الصابئة المندائيون يتلقون التهاني بعيد التعميد دهفا إديمانا

الكلداني والحلو يؤكّدان دعم التعايش السلمي بين المكوّنات

الصابئة المندائيون يتلقون التهاني بعيد التعميد دهفا إديمانا

بغداد – قصي منذر

تلقى أبناء الصابئة المندائيين ،التهاني الخميس الماضي بعيد التعميد الذهبي دهفا إديمانا، احد أهم ركائز الديانة الذي يتم فيه ارتداء ملابس بيضاء تسمى الرسته، عند النزول لضفاف النهر.

وقال رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم في بيان امس (نهنئ الصابئة المندائيين في العراق والعالم بعيد دهفا ديمانا أو ما يعرف بعيد التعميد الذهبي ، ونؤكد أهمية التنوع الديني والقومي والمذهبي الذي يشهده العراق لإثراء الثقافة ولتشكل كل هذه القوميات والمذاهب والأديان والطوائف الأمة العراقية)، داعيا الى (استثمار هذا التعدد في التواصل وبناء الجســـــور الوطنية مع دول العالم). وبرغم من الفرق الإيجابي الطفيف الذي لمسوه في ظل الحكومة الحالية ، إلا أنهم اكدوا ان الهجرة هي فكرة دائمة لأبناء بسبب الظروف الصعبة.

عوالم النور

وقال رئيس الطائفة الشيخ ستار جبار الحلو في تصريح امس إن (العيد ، هو اليوم الذي تعمده فيه آباؤنا الأولون وآخرهم النبي يحيى، وهذا العيد هو من عوالم النور العليا التي أنزلت للبشرية حتى تتطهر وتتنقى وتقام فيه الصباغة والثواب على أرواح الموتى الذين غادرونا إلى عالم الأنوار وتقام الصلوات والصدقات للفقراء والمحتاجين)، واضاف (نجد هناك فرقا كبيرا بين حكومة محمد شياع السوداني والحكومات السابقة ،حيث نلمس تجاوبا كبيرا منه، وهذا التجاوب لم يشمل الصابئة فقط إنما لكل شرائح المجتمع، ونشد على يديه ونشجعه في هذا المنهاج الذي يسير عليه)، واكد الحلو ان (الهجرة لا تتوقف، ولكن هناك تراجعا ملحوظا بالنسبة لأعداد المهاجرين في الوقت الحالي عما كان عليه في السابق، وأغلب العائلات تذهب لأربيل وهذه لا تعتبر هجرة، وإنما تنقل، أما أعداد المهاجرين إلى الخارج قليلة قياسا بالسنوات السابقة). من جانبها، اوضحت عضو مجلس شؤون الصابئة فائزة سرحان أن (الهجرة لأبناء الاقليات هي فكرة دائمية ،برغم تحسن الوضع الأمني الذي يعد عاملا أساسيا في هذا الملف، لكن موضوع نيل الحقوق وأخذ المكانة الحقيقية للأقليات لم يزل موضوعا لا يصل إلى الطموح والصورة التي نتمناها، فمن يهاجر يفكّر بأماكن تمنحه حقوقه المدنية رغم الأوضاع العالمية الصعبة)، واضافت ان (العالم يمر بظرف اقتصادي صعب، مما أسهم بانخفاض استقبال اللاجئين، وهذا أحد العوائق الحالية للهجرة، لكن نحن كصابئة متمسكون ببقائنا برغم الظروف الصعبة وعدم الحصول على فرص حقيقية بالتمثيل وصناعة القرار، إذ نطمح للمشاركة في صنع القرار بشكل أوسع من الحالي وهو ما نتمناه من الحكومة الحالية وان تأخذ هذا الموضوع بنظر الاعتبار لأن تناقص الأعداد مستمر، ونحن نريد المحافظة على ما تبقى).

ركائز الديانة

والتعميد، هو من أهم ركائز الديانة، ويشتمل هذا الطقس على نزول الشخص للماء الجاري، برفقة رجل دين، الذي يتلو آياتٍ من كتابهم المقدس الكنزا ربا، ويتم ذلك بملابس بيضاء خاصة تسمى الرسته، وهذا الزي الخاص بالتعميد يرتديه النساء والرجال والأطفال.ومن أعياد الصابئة أيضا، عيد التعميد الذهبي، في ذكرى الولادة الروحية لنبيهم يحيى بن زكريا، بالإضافة إلى العيد الكبير الذي يصادف في شهر تموز ويستمر 7  أيام، وهو بداية الخلق، وفيه بدأت الدقائق والساعات والأيام، والأخير عيد الازدهار، وهو العيد الصغير، ففيه قام الحي العظيم بخلق الأزهار والأثمار والطيور والحيوانات، وبالإضافة إلى هذا خلق آدم وحواء، وهذا العيد يعتبر بداية نشوء الخلق. ويعد جنوب العراق، موطنا لأبناء الطائفة منذ آلاف السنين، إذ تمركزوا قرب الأنهار والأهوار، لارتباط طقوسهم الدينية بالماء، لكنه اليوم يندر تواجدهم هناك بعد هجرة أغلبهم لموطنهم الأصلي، والاستقرار في بلدان اللجوء أو مناطق أكثر أمنا في إقليم كردستان. على صعيد متصل ،استقبل امين عام حركة بابليون ريان الكلداني ، رئيس طائفة الصابئة المندائيين في العراق والعالم ،بحضور النائب دريد جميل. وقال بيان تلقته (الزمان) امس ان (اللقاء بحث اخر المستجدات عن اوضاع المكونات والشرائح الاجتماعية في البلاد)، ورحّب واكد الكلداني انه (يدعم جميع المكونات وبمختلف الاديان من اجل التعايش السلمي وأستقرار البلاد ). بدوره اشاد الحلو بـ(جهود الكلداني وخطواته التي تزيد من تفاهمات العراقيين بمختلف اطيافهم وقومياتهم).

مشاركة