الصراعات الخارجية

الصراعات الخارجية

لا تقحموا البلاد

للوجد الشديد بدأ نظامان من الحكم في الآونة الاخيرة يدلفان مرحلة اخرى من التخبط ولاسيما عندما تدخلا في الصراع الدائر بين شعـــــــب ونظام معروفين للجميع والذي بلغ من العمر سنتين وهو مازال يتمحور من حالة سيئة الى حالة اعقد منها وسمعنا انه قبل مدة قريبة تخطى الخطوط الحمراء عندما استخدم احد طرفي النزاع الاسلحة الكيمياوية في ضرب الغوطة الشرقية وقبلها بقليل منطقة خـــــان العسل التي الى الآن لم يحقق في المجزرة التي ارتكبت بحقها ، وعلى خلفية ذلك اخذ الطرفان يتبادلان الاتهامات بينهما فمرة النظام الســـــــوري يدعي بأن الجيش الحر هو الذي اقترف مجزرة الكيميــــــــــاوي التي اودت بحياة عدد كبير من المدنيين العزل ، ومرة اخرى الجيش الحر يوجه اصابع الاتهام الى الجيش الحكومي الذي يتلقى الاوامر من رأس النظام مباشـرة في تنفيذ هذه الجريمة ، ولكن كيف نحكم في هذه الجناية فمن الذي نبرأه ، ومن الذي نجرمه فهنا لو عدنا الى الوراء لنتصفــح سجل هذا النظام الذي اعتمد مبدأ التوريث في الحكم فتقشعر جلودنا لما تلبس به من مجازر في مدن سورية من بينها مدينة حلب التي هدمت مبانيها وذبح سكانها ابان حكم حافظ الاسد فالمـــــــــورث والوريث هما وجهان لعملة واحدة لأن الوريث سلك نظام حكم ابيه واصر ان يواصل ضرب الانتفاضة وقصف المباني الاهلية وتحويلـــها الى انقاض وركام ، وهو مستعد ان يبيد شعبا بأكمله في سبيل الخلود في كرسي الحكم ، ومن الشواهد التي تدين نظام بشار الاسد في استخدام السلاح الكيمياوي ضد المدنيين هو التأريخ الاسود لذلك النظام الذي استأثر في السلطة منذ البداية ، وعمل على توطين نفسه في اتيان الــــمجازر تلو المجازر ضد شعبه الطيب الصابر المجاهد.

العقلاء من الشعب يعتبون عتابا شديدا على النظام السياسي في العراق الذي يجب عليه ان لاينشغل في امور خارجية لاتنعكس بالفائدة عـلى شعبنا ارضاءا لدولة ما بل على النظام ان يفكر بشعبه الجريح الذي بات يعاني من مشاكل كثيرة كأزمة السكن والفقر المــــــــدقع والامراض المزمنة بانواعها والبطالة وانعدام الخدمات وتخلخل الوضع الامني..الخ وان يضع مصلحته فوق كل مصلحة من خلال التحرك الـدؤوب لازالة تلك المآسي التي خيمت على النفوس والشوارع والمدن والبيوت منذ اول يوم من زوال حكم صدام الى هذا الوقت في حين اعــــــضاء حكومة العراق والبرلمانيون يتمتعون بمنتهى السعادة والرفاهية هم وعوائلهم ، وكأن الحكومة تدير امور الشعب ليس من بغداد العاصمة بل من عاصمة اخرى تبعد الاف الكيلو مترات عن محافظات العراق افلا تلفت انتباه الحكومة هذه المصائب المفجعة ، ومع كل مايتعرض لـــــــه الشعب من قتل يومي بمختلف الوسائل على ايدي العصابات الموغلة في الاجرام فالموقف السياسي المعلن تجاه ذلك دائما يدعي اشياءً ليس حقيقة قاطعة.  ان الامر الشديد الذي يقلق ظرفاء العراق ويحزنهم ويرفضونه رفضا قاطعا هو الهفوة المؤسفة للحكومة في اقــــــــحام البلاد في الصراعات الخارجية والتي اصبحت من الاخبار ذات البروز والشهرة على الصعيد المحلي والاقليمي والدولي ، ولو احتكمنا الى المنطق الذي يرشد الى احترام ارادة الشعوب وعدم المساس بتضحياتها والتدخل في شؤونها فان الاقدام على مثل هــــذه المبادرة الوضيعة هي اخلاق ممقوتة لأنها تنتقل بالشعب الى التحطيم المعنوي والمادي ،ولا تكرس لنا من الطرف المقابل سوى الكراهية والعداوة والله من وراء القصد.

جاسم محمد حمزة – كربلاء

مشاركة