الصداقة المخادعة

الصداقة المخادعة

العلاقات البيتية  ابتدأ بعضها مع البعض يصيبها خلل بالغ والسبب هو عدم الصراحة والوضوح والصدق تجاه الطرف الاخر، نحن نجامل بعضنا بشكل سافر ودائم والمشكلة ان هذه المجاملات تشعر البعض منا ولاسيما بعد مرور بعض الوقت انه وقع ضحية استغلال طيبة القلب ويتم استنزافه من جميع الجوانب الحياتية وخداعه مع استمرار الكذب  ويقع ذو القلب الطيب ضحية  الاستغلال ويقع ضحية لانتهازية الطرف الاخر المخادع.

اما ذلك الاخر من الطرف فهو يقوم بما تعود عليه المشكلة الحقيقية في هذا الاطار انه تحدث تراكمات من الافعال التي تجلب الضيق والالم والحزن فيحدث تباعد احيانا يكون صاخبا مدويا وفي احيان  يكون الاتفاق ضمنيا بصمت. على الابتعاد  فتخفت الاتصالات وتنطفي الاشواق وتقل الزيارات بين الطرفين ثم تختفي وتتلاشى، نحن نرتكب خطأ بالغا في حق انفسنا وفي حق من يشاركنا مسيرتنا في هذه الحياة وهم  الاصدقاء والصديقات والاحبة وحتى يكون الزوج والزوجة..

 هذه القسوة كان يمكن تحويلها الى فعل ايجابي بهيج وسعيد للطرفين.. يحكي لي صديق انه اختار انهاء صداقة دامت سنتين والسبب حسب ما يقوله انه كلما  يحدد موعدا من صديقته تخلفه ولا تفي بوعدها له بذريعة واخرى هي تستغل طيبة قلبه وهو يعلم انها تخدعه وهي خادعة وماكرة من الدرجة الاولى وانه نبهها وتعب من نصحها دون جدوى  فهي دوما  لا تهتم بمشاعره ولا تحترمها ، ويتجلى هذا في التاخر والتخلف عن المواعيد.. ولكم ان تتخيلوا صداقة عمرها سنين من الزمن تتلاشى كل ذلك بسبب عدم الوفاء وعدم الوضوح وعدم المصداقية في الوعود والمواعيد والوعد..

فماذا يعني هذا؟ انا متاكد ان هناك اسبابا اخرى اكبر ولكن إخلاف الموعد يعد بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير كما يقال في المثل العربي القديم وهو سبب لا اكثر لانه  من البديهي ان تكون هناك اسباب اخرى لم يتم معالجتها وطغت المجاملة بين هؤلاء الاصدقاء حتى وقع الانهيار ويجب ان نتعلم كيف نصادق وكيف نحافظ على علاقاتنا ولا تاتي هذه المجاملة او الصمت والسكوت عن الخداع والكذب والصبر،انما بالوضوح والمكاشفة وبناء اسس سليمة صحيحة لتدوم هذه العلاقة وتبقى وتسمو  المجاملة دوما فيها طرف خاسر قد يتحمل هذه الخسارة مرة واثنين وعشر مرات ولكن فيما بعد سيسأل لماذا انا دوما العنصر الاضعف في هذه العلاقة الصداقة.. فيقرر مواجهة هذا الجانب فيستغرب الاخر هذا التحول ويفسره محاولة لفرض الاراء والتحكم به فيحدث تنازع عادة يبدأ بروية – حرب باردة- سرعان ما يشتد اوراقها مع اول مشكلة بسيطة عابرة فيخرج ما في النفوس وتزداد الهوة.. ولو انهم اختاروا الوضوح والشفافية  لما حدث كل هذا اذا  كنت حريص على الاصدقاء وان تدوم اختياري دوم  طريق الوضوح والصدق والصراحة دون مواربة او خداع لان  حبل الخداع  قصير والويل له عندما يكتشف خداعه وكذبه واستغلال طيبة القلب الصادق..

واكرر الويل في الصداقة الخداعة  والتلاعب  باحساس الاخرين تكون مصيبة لا تغفر ويتحمل المخادع نتائجها وبئس المصير.

صائب عكوبي بشي – بغداد

مشاركة