الشيء

الشيء

حسن البحار

تسوقني قدماي إلى  شارع الوحدة وذاتي تتمتم: “إلى أين؟؟”.  في غربة نهاري يأخذني الخوف عند مشاوير رسمتها أيّامي دون أمري إلى ليالي أحزانها متكررة، أحلم وأصحو على ألم “ماذا تريد؟”.  ذات ليلة لا تختلف عن الباقيات إلا في ظلامها الدامس كنت و القلق الجبار في صراع غير كفء على فراش مذ الف عام يخاصمني، طفقتُ أتأبطُ يأسي:”إنها ليلة أخرى لا أحلام فيها”. في الشارع رميتُ بقايا آهاتي عند بحر أزرق،  ولا أعرف  لمَ هو أزرق وكيف ظهر؟ توجهتُ إلى  سفحٍ يلبسه الضباب  خلف جبل أسود، رأيت  عموداً من الضياء الأبيض ينتصف وسط باب من خشبِ البلوط لكوخ كان واضحاً من لونه الباهت عتيق.  قفزتْ ذاتي مني دون أمري مقهقهة تختال مترنحة حتى اتّكأت عند زاويته اليمنى ضاحكة تنظر إليَّ بسعادة طفلة عند أراجيح العيد ترفض مرافقة جسدي المنهك تثبتْ في حبال مكانها هاتفة:”أذهب وحدك”.  قدماي والقوة التي مازالت فيها لها القدرة على المسير تمكنني الابتعاد  إلى غاية لا أعرف نهايتها بقدر معرفتي لبدايتها المحسوسة ترن في ذهني أكداسها؟ وصف اللحظة متعب، حلمٌ ورديٌ في صحوٍ بهيج،  أطير فوق أسئلتي المثقلة ينوء بها ظهري الذي تقوس حتى  صار والقمر عدوِّه الأول، كنت أحسد بريقه، حضنه المملوء بالنجوم  اللاهثة وراء رغبات صدره، وأنا لا نجمة لي، ولكن على بالي فكرة الطيران إليه ولكن كيف أفكِّر بالطيران ولا طاقة لي على الجري سريعاً!!  جري من شأنه مقاومة جاذبية جسدي الملتصق برصيف المارة حيث لا أحد حولي إلا أنا وأشيائي المثقلة بسموم الغداء والعشاء، لا تزال فكرة الطيران تراودني ضاحكة تدفعني إلى الجري خطوة بعد أخرى تسارعتْ خطواتي وصرتُ أهرول! شعرت واللحظة التي أرتفع فيها. ذاتي التي خلفي هي و أسمي وعنواني يتمسكون بقميصي المهترئ يصيحون بي :” قف”. وروحي الرافضة تصيح: ” أخلعني ولا تقف….

مشاركة