الضبط العسكري لدى قواتنا
لو رجعنا الى الوراء والقينا نظرة دقيقة على الابداع الحضاري المتراكم ان كان على هذا المستوى او ذاك فبلا اشتباه سوف نتوصل من هكذا تعريج ودراسة موسعه لجهد حضاري مثمر الى استنتاج يكشف ضبط ابناء هذه الحضارات امرهم واخذه بالثقة أي الايمان الكامل والمطلق بالمنطلقات النظرية المشرعة لغاية سامية باعتبارها الاساس الثابت الذي تقوم عليه مكونات الحياة ومن خلال ملازمة الضبط بمعانيه الواسعة تاسست لهذه الحضارات جيوش تعتمد النوع في تشكيلاتها وكانت تتمتع بأعلى درجات الضبط العسكري اضافة الى اقتصاد متين ونهضة علم متطلعةً الى غد افضل ومجتمع مجاهد يعتمد على ذاته في كل الاحوال.
ان الاجيال المتولده من بطون هذه الحضارات بما فيها هذا الجيل كلها سارت على ذات خطاها ولكن الطرق المتكأ عليها في عملية تحويل اركان الحياة في ازمنتها من حالة الى اخرى بما هو صحيح معظمها طرق متجددة غير مطروقة ولولا الحضور الفاعل للحزم والضبط في هذا الميدان وغيره لهلكت الحضارات ولسوف تحل بدل مقوماتها الفوضى العارمة التي قد لا تطاق ولذلك عند تفريغ عراقنا العزيز من هذه المقومات بعد عام التأمرك صار مكانا مختبريا لتجارب الفوضى من اوسع ابوابها وبعد عشرة اعوام ولم نلمس من الأخوة المسؤولين أي مبادرة تدين عواقب الفوضى على الاقل التي صنعت لنا مؤسسات هزيلة غير منضبطة في عملها على الاطلاق وعلى راسها المؤسسة العسكرية المبنية على الاساس المناطقي البحت ونظام الدمج اللذين في منظور المهنية العسكرية يحسبان دخيلان عليها ولا يمتان لعملها بأية صله ولطغيانهما على هذه المؤسسة ضاعت القيم العسكرية بالرجلين كما يقول المثل الشعبي وانعدم الضبط العسكري لدى ما يسمى القوات المسلحة الجديدة وهذا مما ادى الى افتقاد الحس الامني وانخفاض قدراتها القتالية في مقابلة العنف الذي استمر يحصد بأرواح الناس الابرياء يوميا.
جاسم محمد حمزه – كربلاء
AZPPPL