الصدمة تعيد الأمل
الحرب على العراق في عام 2003 والدمار الذي حل في بناه التحتية واقتصاده وانهيار جيشه و سقوط دكتاتوره ومع بداية الحروب الطائفية وعمليات الهجرة والنزوح و الانفلات الأمني الكبير وسيطرة القاعدة و داعش الإرهابيتين على مناطق شاسعة وعمليات اغتيال الطاقات العلمية جعلت صورة العراق تتغير لدى دول العالم وخصوصا العالم العربي وأصبح العراق في رؤيتهم ومخيلتهم خراباً ودماراً وويلات وانكسارات وهدم حضارات هذه الرؤية للعراق بفضل القنوات العربية التي تبث أخباراً سلبية عن الواقع العراقي تتطرق للإحداث الأمنية بمونتاج وإخراج هوليودي ولم تتطرق إلى سبب هذه الإحداث ومن المستفيد من تلك ومن الداعم بالمال والسلاح ومن الذي يحرض عبر المنابر ولم تتطرق تلك القنوات إلى الجانب الايجابي من ناحية استمرارية الحياة في بغداد مع استقرار الملف الأمني تدريجياً وعودة محافظات إلى الأحضان بسواعد الإبطال من جيش وحشد وشرطة فأصبح العالم العربي يعتقد بان العراق انتهى وأمسى من الدول التي تتآكل وتتمزق . العالم العربي اليوم أنصدم لما شاهده عن حال العراق الذي جسده برنامج الصدمة الذي يعرض عبر قنوات ام بي سي ويقدمه نخبة من الفنانين العراقيين وبأشراف وإخراج عراقي الذي أعاد الأمل للعرب وذكرهم بمدينة السلام بغداد وبشهامة العراقي ورجولته ومواقفه الشجاعة ونخوته العربية ولهجته العراقية السومرية الأصيلة , تقول إحدى النساء العربيات عبر موقع تويتر ” انا مصدومة لما شاهدته عن العراقيين وعن العراق عندهم مولات وعندهم أسواق وشوارع كنت اعتقد انه بلد منهار لما نسمع عنه عبر الإخبار ” أقول لهم العراق لم ينهر لازال كالأسد رغم الجراح تعالوا وانظروا بأعينكم إلى بغداد وأمسياتها ولياليها وناسها الطيبين . القنوات العراقية اين دوركم في وضع صورة العراق الحقيقية اخرجوا الى الشوارع صححوا رؤية العراق ، ما نحتاجه اليوم ليس “طحت بيها ” ولا ” ياسر مان ” بل نحتاج الى المزيد من البرامج التوعوية أمثال برنامج الصدمة يقيس ردود أفعال الناس تجاه موقف معين وبالمقابل يوضح للعالم أصالة العراقي وانه عربي بل هو سيد العرب بالحضارة وبالثقافة و باللغة ومازال ينبض بالحياة وبالعلم وبالإبداع .
برزان حامد السرحان – بغداد