العالم القعيد لا أعمل من أجل الجوائز وأشعر بفرح عارم عندما أنالها


العالم القعيد لا أعمل من أجل الجوائز وأشعر بفرح عارم عندما أنالها
الثقب الأسود يهدي هوكينغ أكبر جائزة فيزياء في العالم
لندن ــ الزمان
أثبت عالم الفيزياء البريطاني المقعد ستيفن هوكينغ، أنه معجزة علمية حية ومستمرة بالعطاء، لينال أكبر جائزة علمية في العالم والمقدرة بثلاثة ملايين دولار، يقدمها له رجل الأعمال الروسي يوري ميلنير.
وأعرب ستيفن هوكينغ عن سروره وفخره بهذه الجائزة، في رسالة موجهة لصحيفة The Guardian” وأنه لا أحد يعمل بالأبحاث الفيزيائية طمعا بجائزة ينالها، وانما يتعلق الأمر بالفرح العارم المترافق باكتشاف جديد مجهول للآخرين، الا أن جوائز كهذه من شأنها ان تلعب دورا هاما بالاعتراف العام بالإنجازات الفيزيائية وتزيد من الاهتمام بها .
ومؤسس الجائزة العلمية الهائلة عالم بدوره، حيث أنهى ميلنير كلية الفيزياء في جامعة موسكو الحكومية باختصاص الفيزياء النظرية ، ثم تابع دراسته ليحصل على شهادة الدكتوراه، ولكنه في العام 1990 دخل معترك العمل التجاري في مجال البحث العلمي، وأنهى اختصاصا آخر في مدرسة للعمل التجاري في الولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن عبر عن خيبة أمله في الفيزياء ، حسب قوله. وقد قهر عالم الفيزياء البريطاني ستيفن هوكينغ 70 عاما مرضه متجاوزا حدود الممكن والمعقول لاستمراره بالعطاء العلمي وكشف ما عجز عن تفسيره الأصحاء من خيرة علماء العالم.
وتوج أبحاثه بنظرية ثورية قدمها في عام 2004 عندما أعلن في مؤتمر دولي عن تصويب نظريته المتعلقة بالثقوب السوداء، لافتا الى أن الثقب الأسود لا يدمر المعلومات المبتلعة، وفي خضم تبخر الثقب الأسود تستطيع المعلومة من قهر جاذبيته، قاطعا الأمل بتحقق ما حلم به الكثيرون بأن تكون الثقوب السوداء هي ممرات خيالية بين المجرات.
وأصيب العالم البريطاني ستيفن هوكينغ بمرض عصبي في ريعان شبابه عندما كان عمره 21 عاما، وهو مرض التصلب الجانبي ALS وهو مرض مميت لا دواء له، وقد ذكر الأطباء أنه لن يعيش أكثر من سنتين، الا أنه صارع المرض متحدا العالم والعلماء على مدى خمسين عاما من الاعجاز العلمي ليس لاستمراره بالحياة فقط بل لتقديمه الأبحاث العلمية الهامة رغم تفاقم حالته الصحية.
وأصبح هوكينج عبر السنين مقعدا غير قادر على الحراك وعاجزاً عن النطق، بل كان يجري الحسابات والابحاث في ذهنه حتى قامت شركة انتل للمعالجات والنظم الرقمية بتطوير نظام حاسوب خاص متصل بكرسيه يستطيع هوكينج به التحكم بحركة كرسيه والتخاطب باستخدام صوت مولد إلكتروني، وإصدار الأوامر عن طريق حركة عينه ورأسه، حيث يقوم بإخراج بيانات مخزنة مسبقا في الجهاز تمثل كلمات وأوامر.
وأصدر هوكينغ في عام 1971 نظريته التي تثبت رياضيا وعبر نظرية النسبية العامة لأينشتاين بأن الثقوب السوداء أو النجوم المنهارة بالجاذبية هي حالة تفردية في الكون أي أنها حدث له نقطة بداية في الزمن . وبعد ثلاثة أعوام أثبت نظريا أن الثقوب السوداء تصدر إشعاعا على عكس كل النظريات المطروحة آنذاك، وسمي هذا الإشعاع باسمه إشعاع هوكينج واستعان بنظريات ميكانيكا الكم وقوانين الديناميكا الحرارية.
وحاول هوكينغ تبسيط العلم بإصدار كتب موجزة عن أعقد النظريات تتيح لأي انسان استيعاب أعقد النظريات لاعتقاده أن أن الإنسان العادي يجب أن يعرف مبادئ الكون . الا أن الثقوب الكونية السوداء بقيت الشغل الشاغل لبال هوكينغ على الدوام فنشر مقالا عنها في عام 1993 بعنوان الكون الوليد والثقوب السوداء .
ولم يقتصر نجاح هوكينغ على الصعيد العلمي فقط بل وحتى في حياته الشخصية، فهو متزوج منذ عام 1965 وله مواقف مساندة للطفولة حول العالم، كما شارك في مظاهرات ضد الحرب على العراق.
AZP20

مشاركة