الصينيون يرتدون الأسود بالعام الجديد خشية سم الأفاعي
بكين ــ الزمان
بدأ عام الأفعى امس واستقبله مئات الملايين من الصينين وسط اسرهم أمام شاشات التلفاز، وتوجت الألعاب النارية الاحتفالات على أمل أن تقيهم غضب الرمز المحير. واستقبل أغلبية سكان الصين البالغ تعدادهم 1.3 مليار نسمة عام الأفعى الحكيمة الخطيرة السامة ليلة السبت، لتحل مكان التنين الجبار المسيطر على العام الفائت، و الأفعى من أكثر الرموز الصينية تحيراً، فهي رمز للإخلاص الأسري والحكمة والذكاء الا أنها رمز للغضب. ويعتبر الثعبان أو الأفعى البرج السادس في دولاب الأبراج الصيني، الذي يضم 12 حيوانا، ويرتبط كل حيوان منها بأحد العناصر الخمسة، المعدن والنار والخشب والأرض والماء، ويرتبط أيضا كل عام بأحد العناصر الخمسة بالتناوب. والنار هي العنصر الثابت لبرج الثعبان والعنصر المسيطر على عام 2013 ، هو المياه ويقع هذه الارتباط مرة كل ستين عاماً، ويشيع اعتقاد بين الصينيين بأن هذا العام خطير لمن تزامنت ولادته مع اقتران النار بالمياه منذ ستين عاماً، لذا ينصحونهم بارتداء شيء أحمر اللون، وفي الكثير من الأحيان يكون قلادة أو خلخالاً أو سواراً أو حزاماً أو قطعة ملبس داخلية، طوال العام. ويعد عام الأفعى بالانقلابات القدرية المفاجئة، وخاصة ان اجتمعت بعنصر الماء، كما حدث في عام 1953 وخلاله توفي جوزيف ستالين، وانتهت الحرب الكورية وصعدت الملكة إليزابيث الثانية إلى العرش البريطاني. ودخلت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي في سباق التسلح النووي. واللون الفلكي للعام هو اللون الأسود، لذا يحرص الصينيون على استقبال هذا العام مرتدين هذا اللون رمزاً لعمق عوالم الأفعى، كما يؤمنون بأن تسلل ثعبان حي إلى المنزل يجلب الثروة للأسرة التي تقطن فيه، وأن الأشخاص الذين يولدون في عام الثعبان الصيني يتميزون بالغموض والذكاء والجاذبية، ومنهم الرئيس الأمريكي الأسبق ابراهام لينكولن، والفنان بابلو بيكاسو، وعالم النبات تشارلز داروين، اضافة للرئيس السابق للحزب الشيوعي الصيني ماو تسي دونغ الذي ولد عام 1893..
ويعتقد الصينيون بأن الألعاب النارية تخيف الارواح الشريرة وتجذب إله الثروة، كي يتوجه الى المنازل حاملا كنوزه بمجرد حلول اول ايام العام الجديد، الا أن اطلاق قرابة 750 ألف عيار ناري في اللحظات الأولى من عام الافعى، كاد يؤدي الى كارثة بيئية في العاصمة الصينية بكين، التي تعاني من تلوث متنام في الهواء.
وتابع قرابة 700 مليون صيني حفلة عيد رأس السنة التلفزيونية، التي تحولت الى طقس أسري، وكانت المغنية سيلين ديون نجمته في هذا العام بأغنيتها الشهيرة من فيلم تايتانيك. كما غصت مطارات الصين بسيل من المهاجرين المتوافدين من كل حدب وصوب، لاستقبال العام الجديد بين أسرهم في وطنهم، وقارب عددهم 200 مليون شخص، ما يشكل أكبر هجرة بشرية تحدث على الكرة الأرضية.
واختتمت الاحتفالات رسميا امس ايذانا بحلول أول ايام السنة القمرية الصينية الجديدة.
وتحدى سكان العاصمة الصينية بكين البرودة القارسة وطفقوا يطلقون الألعاب النارية ذات الألوان المبهرة التي تخلفت عنها سحب كثيفة في الهواء فيما اصطبغت الاجواء باللون الاحمر جراء استخدام المفرقعات النارية التي حفلت بها الشوارع.
AZP20