاكاديمية والمعرفية ؟
-من النقاط التي ركزت عليها في محاضرتي حول تاريخ وحاضر العلاقات بين العراق وتونس السعي من اجل تطوير العلاقات وتسهيل الزيارات وفتح طريق جوي مباشر بين مطارات العراق ومطار قرطاج والمطارات الاخرى وجعل العلاقات شعبية وتشجيع الزيارات بين الصحفيين والمحامين والطلبة والعمال والمهنيين واقامة علاقات علمية وثقافية بين الجامعات العراقية والتونسية ويقينا ان كل هذا يطور العلاقات ويزيد من اتساعها ويسهم في التبادل المعرفي ومن حسن الحظ انني رصدت وجود عدة وفود عراقية اكاديمية ومسرحية وثقافية تزور تونس عندما كنا هناك وفي مدن القيروان والمنيستير وتونس العاصمة.
ومن خلالكم ادعو المثقفين العرب الى توسيع اهتمامهم بتونس كما ادعو اصحاب رؤوس الاموال العرب الى الاستثمار في تونس وتطوير التبادل التجاري وتوسيعه ليصل الى مديات واسعة بدلا من الاستثمار في بلدان اجنبية فالأقربون اولى بالمعروف وشعب تونس شعب اصيل ، وكريم ، وهادئ ، ومضياف.