الطائرات تجوب سماء بغداد إستعداداً للعرض العسكري بمئوية الجيش
العراقيون يستذّكرون المآثر الخالدة لسور الوطن ودرعه الحصين
بغداد – قصي منذر
تنطلق في ساعات الصباح الاولى لهذا اليوم، احتفالات الذكرى المئوية (الماسية) لتأسيس الجيش العراقي الباسل. وأعدت وزارة الدفاع لهذه المناسبة، برنامجا حافلا يتضمن استعراضا عسكريا هو الاكبر منذ عام 2003 تشارك فيه جميع صنوف القوات المسلحة، كما ستوضع اكاليل الزهور على قبر الجندي المجهول في تقليد راسخ لاحترام وتخليد تضحيات ابطال الجيش، الذي تأسس في بغداد في 6 كانون الثاني عام . 1921كما عدت الحكومة اليوم الاربعاء، عطلة رسمية بهدف اتاحة الفرصة لابناء الشعب ، مشاركة القوات المسلحة احتفالها المتميز هذا العام. ومنذ ايام تجوب الطائرات المروحية والمقاتلة سماء، بغداد تمهيدا لاستعراض جوي تشترك فيه احدث اسلحة الطيران والدفاع الجوي ومنها طائرات اف 16. وكان وزير الدفاع جمعة عناد قد اعلن قبل نحو اربعة شهور عن اعتزام الوزارة اعداد برنامج حافل بالمناسبة، تدعى اليه شخصيات عسكرية رفيعة من الدول الصديقة والشقيقة. ومنح القائد العام رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، ترقيات لعدد من ضباط الجيش وجهاز المخابرات والمنافذ الحدودية المستحقين ترفيعات، فحملوا رتبا اعلى وبما يضاعف مسؤولياتهم بالدفاع عن حياض البلاد. ولفتت اللجنة العليا للاحتفال امس ، انتباه المواطنين الى قيامها باطلاق عدد من القذائف المدفعية تجريبيا استعدادا للاحتفال المركزي الذي تشهده ساحة الاحتفالات اليوم الاربعاء، ودعت الى الانتباه الى الاصوات الناجمة عن الاطلاق المدفعي. واوعز امين بغداد علاء معن بارتداء شجرة التحرير ثوب العلم العراقي احتفاء بمئوية تأسيس الجيش. ونقل بيان عن الامين قوله ان (هذه الذكرى تلهمنا مزيداً من العزم لإطلاق خطط استراتيجية لاعادة بناء العاصمة بغداد على أسس متينة تلبي طموح المواطنين بواقع خدمي مغاير وحياة كريمة). واضاف ان (المرحلة الجديدة ستشهد انطلاق ثورة جديدة من الخدمات والاعمار ومشاريع تحقق رغبات المواطنين، عاداً الخطط التي تم رسمها ستعيد لبغداد مكانتها المهمة بين عواصم الشرق الاوسط). واشار الى ان (الحكومة الحالية ممثلة بدولة رئيس الوزراء تشرف على ما نحققه من دراسات وخطط جديدة لتطوير البنى التحتية للعاصمة والنهوض بواقعها العمراني كما تقدم الدعم الكامل والاسناد عبر مؤسسات الدولة كافة لانجاز مشروع البناء والاعمار).
ورأى خبراء عسكريون عراقيون إنه (بعد مرور مئة عام على تأسيس الجيش ، فإن المؤسسة العسكرية العراقية لا تزال تحظى بثقة الشعب ، حيث قدم الجيش مزيداً من التضحيات دفاعاً عن أمن واستقرار العراق، داخلياً وخارجياً)، مؤكدين ان (الجيش العراقي اليوم يعاني من عدد من المعاضل التي تعوق عمله، ويمكن تقسيمها إلى معاضل عملياتية وأخرى تنظيمية)، واشاروا الى ان (الجيش العراقي نجح نجاحاً كبيراً في مواجهة الإرهاب، حيث خاض معارك فريدة من نوعها، وهي من معارك الجيل الرابع التي لم يخضها أي من الجيوش بعد، وبالتالي باتت تجربة الجيش في خوض هذا النوع من القتال يشار لها بالبنان، وباتت تدرس في الكليات والمعاهد العالمية نظراً لما تحتويه من ميزات، حيث إنه خاض حروباً مع قوى ظلامية وقوات غير منظورة، وهو ما يصعب القيام به)، واضافوا ان (قدرات الجيش العراقي تطورت عدداً وتسليحاً منذ عام 2003 وكذلك تدريب المقاتلين على عمليات نوعية لمحاربة الإرهاب واسترداد الأرض، وهو يعد في الواقع إنجازاً كبيراً جداً للجيش العراقي)، واوضح الخبراء ان ( الجيش العراقي انفتح على مساحات واسعة من الأرض العراقية، وبالتالي فإن هناك كثيراً من المشكلات لا تزال تواجهه).وكان المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة، اللواء تحسين الخفاجي قد اكد قيام استعراض عسكري في ساحة الاحتفالات ببغداد خاصة وانه يحتفل بمرور قرن على تأسيسه.
واشار الخفاجي في تصريح امس ان (الاحتفال سيشهد حضوراً رفيع المستوى يتقدمهم القائد العام للقوات المسلحة)، مؤكدا ان (الاحتفال سيراعى فيه التباعد وارتداء الكمامات وغيرها من الاجراءات الوقائية بسبب جائحة كورونا). مضيفا (كما ستكون هناك ترفيعات بالمناسبة لصنوف الجيش). وافادت قيادة العمليات ، استعــــــــدادها لاطلاق 21 اطلاقة مدفع باحتفالية ذكرى تأسيس الجيش. وذكر البيان انه (في أطار الاستعدادات التي تجريها قواتنا المسلحة للاحتفال بالذكرى ، تود قيادة العمليات المشتركة ان توضح للمواطنين ان قطعاتها المعنية ستقوم بإطلاق واحد وعشرين اطلاقة مدفع كجزء من تمرينات وتدريبات تجريها التشكيلات العسكرية لاظهار الاحتفالية بما يليق بجيشنا المقدام)، مؤكدا انه (كما سيرافق ذلك قيام القوة الجوية وطيران الجيش بعروض جوية من ضمن هذه الاستعدادات). وبدأ الجيش العراقي بفوج واحد بقيادة جعفر العسكري، الذي حمل اسم فوج موسى الكاظم عليه السلام، في 6 كانون الثاني 1921 وأصبح في ثمانينات القرن الماضي أقوى جيش في المنطقة، وتم تصنيفه على أنه رابع أقوى جيوش العالم، وتجاوز تعداده المليون جندي، وضم سبعة فيالق ومئات الطائرات والمدرعات الحديثة، فضلاً عن قوة بحرية وبرية.وبعد احتلال الولايات المتحدة الأمريكية العراق ،حطم القرار الذي اتخذه الحاكم المدني الامريكي للعراق بول بريمر بحل الجيش آخر معاقل القوة التي كان يتمتع بها الجيش العراقي. وبرغم ذلك فقد سجل الجيش انتصاراً كبيراً ضد الارهاب وعصابات داعش أواخر عام 2017 بعد أن كان قد احتل خلال شهر حزيران عام 2014 نحو ثلاث محافظات، تشكل 40 بالمئة من مساحة العراق.
(محطات تاريخية ص5)