العام الجديد ينطلق بلا مناهج ونقص الأبنية يتصدّر المشهد التربوي

أكثر من 12 مليون طالب وتلميذ يلتحقون بالدراسة وسط فرحة خجولة

العام الجديد ينطلق بلا مناهج ونقص الأبنية يتصدّر المشهد التربوي

بغداد – ندى شوكت

التحق اكثر من 12 مليون طالب وتلميذ ،بمدارسهم بلا مناهج جديدة، وسط فرحة خجولة ونقص كبير بالابنية المدرسية ،التي تمثل مشكلة للطلبة واسرهم بسبب الدوام المزدوج ،مما دفع لجنة التربية النيابية الى تشخيص المعوقات التي تواجه سير العملية في البلاد بغية وضع المعالجات لها.واستقبلت المدارس امس، طلبتها في أول يوم من بدء العام الدراسي الجديد.وجاء ذلك بعدما أعلن وزير التربية علي الدليمي، في وقت سابق، ان انطلاق العام الدراسي سيكون ابتداء من يوم امس الاربعاء.وهنأ رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، الطلبة بمناسبة العام الدراسي الجديد.وقال في تغريدة على تويتر تابعتها (الزمان) امس (أصدق الأمنيات بالتفوق والنجاح والسلامة لأبنائنا الطلبة بالعام الدراسي الجديد). وأعلنت الوزارة في بيان تلقته (الزمان) امس أن (أكثر من 12 مليون تلميذ وطالب التحقوا بمدارسهم ، وأن اعداد طلبة الاول الابتدائي بلغ اكثر من مليون و 200 الف تلميذ)، ووجه الوزير دعوة إلى (الإدارات المدرسية والهيئات التعليمية والتدريسية كافة لإقامة كرنفال تربوي تستقبل فيه الطلبة)، واشار الى ان (الوزارة تناشد المجتمع بشرائحه ومؤسساته كافة وأولياء الأمور لأخذ دورهم الوطني ومشاركة الوزارة بتوفير البيئة السليمة التي تضمن وتؤمن استقرار وانتظام الدوام في مدارسنا، والمحافظة على مكانة المعلم وقدسية المهنة)، وأضاف أن (هذا اليوم ليس مجرد محطة تربوية لاستكمال مسيرة التعليم وحسب، بل هو عهداً والتزاما اخلاقيا وانسانيا لتجديد الانتماء للعراق العظيم بلد الحضارة والتاريخ والادب والثقافة)، مشددا على (العمل الجاد والمثمر من اجل استمرار العطاء والبناء للنفوس والعقول)، ولفت الى ان (الوزارة حققت الكثير من المكاسب التربوية خلال الأعوام الماضية، الامر الذي انعكس إيجاباً على زيادة الثقة بقدراتنا في التعامل بمرونة واستباقية مع مجريات الأمور، وأكسبت نظامنا التعليمي ومؤسساتنا التعليمية جاهزية تامة، بما نمتلكه من أدوات معرفية وتقنية وخبرات إضافية، وهذا الأمر يستدعي مواصلة العمل والتطوير في نظامنا التعليمي حتى نستمر ضمن الدائرة التنافسية، تحقيقاً لازدهار التعليم). وباشر الطلبة ،العام الدراسي الجديد بلا مناهج جديدة ،وسط فرحة خجولة ،بسبب الوعود التي تطلقتها الوزارة بحل مشكلة الدوام المزدوج.وقال اولياء امور الطلبة في احاديث امس انهم (باشروا بنقل ابنائهم الى المدارس الاهلية ، نتيجة الواقع المتردي الذي يشهده قطاع التربية الحكومي في البلاد من غياب الخدمات واكتظاظ الصفوف ونقص المناهج التي يعمد المسؤولون طباعتها مع مباشرة التلاميذ والطلبة الدوام)، متسائلين (اين كانت الوزارة من طبع المناهج خلال العطلة الصيفية؟)، واستدرك اولياء امور الطلبة (اذا كانت التخصيصات هي المشكلة ، فاننا نلاحظ قيام الحكومة بصرف مبالغ لقطاعات اخرى ولمشاريع غير مهمة او ضرورية في الوقت الراهن التي يمكن تأجيل تنفيذها في ما بعد،والاجدر هو تهيئة المناهج قبل انطلاق الدوام ،كون طباعتها في الوقت الحالي سيدفع الاهالي الى شراء كتب منهجية لابنائهم من السوق وهذا عبء جديد يرهق كاهلهم). في وقت، شخصت لجنة التربية النيابية، مجموعة مشاكل تعوق سير الواقع التعليمي في البلاد. وقال نائب رئيس اللجنة جواد الغزالي في تصريح امس ان (الوزارة والجهات المعنية بشأن توفير المناهج الدراسية ادت ما عليها، إلا ان المشكلة الاساسية تكمن في التخصيصات المالية، التي لا تتناسب وحجم المؤسسة)، ولفت الى ان (المناهج الدراسية ليست وحدها المشكلة، انما توجد مشاكل تتعلق بقلة الابنية المدرسية، إذ ان هناك اقسام غير صالحة للعمل، واخرى بحاجة الى تعمير، فضلا عن مسألة الاثاث المدرسي)،

وتابع ان (طباعة ملايين النسخ تحتاج الى مطابع عديدة ووقت، وهذا الامر تؤثر على الطالب)، واضاف (طالبنا كثيرا بأن تكون التخصيصات المالية قبل بداية العام الدراسي). ويستابق العالم ،على تطوير القطاع التربوي وتجهيزه باحدث التقنيات بهدف توفير اجواء مناسبة للتلاميذ تشجعهم على التركيز والابداع ،الا في العراق ما زال القطاع يواجه تحديات دون حلول جذرية. وكان الامين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد اكد إن (التعليم يمر بأزمة عميقة)، لافتا الى ان (الوقت قد حان لإحداث تغيير في أنظمة التعليم)، وتابع أن (التعليم وبدلا من أن يكون عاملا تمكينيا عظيما، يصبح، وبصورة سريعة، حاجزا كبيرا، ولاسيما ان نحو 70 في المائة من الأطفال في سن العاشرة في البلدان الفقيرة لا يستطيعون قراءة نص بسيط، إما أنهم خارج المدرسة أو في المدرسة ولكنهم بالكاد لا يتعلمون).

مشاركة