العراقيون يموتون عطشاً والسلطة لا تبالي – مجاشع التميمي
حسب التقارير الخاصة بالبيئة فإنه في عام 2040 سيجف نهر دجلة وقد يسبقه نهر الفرات لاسباب كثيرة لكن أهمها هي الخطط الطويلة الاجل لدول المنبع تركيا وإيران الخاصة بانشاء السدود، ولو عدنا إلى حجم إيرادات الموارد لنهري دجلة والفرات ، ففي العام 1975 كانت الايرادات المائية للنهرين والروافد الاخرى تصل إلى 79 مترا مكعبا ثم انخفضت في عام 2008 إلى 49 م3 حيث تقلصت بسبب السدود التي بنتها تركيا التي شملت بناء 22 سدا بينها 14 سداً عن نهر الفرات وثمانية على نهر دجلة وقد باشروا بهذه السدود منذ عام 1978 فقد كانت المؤشرات واضحة جدا حيث انحفضت الاطلاقات المائية في عام 2008 كما اشرنا؛ لكن الكارثة هو ما حصل في عام 2022 حيث انخفضت الاطلاقات إلى 33 مليار م3 مع زيادة الاحتياجات المائية للعراقيين من 66 مليارم3 في عام 2008 إلى 78 مليار متر مكعب.
اذاً توجد هناك شحة مائية وأغلب القوى السياسية يجدون الاعذار لتركيا وإيران، وهذا خطأ لأن هناك شحة مائية وهي تفتك بالعراقيين، والإيرادات المائية المناخية تقوم إيران وتركيا بالاستحواذ عليها والعراق ليست دولة مصب أنما دولة منبع ولا هي دولة شاطئية لهذا الشحة تنعكس في حياة الناس مباشرة.
سعات خزينة
لكن الأهم ما الحلول المتاحة بيد العراق؟ أعتقد أن أهم الخطوات هي تفعيل مخطط أنشاء المشاريع التخزينية الكبيرة؟ وهي مشروع سد بخمة، وسد بادوش وسد مكحول، فأذا ما تم انشاء هذه السدود ستضيف للخزين المائي 33 م3 سعات خزنية جديدة، مع أربعة مشاريع صغيرة، فمشروع بخمة وحده سيضيف 17 م3 وهذا مشروع كبير على الزاب الأعلى لان هذه المياه في وقت الامطار تذهب إلى منخفض الثرثار، ومع الأسف هذه المياه وقت الفيضان كلها تهدر وهذا هو الخطأ الكبير لأن منخفض الثرثار خصص لاستيعاب مياه الفيضانات وليس التخزين أي أنه يستثمر فقط في موسم الفيضان في العقود السابقة وليس للمياه الآتية من الزاب الأعلى. أذا نحن في خطر كبير وهناك أجراءات يجب أن تتخذ وتعالج بشكل سريع ومهني والحلول الأول يجب أن تكون سياسية تبدأ بها الحكومة ومجلس النواب والشعب من خلال تثقيفهم بخطورة الوضع لأننا نريد حاليا إطلاقا سريعا فالوضع صعب، أما المشاريع المتوسطة والإستراتيجية تبدأ من خلال استئناف العمل بمشروع بخمة وبادوش ومكحول وغلق الإيرادات التي تأتي إلى الثرثار لان هذا المنخفض يفقد بحدود (4) مليار متر مكعب سنوياً بسبب التبخير وطبيعة التربة لذلك وصل مخزون الماء في الثرثار إلى (40) م3 بعد أن كان (80) وهذا يعني أن نوعية المياه في الثرثار اليوم هي مالحة غير صالحة ولهذا وضعوا في الخزان الآن مضخات غاطسة لرفع المياه، وتعويض النقص وهذا ممكن يحل الأزمة بشكل مؤقت، ولكنه لا يكفي، إضافة إلى تردي نوعية المياه.
الحلول الأخرى يجب أن يكون هناك تحرك حسب خطة وزارة الموارد المائية التي وضعتها في عام 2015 في توفير (4) مليار دولار سنوياً لتغيير منظومة الري البدائية التقليدية القديمة منذ السومريين إلى منظومات الرش بالتنقيط وهي ستوفر كميات هائلة من المياة لكن هذه الخطوة واجهة عقبات سياسية وعجز لهذه اللحظة، لأنه كميات المياه في التي سيحصل عليها العراق سوف لن تتعدى 32 م3 وهذه يجب أن يصاحبها تقليل وترشيد بالري وستوفر زيادة في المساحات الزراعية بنسبة 115 بالمئة وهذا هو الإجراء الصحيح، لكن للأسف منذ ثماني سنوات وضعت الخطط ولم تتم المباشرة.
كما أن على القوى السياسية القابضة على السلطة أن تعرف آن الأوان إنه لاستخدام مياه البحر في تحليته والمباشرة بمد نهر جديد لنقل مياه البحر المحلاة الى المحافظات الجنوبية والوسطى مثل ما فعلت ليبيا والاردن.