رحلة إستطلاعية عن الإقليم (3)
الشيوعي العراقي يناضل بقوة من أجل كردستان والقومية (الدواء المر)
حمدي العطار
لقد ناضل الحزب الشيوعي العراقي من أجل الحقوق القومية للكرد،وقدم الكثير من التضحيات لمواقفه المؤيدة لهم والمناهضة للسياسة الشوفينية لنظام صــــــــــدام!وعلى الرغم من أممية الشيوعي العراقي ألا أن اهتمامه بالقوميــــــــــــة الكردية قديفوق أهتمامه بالقومــــــــــية العربية!وقد يرجع البعض ذلك الى تشكيل قيادة الحزب من الكرد اكثر من العرب!
ومن النــــــاحية النظرية كان لينين يطلق على الحركات القومية بـ (الدواء المر). وحتى ان كانت هذه الحركات ثورية ويتحالف معها الشيوعيون فأنه يضعهم في الاصطفاف الطبقي ضمن (البرجوازية الصغيرة)،
كان الحزب الشيوعي يعمل من اجل تفعيل شعار تاريخي جميل يربط النضال القومي الكردي بالديمقراطية بالعراق(الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكردستان).
،والخطأ بدأ من تبديل هذا الشعار التاريخي الى شعار آخر جعل العلاقة بين المركز والاقليم متوترة وبعيدة عن مصالح الشعب الكردي والعربي الا وهو (الحكم الاسلامي للعراق والفيدارلية لكردستان)،وبذلك يتحمل الساسة الكرد نفس المسؤولية التي يتحملها السياسيون العرب في بغداد!ولا يحق للديمقراطي الكردستاني او الاتحاد الوطني الادعاء بعدم مسؤوليتهم عما جرى في العراق منذ 2003 حتى الان على أساس أن الصراع كان بين العرب(شيعة وسنة)!
خوف الكرد من عودة الدكتاتورية والشوفينية لا يمكن تأمينه من خلال الاستفتاء والانفصال (وحق تقرير المصير) بل غياب الديمقراطية والحكم المدني العلماني هو من يخلق (صدام) مرة ثانية وليس شرطا ان يكون الاضطهاد الذي يفرض على الكرد من العرب بل ليس بعيدا ان يولد الصراع الطبقي والاجتماعي بين الكرد افهم (صدام كردي)
عزيز محمد في المستشفى
ارتبط عندي التسوق من سوق القلعة في اربيل يذكرني بسكرتير الحزب الشيوعي العراقي الاسبق (عزيز محمد) والذي أجريت معه لقاءً مثيرا العام الماضي،وأصبحت صورته بملابسه الكردية تؤشر الى ان الهوية القومية لدى هذه الشخصية السياسية المثيرة للجدل قد تتغلب على هويته الشيوعية الاممية!مرة أخرى التقي بصديقي الكردي في سوق اربيل ليخبرني بأن عزيز محمد “سكرتير الحزب الشيوعي الاسبق ” من 1964-1993 ، يرقد في المستشفى وأردف قائلا حالته خطرة !
هل تحب أن تزوره؟ قلت نعم،ذهبت بنا السيارة الى مستشفى اربيل الخاص قسم العناية المركزة،قلق سيطر علي خاصة أنني لم اعرف ما هو مرضه ألا التقدم في العمر، وهو الان قد تجاوز التسعين بسنتين،لكننا غادرنا مستشفى اربيل لعدم وجود عزيز محمد فيها الى مستشفى (زين) قسم الكسور!وحينما دخلت الى غرفته التي يرقد بها ابتسم لي ورحب متناسيا أوجاعه،وأتضح أن العملية التي خضع لها تخص كسوراًي قدمه نتيجة سقوطه بالبيت،تجمع رفاقه من الشيوعي الكردستاني ومن اصدقائه الوطنيين ليطمنئوا على صحته ويباركون سلامته ويتنمون له الصحة والشفاء العاجل .
كان كعادته مرحا ويتكلم في السياسة وذكرياتها وكأن هذا الأنسان لا يعرف شيئا في الحياة الأ السياسة والحزب،كان يقول الطبيب يتكلم معي عن الصحة والطب وأنا لا افهم بالطب فأتكلم معه بالسياسة.سألوه تتذكر من يكون هذا ؟ وأشاروا علي! نظر لي قائلا المعرف لا يعرف !وأظنه أسترجع لقاءنا الصحفي المثير الذي أجريته معه العام الماضي !وأبتــــــــسم وهو يردد (انه زور باشا).أنت شلونك؟سلامات كــــــــاكا عزيز مــــــــــــحمدانت قادر عــــــــلى هزيمة الشيخوخة وأعراضها والحــــــــوادث ومصــــــائبها!!
مقبرة الشهيد الشيوعي
على الرغم من وجود مقبرة للشهداء حركة الانصار للشيوعي العراقي منذ 2009 الا ان الكثير لا يعلم بها حتى وهي تقع في مدخل اربيل مقابل البيت الابيض (مقر الاتحاد الوطني) حينما زرت المقبرة تأثرت كثيرا فأنها قريبة من الشارع العام لكن عند سقوط المطر لا يمكن الوصول اليها بسبب الاتربة، كما ان الادغال والاشواك تغطي القبو.،وقد طالبت الحزبين الشيوعي العراقي والشيوعي الكردستاني ، بتبليط الطريق الترابي المؤدي الى المقبرة وكذلك تعيين احد الفلاحين للاعتناء بتنظيف المقبرة من الادغال زراعة الورود والزهور وعلى حكومة اربيل توفير الدعم المادي لتحسين اوضاع المقبرة -لأن هؤلاء الانصار كان قتالهم لصالح القضية الكردية .
يتبع