العرب أكثر شعوب العالم اكتئاباً

العرب أكثر شعوب العالم اكتئاباً
الرياض ــ الزمان
يتفشى مرض الاكتئاب بين 350 مليون شخص حول العالم، والنصيب الأكبر منهم في منطقة الشرق الأوسط، وفق تقرير قدمته منظمة الصحة العالمية. ويعاني 7 من سكان منطقة الشرق الأوسط من مرض الاكتئاب، وفق احصائيات دورية الطب النفسي السريري الصادرة عن منظمة الصحة العالمية. وفي محاولة لمعالجة الآفة المتفشية في المنطقة العربية، شهدت مدينة الرياض عاصمة السعودية، انعقاد أول ملتقى للاستشارات النفسية في اواخر عام 2012، ركز على الاكتئاب باعتباره أزمة حقيقية، واوضح الدكتور سهيل عبدالحميد خان، مدير عام مستشفى الصحة النفسية بجدة ان 1 من بين 10 أشخاص بالشرق الأوسط يعاني الاكتئاب. وكشفت دراسة أجريت مؤخرا بدعم من المنظمة، النقاب عن أن نسبة المصابين بالاكتئاب في المجتمع خلال العام الماضي بلغت 5 . ونوهت لوجود فجوة كبيرة بين عدد الأشخاص، الذين بحاجة الى المعالجة من مرض الاكتئاب مقابل عدد الأشخاص الذين يحصلون فعلياً على العلاج من المرض في منطقة الشرق الأوسط، فيما تشير بيانات منظمة الصحة العالمية الى أن أكثر من 75 من الأفراد، الذين يعانون الاكتئاب في البلدان النامية لا يحصلون على العلاج الكافي. ويزيد على 350 مليون فردـ عدد الذين يعانون من الاكتئاب في العالم، ويحتل المرتبة الرابعة لأهم الأسباب المؤدية الى الاعاقة والوفاة في سن مبكرة. وتعتبر الفترة التي يصاب بها الانسان بمرض الاكتئاب ضائعة من عمره، الذي قد يقصر بسبب الوفاة المبكرة، وباعتماد هذا المعيار يضيع أكثر من مئتين وألف سنة من سنوات العمر بسبب الاكتئاب في السعودية، بغض النظر عن الفئة العمرية، ونحو156 ألف سنة في سوريا، التي تعاني الآن أزمة حقيقة بسبب الحرب الدائرة هناك، والامارات العربية المتحدة أيضاً، وفق الدراسة ستفقد نحو 39 ألف سنة، مقابل 37 سنة ضائعة من العمر في لبنان، أما المرتبة الأولى فكانت من نصيب مصر، التي ستفقد أكثر من نصف مليون سنة. ولا يشعر الأشخاص المصابون بمرض الاكتئاب بالحزن فقط، وانما يملأهم شعور عارم بالفراغ واليأس مع العجز وانعدام القيمة، شعور بالذنب، وبالطبع تعكر المزاج وعدم الارتياح لكل ذلك. وأيضاً قد يفقدون الاهتمام بالنشاطات التي كانت محببة اليهم من قبل، وتختفي الشهية أو ينصرفون للافراط في تناول الطعام دون القدرة على ضبط نهمهم، عدا مشاكل في التركيز واتخاذ القرارات وعدم القدرة على تذكر التفاصيل، وقد يقدموا على محاولات للانتحار، ومن أعراضه الأرق أو الهروب منه للنوم المفرط المصحوب بالتعب وفقدان الطاقة والمبادرة، مع الشكوى من آلام ومشاكل صحية، الا أنها لا تستجيب للعلاج التقليدي لكون منشئها نفسياً في هذه الحالة.
وان كان الاكتئاب مرضاً محدداً طبياً وعلاجه كذلك الا أن مسبباته تختلف بين الضغوط الاقتصادية، والاجتماعية، والبطالة، والكوارث والصراع يمكن أيضاً أن تزيد من خطورة الاصابة بهذا الاضطراب، كما أن امرأة واحدة من بين خمس نساء تصاب بالاكتئاب عقب الولادة.
ولفتت استشاري الطب النفسي والادمان الدكتورة فاطمة الكعكي، الى أن اغلب حالات الاكتئاب والاضطرابات الشخصية ناتجة عن نمط السكن، معتبرة أن السكن في الشقق الضيقة هو أساس وقوع الكثير من في حالات الادمان للمخدرات التي تؤدي الى الأمراض النفسية، كما ثبت أن الأمراض النفسية تؤدي الى حالات الادمان للمخدرات، وحذر باحثون أمريكيون من مخاطر احتساء المشروبات الغازية، لأنها قد تزيد من خطر الاكتئاب، مقارنة بالاكثار من شرب القهوة.
وتنتج اغلب حالات الاكتئاب والاضطرابات الشخصية، عن نمط السكن، حيث ان الشقق الضيقة أساس وقوع الكثير من في حالات ادمان المخدرات، كما يختلف الاكتئاب عن تقلبات المزاج العادية ومن العلاجات الفعالة العلاج النفسي والاجتماعي وأخذ الأدوية. ولا غنى عن المشاركة النشطة للمصابين بالاكتئاب والقريبين منهم في علاج الاكتئاب، فالخطوة الأولى على طريق علاجه هي الاعتراف بالاصابة به والحصول على الدعم اللازم لعلاجه، وكلما كان العلاج مبكراً زادت فعاليته.
AZP20