الطريق الصعب

الطريق الصعب
احمد المرشد
سنبقى على الدوام حريصين على أن نمد أيدينا للسلام، والرغبة الصادقة في التعاون مع كل الأمم والشعوب، معبراً في ذات الوقت عما يشعر به شعبنا الآمن المسالم من أسى وأذى، وما يعانيه من تلك الفئة المضللة التي تسعى لتشويه صورة البحرين في الخارج، وتحاول الاستعانة بمن لا يعنيهم الأمر للتدخل في شأننا الداخلي .. كلمات بسيطة معبرة خرجت من القلب لتصل الى القلب.. خرجت من قلب الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد الوالد الحريص على حاضر ومستقبل وطنه وشعبه، ولهذا لم يضن عليه بالجهد والعرق والتفكير والتخطيط حتى يصل به الى بر الامان رغم الاهوال والصعاب التي تعرض لها بسبب فئة ضالة طالما استنكرت لوطنها وملكها، لترتمى في احضان مغتصب يحرض دوما على التخريب وتدمير مكتسبات غالية تحققت بشق الانفس.
بداية.. علينا ان نعترف بأهمية ما جاء في كلمة ملك البحرين من توجيهات واماني وتحذيرات سيكون لها بما لا يدع مجالا للشك اثار سياسية على المستويين داخليا وخارجيا، ناهيك عن دلالة توقيت هذا الحدث السياسي وتأثيراته. لا احد يمكنه ان يفكر في المستقبل الا وعاد للتمعن في كلمات الملك ليدرك في الفور اننا تجاوزنا مرحلة عصيبة في تاريخ البحرين، وهنا نقول وبكل وضوح اننا لم نكن مسرفين في طموحاتنا وامانينا عندنا وثقنا في قدرات ملكنا ثم قدرات وطننا الغالي على ارض الواقع.
لقد اعادت لنا الكلمة الثقة، فقد وفرت لنا الرؤية الموضوعية لما تحقق خلال الفترة الماضية. وايضا ما نستطيع ان نستلهم منه القدرة على مسايرة المستقبل. واعتقد ان على القوى السياسية المختلفة أن تلجأ إلى مثل هذا الأسلوب في تقييم الأداء العام لمنجزات الوطن بعيدا عن الضوضاء والضجيج. نحن وطن صغير في المساحة ولكنه عريق في التاريخ والاصالة والحضارة.
واذا كان امامنا فرصة لاستلهام العبر، فإن اول ما نخرج به هو الحوار، خاصة بعد ان اكد الملك ان باب الحوار مفتوح أمام الجميع وان المطالب تؤخذ بالحوار وليس بالعنف.
والعبرة الثانية تأتي عبر مطلب سن تشريعات تجرم ما يمس بالوحدة الوطنية، فالتوافق الوطني بنجاح يمثل موقفاً حاسماً في مسيرة العمل الوطني المشترك سعياً إلى ترسيخ روح الأسرة الواحدة في البحرين كما ذكر الملك حمد في كلمته المعبرة امام النواب. فأمامنا الانجازات التي لا ينكرها سوى جاحد، هذا الجاحد هو الذي يرفض ان نسلك طريق المستقبل ويشدنا نحو الحضيض ويجرنا الى الماضي لنتأخر سنوات كثيرة بدلا من ان ننظر للغد بروح وثابة.
ونأتي للعبرة التالية من رفض التصعيد الخطير في الشارع من قبل تلك الفئة الضالة وممارساتها للعنف والإرهاب والذي مسّ الممتلكات العامة والخاصة والمقيمين، والذي من واجبنا حمايتهم. لقد اعتقدنا لفترة اننا سبقنا غيرنا في مجال الديمقراطية، الى ان ظهرت روح التشدد والعنف والاستقواء بالخارج وتجاهل مكتسباتنا السياسية وكل ما حققناه من مشروعنا الاصلاحي، فالعنف والارهاب يهدد الديمقراطية، تلك الديمقراطية التي تتطلب من الجميع بان الاغلبية البرلمانية لا تعني تهميش الاخر او التقليل من قيمته او استدعاء قوة اجنبية لنيل مطالب محلية واهية. فكما ذكر الملك الديمقراطية هي البديل للعنف والارهاب، والعمل هو البديل الافضل والانسب لمجتمعنا من العنف الذي يؤججه البعض لمصلحة الاخرين الذين لا يهمهم سوى تدمير البحرين وتخريبها واعادتها سنوات كثيرة للوراء.
وقد نتوقف قليلا عند الدعوة الى سن التشريعات اللازمة لتجريم كل ما يمس وحدتنا الوطنية وأمن المجتمع وبكل الحزم، ففي هذا رسالة طمأنة لكل شعب البحرين بكل اطيافه، وتعني الرسالة اننا لن نترك من يمس وحدتنا يلهو بالبلاد ويعكر صفوها وسلمها وامانها. والرسالة واضحة، فكل من تسول له نفسه بارتكاب الجرائم والتخريب واستبدال الحوار بالعنف، فإن المجتمع سوف يواجهه بكل حزم.
لقد ذكرها صريحة، انه لم يخطر على باله ان يستغل البعض الديمقراطية لتحقيق المطالب بالعنف والإرهاب، ونحن نتفق بأن المطالب لا تؤخذ بالقوة والعنف بل تؤخذ بالحوار والتوافق الوطني كما حصل سابقاً بين أطياف مجتمعنا، وأنه لا ينبغي أن تفرض فئة رأيها على الآخرين.. لأنه لو رضخنا مرة فلن تقم لنا قائمة نحن ابناء هذا الوطن الذي نعرف ماضيه وندرك ما شكل مستقبله.. اما هم فلا، فكل ما يهمهم هو تنفيذ اهواء محرضيهم، ولذا نراهم يحملون صورهم اثناء احداث شغبهم والفوضى التي يحاولون ارهابنا بها.
اعتقد انه لا يوجد انسان يعيش فوق هذه الارض الطيبة الطاهرة الا واعترف بالامتنان لقائمة الانجازات الطويلة لحكومتنا الرشيدة، فهي تسير بنا في طريق تم التخطيط له بعناية، لتتحقق الإنجازات الحقيقية التي تتحدث بها لغة الأرقام ولتدفع بقدراتنا الى الأمام لكن ورغم كل ما تحقق، فان امامنا طريقا صعبا يتطلب وضع استكمال الرؤية من اجل مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل، لنستكمل معا المشروع الإصلاحي.
لقد تأخرنا كثيرا في اظهار العين الحمراء لمروجي الفتن والحروب والنكسات، حيث مررنا بكثير من المصائب خلال المرحلة الماضية وكانت كفيلة باتخاذ القرارات السريعة لكي لا يكرر هؤلاء الاعيبهم الشيطانية للنيل من الوطن ومواطنيه، ولكن نحمد الله ان الفرصة واتتنا لنعلنها صريحة، بآن من ستسول له نفسه بالتخريب او التدمير فإن مصيره سيكون مؤلما وبئس المصير.
AZP07

مشاركة