الصراع بين البورجوازية والعدالة الإجتماعية – حاكم محسن محمد الربيعي
يقول ماركس ان البورجوازية هي طبقة اجتماعية هيمنت وتهيمن على ملكية وسائل الانتاج ، وعملت بكل جدية وجور وبقساوة شديدة على استغلال الطبقات الكادحة بكل مواقعها الى مستوى الاستعباد والاجبار على العمل بالقوت اليومي ,ولساعات زادت على 12 -14 ساعة وتشغيل الاطفال والاحداث والنساء حتى في الاعمال التي تتطلب جهود عالية لا يقوى عليها الا اصحاب الاجسام القوية ، وقد ظهرت الى الوجود في العصور الوسطى الأوربية التي يصح اطلاق تسميتها بالعصور الوسطى الاوربية المظلمة ، وتصنف البرجوازية الى ثلاث اصناف ، الاولى البورجوازية الكبيرة وهي الاعلى والاكبر في مستوى الثراء والصنف الثاني هو البورجوازية المتوسطة ومن هذا التصنيف يتضح انها المقصود بها هي التي تحتل المستوى المتوسط في الثراء والصنف الثالث هو البورجوازية الصغيرة وهذا يعني انها الاقل ثراء ولكنها تصنف ضمن البورجوازية ، وهذا يعني ان من كان خارج هذا التصنيف يندرج ضمن الطبقات الكادحة التي تعيش حد الكفاف او اقل من ذلك ، او الطبقات الفقيرة التي تعاني من تدني المستوى المعاشي ، اذن البورجوازية هي الطبقات الغنية مع التفاوت في مستوى الثراء ، وبالمقابل هناك العدالة الاجتماعية التي يحرص دعاتها على الغاء الفوارق بين الطبقات الاجتماعية من خلال العدالة في توزيع الدخل ، او بمعنى اخر التوزيع العادل للثروات الوطنية في المجتمع ، لا ، ان تستثمر في اغناء طبقة مهيمنة ومسيطره ومتمكنة من استغلال الاخر على حساب الطبقات الاحرى، ولذلك تعمل بالضد لكل التوجهات الساعية لا حلال العدالة الاجتماعية وتواجه بقوة القوى الداعية الى العدالة الاجتماعية ، وكانت المجتمعات الطبقية في اوروبا تتسيد فيها ثلاث مجموعات هي النبلاء ورجال الدين وقادة الجيش ( العسكر ) ، أما الطبقات الكادحة من الفقراء والمعوزين فكإنو حسب طبيعة علاقات الانتاج وغلبة طبيعة الاقتصاد السائد ، اي في المجتمعات الزراعية تكون الطبقة الكادحة والفقيرة هي الفلاحين الذين يبذلون جهود مضنية من اجل كسب القوت اليومي لهم ولعوائلهم وقد شهدت العصور الوسطى الاوربية مشاهد مأساوية لهذه الجماعات وماعا نته ممن يسمون الملاك الكبار والاقطاعيين ، وفي المجتمعات الصناعية يغلب فيها الطبقة الكادحة والذين هم العمال الذين عانوا كثيرا من اصحاب المصانع حيث الاستغلال للجهود التي يبذلونها في اداء الاعمال في المصانع ولساعات طويلة وبأجور متدنية ,بحيث ينتج العمال ما سماه ماركس فائض القيمة ، وبمعنى اخر ان انتاجهم يفوق الاجور المتدنية التي يحصلون عليها نظير العمل المضنى ولساعات طويلة حيث يذهب فائض القيمة الذي يحققوه الى مالكي وسائل الانتاج ، وعلى وفق ذلك كان الصراع دائم بين البورجوازية ودعاة العدالة الاجتماعية ، لذلك تلجأ البورجوازية الى اساليب رادعه مختلفة تصل الى حد الاغتيال للجماعات التي تطالب وتؤيد الدعوة للعدالة الاجتماعية ، وخصوصا من البورجوازية التي تولد مع ظاهرة الفساد المالي البشع لاسيما عندما يعرف الشعب بان لديه اموال طائلة لم تدخل البلد خلال قرن كامل ورغم حجم الثراء للبلد ، ولكن الشعب لا خدمات لا صحة لا تعليم لا امان لاصناعة ولا زراعة ولا سياحة ، وفقر يتزايد وصل ربع السكان في احدى الدول عام 2022 وبطاله تتفاقم ، فكيف تتحقق العدالة الاجتماعية والاموال تنهب وتصادر الاموال المنهوبة وسبائك الذهب.
كما حصل في تركيا حيث تم استيلاء السلطات التركية لشاحنة تحمل ملايين الدولارات وسبائك الذهب ومثل هذه الحالات الا يجب التفاوض مع السلطات التركية لامكانية استعادة هذه السرقة ، وحق للسلطات التركية ان تقول لماذا لم تكشفها السلطات الحدوديه للبلد الذي سرقت او نهبت منه ، ثم الا ينبغي كشف من وراء هذه السرقة لاموال البلد وكشف من هم وراء هذه السرقة ,وهذا النهب المبرمج ومعرفة من يقف خلفه، ثم اية عدالة تتحقق عند ما لايسمع الراي الاخر ويتم تمشية القوانين التي تريدها السلطة التشريعية التي تهتم بمصالحها دون الاخرين مهما كان صوتهم وتضاهرهم ، واية عدالة تتحقق ولايوجد تعيين لجيش الخريجيين الذي يتزايد سنويا في حين اولاد من هم في السلطة لا يتاخرون عن التعيين وبصمت تتم التعيينات ولاناس في مواقع مهمه سياسية ودبلوماسية وعسكرية دون معرفة الاخرين الذين يتفاجئون بخريجين احدث منهم بالتخرج لعدة سنوات.
ثروة الشعب
ان ثروات البلدان ليس لفئة دون اخرى بل هي ثروة شعب مشتركة ، وان تحقق العدالة الاجتماعية في كل مفاصل الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية هي اسس للاستقرار المجتمعي وفي كل محاور الحـــــياة المجتمعية ، وعليه على قوى العدالة الاجتماعية ان تناضل من اجل تحققها وعلى من هم بالــــضد منها ان يحترموا الاخر ويسمعوا صوته وان يعرفوا جيدا ان مساهمتهم في الاستماع الى الاخر وتحقيق مطالبه في تحقيق العدالة الاجتماعية يضعهم في سلم القبول والرضا المجتمعي ويساهم ذلك في تحقيق الاستقرار.