العراق ودول عربية يحتفون بمئوية نازك الملائكة رائدة الشعر العربي الحديث
بغداد -القاهرة – الزمان- عدنان أبوزيد
يحتفل العراق ودول عربية بذكرى مرور مئة عام على ولادة رائدة الشعر العربي الحديث، نازك الملائكة، (1923-2007 ) الشاعرة العراقية التي تعد من أبزر الشخصيات الأدبية في العالم العربي، على مدى قرن كامل. وفي هذه الذكرى، تُنظَّم فعاليات ومحافل شعرية تُكرَّم فيها ذكراها، ويُحتفى بإسهاماتها الأدبية. وتشمل الاحتفاليات بذكرى نازك الملائكة، عروض الشعر والمحاضرات والمؤتمرات التي تتناول حياتها وإرثها الأدبي، في المدارس، والجامعات والمراكز الثقافية والمكتبات. والاحتفال بذكرى نازك الملائكة، فرصة لتسليط الضوء على أعمالها الشعرية وتأثيرها في الأدب العربي وتراثه. وبالنسبة لكثيرين، فان ذكرى ميلاد نازك الملائكة فرصة للتعبير عن التقدير والاحترام لمساهماتها الأدبية والثقافية، ويساهم في إبراز دور الشاعرات النساء، في المشهد الأدبي العربي. وفي العراق، نظّمت مدارس عراقية، الاحتفالات والامسيات، والفعاليات المسرحية والخطب، المستوحاة من قصائدها وتجسد حياتها وقصتها الشخصية. وتهدف العروض إلى تسليط الضوء على إبداعاتها الأدبية وتعزيز الوعي بأهميتها في الثقافة العربية. وينظم أدباء العراق، في يومي 24 / 25 أيار في بغداد والمحافظات، فعاليات مئوية نازك الملائكة. وفي بغداد يقام احتفال خاص بالمناسبة في مسرح الرشيد، بمشاركة ادباء ومثقفين من الدول العربية. وصدر عن الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق، الكتاب المعنون (نازك في حنجرة الأدب) وهو الكتاب الخاص بالدراسات المشاركة في الاحتفال المركزي بمئوية رائدة الشعر العربي الحديث نازك الملائكة. ويضم الكتاب الدراسات والأوراق النقدية والملخّصات التي ستُلقى في الفعالية. ويوزّع الكتاب في جلسات أدبية تنظم في فندق المنصور ميليا. وفى إطار الاحتفال باليوم العربي للشعر الذي أقرته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الالكسو»? أقام بيت الشعر العربي في مصر، أمسية بعنوان «مائة عام على ميلاد نازك الملائكة» بحضور شخصيات ثقافية وادبية، بينهم الشاعر أحمد عبد المعطى حجازي، رئيس مجلس امناء بيت الشعر في مصر، والشاعر اليمنى عبد العزيز الزراعي، الاذاعية حكمت الشربيني، الشاعر عماد الغزالي، الكاتب عمرو حجازي، وعدد من الشعراء والأكاديميين والفنانين. وقال الناقد عبد الرحمن عبد الوهاب، إن «نازك الملائكة قدمت إسهامًا عظيمًا للشعر العربي»? مشيرا الى «مسيرتها التي تعتبر إلهاما للأجيال الجديدة من الشعراء والأدباء، وتذكيرهم دائما بأن الشعر العربي هو تراث ثري ومتنوع يجب المحافظة عليه وتطويره». وتضمنت الاحتفالية، قراءات شعرية لقصائد نازك الملائكة، وعزف للمقطوعات الموسيقية. وفي مصر أيضا، احتفت ثقافة الجيزة بمئوية «نازك الملائكة» واختيارها رمزًا للثقافة العربية. وقالت الكاتبة المصرية نادية عادل أن «الاحتفال بمئوية نازك الملائكة، كشف عن ليلة عظيمة، ملهمة وجميلة، ولعل أكثر ما راق لي صوت الإذاعية حكمت وهي تقرأ نصوصا من أشعار نازك الملائكة». وقدمت مكتبة الطفل والشباب، في القاهرة، محاضرة بعنوان «شخصيات لها تاريخ» ناقش خلالها رجب عمارة مسيرة حياة الأديبة العراقية التي تُعتبر من أوائل رواد الشعر الحر، ورمزًا للثقافة العربية 2023 حسب إعلان المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو»? ونموذجًا لأهمية المرأة وأدوارها في المجتمع، كما أوضح أن تسميتها بهذا الاسم كان تيمنًا بالثائرة السورية نازك العابد. وناقشت رغدة صبري بمكتبة بولاق الدكرور الثقافية أحد أهم مؤلفات نازك الملائكة وهو كتاب «سيكولوجية الشعر» الذي ركزت فيه على مسألتين: الأولى، ضرورة أن يوثّق الشاعر صلته باللغة وقوانينها.. وأن يحتويها ليغرف منها بلا انتهاء ليبدع فيها بالصور والأنغام بإيقاع موسيقي، والثانية، تأكيدها أن يتمسك الشاعر بالقافية لأنها جزء مهم من موسيقى الشعر. وعقدت مكتبة الصف الثقافية في القاهرة، حوارًا ثقافيًا حول أهم المحطات في حياة الأديبة الراحلة وأبرز مؤلفاتها الشعرية. وبمكتبة الناصرية عرّفت ورشة أدبية بدور نازك الملائكة في الثقافة العربية، ونبوغها المبكر، حيث كتبت أول أشعارها في سن العاشرة، ونشرت المجموعة الشعرية الأولى «عشاق الليل» عام 1947? بجانب محاضرة ببيت ثقافة كرداسة تناولت خلالها سميرة أحمد مسيرة حياة «نازك»? وكيف ثارت على التقاليد البالية وعكست ذلك في شعرها، فكان كثير منه صرخة ضد ما تعانيه المرأة العربية من قيود. وصممت ورش عمل ثقافية مصرية حائطا اعلانيا عن الشاعرة نازك الملائكة، تضمنت سيرتها الذاتية، ومقتطفات مصورة لأغلفة مؤلفاتها وأهم ما كُتِب عنها. وأعلنت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو» في مارس الماضي عن اختيار الشاعرة العراقية نازك الملائكة رمزًا للثقافة العربية في 2023? تزامنًا مع قرب الاحتفال بمرور مئة عام على ميلادها في أغسطس المقبل. وأصدر معرض أبو ظبي الدولي للكتاب كتابين، الأول «مئوية الأدباء والفنانين»? والثاني: «في ذكرى رحيل الأدباء والفنانين 2022»? ويتضمن كل منهما على 50 شخصية أدبية وفنية رفيعة تركت بصماتها البارزة في عالم الكتابة والإبداع، بينهم الشاعرة نازك الملائكة. وعن منشورات الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق صدر الكتاب المعنون (نازك في حنجرة الأدب) وهو الكتاب الخاص بالدراسات المشاركة في الاحتفال المركزي بمئوية رائدة الشعر العربي الحديث نازك الملائكة.. ويضم الكتاب الدراسات والأوراق النقدية والملخّصات التي ستُلقى في الفعالية. وفي تأريخ التصريحات التي تدل على أهمية نازك الملائكة في الشعر العربي الحديث، قال الشاعر الراحل محمود درويش أن «نازك الملائكة شاعرة الحب والألم والجمال. قصائدها تحمل العمق والعذوبة وتلمس النفوس برقة وجرأة، إنها تمتلك لغة فريدة وموهبة فذّة في التعبير عن المشاعر الداخلية». وقال الشاعر السوري أدونيس، إن «نازك الملائكة تجسد القوة الأنثوية في الشعر العربي. قصائدها تحمل رؤية فريدة وتعبر عن تجارب الحياة بشكل مؤثر ومبهر.» وأضاف: «إنها تستخدم الكلمات كأداة لصياغة العواطف والأفكار بطريقة مدهشة». وتصريحات نازك الملائكة تعكس عمق رؤيتها للشعر كوسيلة للتعبير الفريدة والقوية، وكذلك إيمانها بقدرته، ومما قالت في القصيدة: الشعر هو صرخة الروح التي لا تستطيع الكلمات التعبير عنها بأي وسيلة أخرى. يعتبر الشعر لغة الحب والمشاعر العميقة، وهو أداة تمكننا من الاندماج مع الجمال والوجود. الشعر يعزز التواصل الإنساني ويساهم في تجاوز الحواجز الثقافية واللغوية. و يجب أن يكون الشعر قادرًا على تشكيل الواقع وتغييره، فهو قوة تترسخ في عقول الناس وتلهمهم للتحرك والتغيير. أنا أكتب الشعر لأجعل العالم يفكر، وأعيد تشكيل الأفكار التقليدية والمعتقدات القديمة. الشعر هو رحلة داخلية تأخذنا إلى عوالم مختلفة وتسمح لنا بفهم الذات والآخرين بطرق جديدة.