العطية: مليون ونصف نازح مصيرهم مجهول
مواطنون يعزون غياب فرحة العيد إلى الأوضاع الأمنية
بغداد- تمارا عبد الرزاق – شيماء عادل
عدت العديد من الاسر فرحة الاحتفال بمناسبة عيد الاضحى المبارك هذا العام بانها ستكون ناقصة وليس كما كانت في الاعوام السابقة بسبب تدهور الاوضاع الامنية وتهجير نحو مليون اسرة من ديارهم مؤكدين ان مراسيم العيد ستقتصر ربما على زيارة قبور موتاهم ومساعدة المهجرين وتوزيع الاضاحي عليهم والتخفيف عن معاناتهم .
(الزمان) استطلعت اراء المواطنين بشأن كيفية قضاء العيد في ظل هذه الظروف الصعبة التي طالت عدداً من المحافظات وازدياد المعاناة وحرمان الاطفال من النكهة الحقيقة لفرحة العيد فقال المواطن مهند كريم 37 عاما ان (هذه السنة اختلفت كثيراُ عن السنوات السابقة لان الهموم ما تزال مستمرة والأفراح غادرتنا إذ تحول الحزن والهم والألم إلى ما لا يمكن أن يتصوره عقل ولا يخطر على قلب بشر فمدن محتلة من عصابات وحشية ورؤوس بشرية مقطوعة ومعلقة ونساء مسبية وأطفال مشردين ومراقد الأنبياء تهدم وتنبش ومذاهب وأديان مستباحة وأسر مهجرة والوجع الانساني ضرب أحشاء الجسد العراقي).واضاف (منذ الاحتلال عام 2003 لم يتغير طعم العيد في العراق حتى أن المواطنين قد أدمنوا واعتادوا أن يصحوا صبيحة العيد على زيارة المقابر كوسيلة للوفاء لمن حاولوا أن يصنعوا العيد وكطريقة من طرق التنفيس عن الهم المكتنز في الصدور بالبكاء على القبور وأعتقد أن أفضل طريقة لممارسة طقوس العيد هذا العام هي تعبئة الآخرين للتصدي لأعداء الإنسانية).اما المواطن سليم ابراهيم البالغ 42 عاما فقد وصف العيد (بالمحطة التي يتزاور فيها الاقارب هو محطة تحتشد فيها اسر الحجاج ليحتفلوا بما ادوه من عبادات وأدعية واستغفارات وفي العيد يتزاورون ويهنىء بعضهم بعضا بهذه المناسبة كما يشاركهم الاخرون وتتزاور العوائل والأقرباء والجيران). واضاف (في هذا العيد قررت أن اكتفي بشكر الله سبحانه على بقائنا على قيد الحياة في ظل هذه الظروف التي يمر بها البلد ونتمنى في هذا العيد ان يعم الامن والاسلام والاستقرار على بلادنا خاصة والدول العربية عامة وان تعود المحافظات المغتصبة الى سيطرة الدولة وان يعيده على العراق وهو يرفل بالعز والسعادة والوحدة لكن لن احتف ولن احتفل به مثل بقية الأعياد الماضية بسبب وضع البلد غير المستقر وترحيل الاسر من مدينتهم الموصل). وبين ان (أجمل طريقة نحتفل بها هذا العام بتأجيل فرحة العيد كما يؤجل المسيحيون أفراحهم في عاشوراء احتراماً لمشاعر بعضنا البعض).
عزوف عن الاحتفال
وقال (لم اشأ ان افرح في العيد حتى يفرح أصدقائي المسيحيون وإخوتي العراقيون من جميع المكونات بعودتهم لبيوتهم وأوطانهم سالمين). فيما قال المواطن عمار ياسين ان (طريقة الاحتفال بمناسبة عيد الاضحى في مدننا ومحافظاتنا تكون من خلال قيام عوائلنا بزيارة العوائل النازحة الى المدينة لتوطيد العلاقات الاجتماعية معهم وإخراج من يرغب من تلك العوائل النازحة في سفرات ترفيهية على الأقل للتقليل مما يعانوه من هموم وآلام وزرع روح التواصل الاجتماعي البعيد عن الطائفية). واضاف (حقيقة العيد لهذا العام يحمل هموما ومعاناة كبيرة جدا تشظت من خلالها حتى الأفراح عند الأطفال في المحافظات بسبب الحوادث الأخيرة التي تعرض لها اخوتنا بجميع طوائفهم الدينية النازحين من الموصل والمحافظات الساخنة الأخرى من البلد بحيث جعلت الغالبية تلغي التهنئة المقدمة له بهذه المناسبة عبر صفحات التواصل الاجتماعي). واشارياسين الى ان (إحياء العيد كشعيرة دينية واجبة وإحياؤه واجب وبشكل عام كمفهوم للعيد هو إعادة النظر في كل مفاصل حياتك الاجتماعية والإنسانية والعملية وعلاقاتك مع أسرتك وتحسين معاملتك مع الناس ومع نفسك ومع ربك اضافة الى انه وسيلة لأعادة تخطيط حياتك من جديد بما يرضي الله تعالى وبشأن الظروف الحالية وفي ظل أجواء وأوضاع البلد المؤلمة اشتد في هذا العيد الحنين إلى الله والتمسك به لما أصابنا من ويلات ربما لا نعرف أسبابها وربما نعرف ولا نستطيع التصدي لها مما سبب تعرضنا لسيل الدماء نسأل الله ان يرزقنا عيدا خاليا من الدموع والدماء). اما ابو محمد البالغ من العمر 45عاما فقد دعا الحكومة إلى (ضرورة الإسراع في تطهير مدينة الموصل من دنس الإرهاب ومطالبا أبناء مدينة الموصل إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية والانتفاضة ضد الجماعات الإرهابية التي استباحت كل القيم الإنسانية والإسلامية في هذه المدينة وغيرها من المدن).
هموم النازحين
واضاف انه (برغم الظروف التي يمر بها بلدنا العزيز أتقدم بأصدق مشاعري بمناسبة عيد الاضحى المبارك اعاده الله على بلدنا بالخير والبركة والعيد فرحة وسعادة ونستنكر الأعمال الإجرامية للجماعات الإرهابية التي استهدفت مراقد الأنبياء والأولياء والصالحين والحسينيات والمعالم التاريخية والأثرية في مدينة الموصل وبعض مناطق محافظة نينوى والتي ترمز إلى حضارة وتاريخ هذه المدينة وعمق حضارتها وغناها بالتراث الانساني الحضاري ولتاريخ العراق المجيد).
اما المواطنة سلمى يوسف فقالت (ما كنت اطمح الى تحقيقه أن تلغى مظاهر الاحتفال بالعيد هذا العام وتقتصر على زيارة العوائل النازحة من مناطق الصراع التي وصلت إلى المحافظة واجمل ما لفتني ان على الاسر عندما تقوم بذبح الاضاحي ان توزعها في المناطق التي نزح اليها المهجرون لهذا العام وإشعارهم إنهم غير منسيين وكذلك وسط اهلهم) متمنية (بهذه المناسبة ان يعم الامن والسلام والخير والبركة على العراق والتخلص من المجازر التي ترتكب يوميا وان يجعل بأس اعداء العراق فيما بينهم وان يكون العراق خاليا من النازحين أو المهجرين أو المشردين من ديارهم وكذلك أن تكون الحكومة المنتخبة قادرة على تحقيق طموحات الشعب الصابر المسكين ولا عودة للحزن بل الفرحة هي من ترتسم على وجوه ابناء الشعب ونحتفل في الاعياد المقبلة كما في السابق دون خوف من المجهول).من جانبها اكدت الباحثة الاجتماعية فوزية العطية ان اغلب المواطنين وبسبب الظروف الامنية المتدهورة ونزوحهم من مناطقهم لايشعرون بفرحة العيد كما في السابق.وقالت عطية لـ(الزمان) امس ان (العيد في هذا العام يختلف عن السنوات السابقة وللاسف البلد في هذه المدة يعيش ظروفاً امنية متدهورة نحو مليون ونصف عراقي خلال هذا العام مهجر من منزله فكيف سينعمون بفرحة العيد وهم لايعرفون مصيرهم ولا متى ستنتهي معاناتهم).واضافت ان (العيد في السابق كان مبنيا على طابع العلاقات الاجتماعية والتزاور بين الاهل والاقارب وإجتماع الاهل وهذا ماكنا ننتظره في كل عيد ولكن الان وفي هذا الظروف وفي ظل سيطرة العصابات المسلحة على بعض المحافظات وتهجير اهلها اضافة الى ارتفاع حصيلة التفجيرات واستشهاد المئأت من المواطنين وتحول هذا العيد من الفرحة الى مأساة واقامة مآتم بدلا من الولائم ولهذا لا اعتقد ان يفرح به الشعب في ظل الخوف من المجهول) .واوضحت العطية (نتمنى ان يعم الفرح والبهجة واحتفال شعبنا بالعيد في ظل انفراج الوضع وعودة المهجرين الى مناطق سكناهم وتعود البهجة والسرور بالعيد على وجوه الاطفال كما في السابق).