الشيخ الكبيسي رمز للإعتدال
يتابع الكثير من العرب والعراقيين برامج الشيخ أحمد الكبيسي التي تُعرض من قناتَي دبي وسما دبي وبعض الفضائيات العراقية ، ويلاحظ المتابع لمحاضرات أحمد الكبيسي الاعتدال في شخصية هذا الرجل وروح التسامح والمودة لجميع الأديان والطوائف حيث شعار الايمان عنده التوحيد .فأذا كان الانسان موحداً فلا خوف عليه مع سلامه سريرته ونقاء قلبه. فالعالم العربي والاسلامي بأمسّ الحاجة الى نماذج معتدلة من رجال الدين لما يشهده من تجاذبات مذهبية وطائفية تؤدي الى ارتكاب أعمال عنف وجرائم بأسم الدين والدين براء منها. في هذا الوقت العصيب يجب أن تؤسس جمعيات تدعو للتقارب بين الأديان والتسامح ونبذ روح الفرقة والتعصب لأية فئة أو طائفة أوحزب.اذا تعمقنا في محاضرات شيخنا الجليل فسنبصر التدين الحقيقي بأدوات فاعلة كالأذكار والأدعية مع اقامة الأركان والشعائر الدينية المعروفة، فهناك مفاهيم خاطئة شائعة في المجتمع على انها من الدين وهي ليست كذلك ولكنها ترسخت في أذهان الناس على انها لب الدين وما هي إلا قشور، فسادت العقلية المتزمتة التي تصب جلّ اهتمامها على المظاهر الخارجية كالتشدّد في نوعية وشكل اللباس الديني مثلا وكثرة المحرمات، وكأن الاديان جاءت لتُحرّم كل شيء وهذا تصور واهم ، فالأديان السماوية كلها رحمة ونعمة للإنسان ومفاهيم رائعة وبسيطة لو طُبّقت التطبيق الصحيح، وفي حديث نبوي شريف يشير الى ظهور اشخاص تحقّر صلاتَك لصلاتهم وصيامَك لصيامهم (لكثرة صلاتهم وصيامهم) يتلون القرآن لايبلغ تراقيهم (الحنجرة) يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية. وهذا أفضل تشبيه لكثير من رجال الدين وشخصيات تدّعي الإيمان الخالص ولكن كما شبّههم الحديث الشريف ليس الامارقين من الدين . فكم من صائم وقائم ليس له الا العناء والتعب لأنّ المرء بأصغريه قلبه ولسانه، والمؤمن حقا من سلِمَ الناس من شرّه ، والإيمان الحقيقي أن تكون مسالماً مع كل شىء حولك ابتداءاً من محيطك الأُسري وانتهاء بالبيئة والطبيعة.
صبيحة خضير المرعبي
/6/2012 Issue 4229 – Date 19 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4229 التاريخ 19»6»2012
AZPPPL