الطاعة الساديّة – غيث السوداني

الطاعة الساديّة – غيث السوداني

التعود على الطاعة يخلف مجتمعآ خائفآ، مترددآ، لا يستطيع النهوض من ركوعه، يستجدي العطف في تسيير امور حياته اليوميه، متخلفآ، لا يواجه، رجعيآ يقنع بأصغر الاشياء ذات الحق الطبيعي للأنسان الحديث..

هذا التعود لا يخلق سلطة متجبرة تحكم اي بلد فحسب، بل يخلق جبابرة في مُختلف مستويات مؤسسات الدولة، حيث كُل ذي سلطة بموقعه المُحدد له، قد يكون دكتاتورآ فاسدآ يرغب بتلك الطاعة والتذلل لاسباب تعود لطبيعته السايكولوجية (حيث في دول العالم الثالث وتحديدآ المجتمعات الرجعية الفرد قد لا يستطيع التعبير عن نفسه وعن كينونته بأي مجال، لذلك قد يجد بهذه الطاعة منفذآ لآثبات ذلك الوجود المفقود)، من جهة اخرى حتى وان تم علاج الفساد، سيبقى الفرد بتلك الماهيه الرجعية في هذه الدولة، لان السيكولوجيا النفسية له تعودت على تلك الالية لكسب ادنى حد من الحقوق، والذي يجدها وسيلة ناجحه في نظره..

المشكلة اليوم تحولت من كونها طاعة ودكتاتورية بعلاقة تبعيه فردية، الى مُشكلة راسخة في صُلب الدولة (اصبحت نظام)، وهذا احد اهم المشكلات التي تمنع تقدم المجتمعات والدول على حدٍ سواء، لأن الدولة تشبه ابناءها، فأذا ما اردنا ترقية الدولة، علينا بترقية ابناءها..

– بغداد

مشاركة