العراق يعاني من تخمة المهرجانات – رامي أحمد اللامي

رامي أحمد اللامي

في السنوات الأخيرة، يشهد العراق زخماً غير مسبوقاً في المهرجانات والفعاليات، حتى باتت تُنظَّم أسبوعياً، ويُكرَّم فيها “كل من هبّ ودبّ” … بلا معايير واضحة أو ضوابط مهنية تضبط هذا العبث الثقافي.

مرّة مهرجان “العُري” وأخرى “ناعماً منعماً” … مع احترامنا الكامل للجهات المهنيّة التي ما زالت تحاول الحفاظ على صورة ثقافية لائقة.

أين الجهات المختصة لوضع ضوابط ومعايير تحفظ قيمة هذه الفعاليات، للحد من هذه التخمة في المهرجانات، التي تحوم حولها شبهات فساد متعددة وعلامات استفهام كثيرة؟

من يُموّل هذا الإغراق في المهرجانات؟ ومن يقف خلف تكريم أسماء بلا منجز؟ ولماذا تُمنح الجوائز لأسماء لا تملك رصيداً فنياً حقيقياً؟

ولماذا يُخلط بين القامات الفنية والثقافية وبين مشاهير “الترند” على مواقع التواصل، لمجرد أنهم يملكون جمهورًا؟

من المؤسف أن نشهد تكريم فنانين كبار ….. إلى جانب “تيكتوكر” أو “فاشنستا” أو راقصة استعراضية، في مشهد يُسيء إلى تاريخ الفن العراقي العريق.

هذه الفوضى في التكريمات وتعدد المهرجانات تُضعف صورة العراق الثقافية.

ولابد من دعم المهرجانات الرصينة التي حققت حضورها عربياً وعالمياً، والتوقف عن ظاهرة إقامة مهرجان لكل قرية أو مدينة.

هذا التشتت يُربك المشهد الثقافي العراقي، ويشوّه صورته أمام العالم. ويُفترض أن تتحمل نقابة الفنانين واتحاد الأدباء مسؤولياتهم لضبط الإيقاع الثقافي، والحفاظ على هيبة الفن العراقي.