العراق يخسر خطوطه الثلاثة  – كامل كريم عباس الدليمي

العراق يخسر خطوطه الثلاثة  – كامل كريم عباس الدليمي

كورونا اللعينة، واجراءاتنا الصحية الألعن منها، تَسَببتْ  في فقدان العراق ثلاث نجوم، كانوا يُمثلون هيبة المنتخب العراقي، إنهم  ابناء جيلنا، عاصرناهم جميعاً، وشَهدنا لهم بالتفاني  من اجل رفع راية العراق خفاقة في الملاعب المحلية والخارجية، انهم رُسل سلام ومحبة وممثلين “شرعين” عن الشعب.

خسرنا المرحوم علي هادي لاعب وسط منتخب العراق،  بعد معاناته مع فايروس كورونا الذي ابلى اسوء بلاء في العراق، قد تعادلَّ بلاءهُ ببلاء العملية السياسية وما أنتجته منذُ عام 2003 والى يومنا الحاضر، وقلنا الحمد لله قد تعلمنا الدرس من خسارة فقيدنا المرحوم علي هادي رحمهُ الله وسنحافظ  على ماتبقى من اساطير الكرة العراقية وثروتها ، وبوقت يُعد قياسي فُجِعت الجماهير الرياضية العراقية بخسارة اسطورتها اللامعة وسيد المربع الاخظر المرحوم احمد راضي بنفس المرض اللعين، وكأن درس المرحوم علي هادي لم يكن بليغاً لدى مسؤولي العراق، لكي يتخذوا التدابير اللازمة  من اجل تفادي الاخطاء وإيجاد السبل الكفيلة في تحديد مخاطر هذا الوباء والحفاظ على تاريخنا وثروتنا الرياضية المتمثلة بنجوم الكرة العراقية، واستمر النزيف ليهوي من سماء العراق نجمُ جديد انه السد المنيع المرحوم ناظم شاكر رحمهُ الله .

جفت الاقلام ورفعت الصحف، اي اقلامٍ تكتب بعد تلك الخسارة  الفادحة، لقد بكت حبرها دمعاً وابيضت عيناها من الحزن، اي اوراق يُكتب بها وقد توقفت عقارب الساعة لتُسجل امام العالم  اننا نخسر ولانتعض، ونُلدغ من جحرنا مراتِ ومرات.

المنتخب العراقي يخسر كل خطوطه، هجومه، ودفاعة، ووسطة، هل تبقى لنجومنا ومنتخبنا هيبة، ولا اريد ان احدثكم عن “الهيبة المفقودة” على مستوى البلد فكيف لهيبة الافراد داخل الوطن !!

النزيف مستمر والاجراءات لم تتغير، والضمير المسستتر لن ينهض ولن يرى النور، وسياسي اليوم يحدثونا عن قصة “السعلوة” او ماتُسمى “بالانتخابات” تلك القصة الحزينة التي لاتُفرح إلا المزورين وسراق المال العام، لإنهم الجهه الوحيدة التي تستفاد من تلك الحكاية

رئاساتنا الثلاث مع حفظ الالقاب ، اعانهم الله على لقاءاتهم المستمرة مع مختلف الشخصيات الخارجية والداخلية، التي لا تُضيف لجروح المواطن الا آلم، ومزيداً من تسويف الوقت، ولن تمسحُ دمعة  طفلٍ يتيم ، بل انعكست إيجاباً فقط على وعاظ  السلاطين لإنهم زَوَّقوا  الاكاذيب وحولوها الى حقائق،  وقدموا لنا الاخطاء صواب، والفشل نجاح،  وجعلوا من ضمائرهم سلعة تُباع في المزاد العلني.

بعد كل حادث آليم وفاجعة تصاب بها الاوساط العراقية بمختلف اهتماماتها،

تتسابق الرئاسات في نعي الراحلين ، بعبارات ظاهرها  قلق وآلم  وحزن، وباطنها لايرتبط بحب واحترام المواطن بصلة، المواطن ينتظر خدمة وإنجاز ولاينتظر ان تنعيه الحكومة بعد وفاته.

أتعرفون معنى حب المواطن سادتي المسؤولين،

الحب يعني الرعاية الابوية والمسؤولية الشرعية والاخلاقية في تقديم كل مايمكنكم تقديمة من اجل ان يحيا المواطن

ويعيش بكرامة،  وتوفرون له كل سِبل العيش.

حب المواطن من حب الوطن،  لايمكن لهذا الحب  ان تختزلهُ بيانات نَعيَّكم  بعد  رحيله،  لانها لن تقدم ولن تؤخر، خاصة ان الشعب يراكم  شركاء في قتله بسبب، تقصيركم المستمر  في توفير الخدمات الضرورية وخاصة في قطاع الصحة الذي  كان سبباً فاعلاً في خسارتنا لنجومنا رحمهم الله.

اصبحَّ وطني  بلا هجوم، بلا دفاع، بلا وسط

الوطن بلا نجوم، لقد فقد بريقه بسبب صراعاتكم واستحواذكم على السلطة والسماح للفاسدين بالعبث بحياة المواطنين دون حساب ودون رقيب، واهتمامكم بالسياسة ومشاريعكم الحزبية ومستقبل وجودكم اكثر من عطائكم للمواطن.

لم اجد تفسير لما يحدث سوى التزامكم بمباديء الدين جعلتكم توقنون  ان “الحساب يوم الحساب”  لذلك أجلتم موضوع محاسبة المقصرين و تنازلتم عن حقوق مواطنيكم ايها الأفذاذ

وأيقنتم ان للمواطن ربٌ سيأخذ حقه، ونعم بالله، سيأخذ الباري جلَّ في عُلاه حقوق المظلومين عاجلاً ام آجلاً.

((اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ)) صدق الله العظيم

   بغداد

مشاركة