الشاعرة العراقية سهام جبار لـ الزمان
الإبداع وعي شقي يستوعب الأزمات
حاورها عدنان أبو زيد
قالت الشاعرة والاديبة العراقية الدكتورة سهام جبار في حوار مع الزمان أن نمط الحياة الشاقة التي أُجبرت وجيلها وأجيال أخرى على عيشها بالعراق علمها الكثير ، واضافت ان الوعي الذي شكّل موقفها من المسائل الفكرية والانسانية ومن ثم الابداعية بالعراق هو وعي شقيّ ساعدَ في استيعاب الأزمات التي راكمتها السياسات المستبدّة بالعراق والايديولوجيات المنهزمة ونظم التفكير الضيقة منذ زمن يمتدّ إلى أكثر من نصف قرن مما يسبق وجودنا ومن ثم يطويه بغياهبه. وتابعت القول لقد عاصرتُ كلّ الفشل والاستعباد والعنف الذي حطّم وعي الانسان العراقي وحصانته النفسية والأخلاقية وسلامَه. واضافت ثمة فوضى في استعمال مصطلح الأدب النسوي، فليست كل كتابة تضطلع بمهام النسوية وغاياتها. لذلك لن أقول بالنسوية لكني أتحدث على نحو عام وأرى أن الأديبة العراقية جديرة بالثناء والتقدير لحرصها على تحدّي واقعها والاستمرار في ظل واقع غير مرن على الإطلاق. ثمة عراقيل موضوعة دائماً أمام حرية المبدعة وأمام مصداقيتها بالرغم من أن الأمر مردود على من يكيل لها الاتهام. ليس من السهل، إذن، أن تنجز المرأة ما تحلم به من طموح أدبي في العراق.
لعل في قصيدة قابيل وقصيدة حبيبتي وسواهما. هذا يقودنا الى قصيدة النثر في شعرك ، كيف تقرئين ذلك؟.
تنتمي القصيدتان اللتان أشرتَ إليهما، في سؤالك، مع قصائد أخرى سواهما إلى كتابي الشعري عربتي الساحرة الذي أنجزتُه عام 1996، وهو إلى جانب أدوار العالم عام 1994، و عن سرب المرآة 1995 مشاريع كتابةٍ تتمثل قصيدة النثر على وفق هاجس الاختلاف الذي يعدُ به هذا الشكل الكتابي دون سواه ويحرثُ فيه. فإذا لم تكن قصيدة النثر لتسمح باستثمار كل طاقات النثر الشعرية الممكنة وإعادة تأسيس الوجود بإنجاز مشاهد جديدة له فلا داعٍ إذن لارتكابها. إنها لديَّ ليست شكلاً مجرّداً أو مظهرَ وجاهةٍ أو وسيلةَ تماثل مع الآخرين في مرحلةٍ كانت فيها قد أصبحت موضة رائجة وتقليعة سهلة لا متاعب فيها. إنما هي اختيار لما هو حاجة إنسانية عميقة وبحثاً عن إشغال حيّزٍ صادقٍ منطقياً للذّات ولموضوعها على حدٍ سواء.
ولاننسى أن قد رافقت قصيدة النثر العراقية المكتوبة في الثمانينيات سمات عدّة من القصيدة التقليدية بغنائيتها وانضباطها مما ينضغطُ تحت وطأةِ معايير متراتبة في الوعي وبالواقع، ويترجمُ، بالرغم من كل الضراوة في محاولة التجديد، موقفاً من الوجود أقلّ انفلاتاً وأكثر تردّداً وخشية، فكان لابدّ من محاربة هذا التقييد كتابياً بمزيد من الخوض في أعطيات النثر وظلاله المزاجية لتمثّل مجسّاته الشعرية والمقامرة، بجرأة، بالمعتاد حدّ الوقوع في منطقة التورّط ما بين الشعر والنثر أحياناً، بقصدية عالمة بالحدود والمسافات فكرياً ولغوياً وأجناسياً.
لقد مثّل هذا الخروج نوعاً من السعي إلى الحرية عبر انتهاج طريق إلى نأيٍ ما، والتأسيس على نحوٍ من الأنحاء لنوع شعري جديد يُشابه مراحل التأسيس الأولى لأجناس الأدب المختلفة مما تولّت تصنيفه النظريات الأدبية وكتب النقد وتأريخ الأدب المؤصّلة. من أجل هذا اهتممتُ، على نحوٍ شخصي، بدراسة الأجناس الأدبية في أطروحتي للدكتوراه والبحث عن معرفةٍ تخدم قضيتي الشعرية وهمّي الكتابي. واستغرقتُ بكتابة قصائد أكثر تحسّساً للنثر وتقنياته مما قد تسمّيه أنت حكاية، وأراه أنا تنويعاً بالتأثيث الشعري.
تحقيق التفاعل مع القارئ
يختلف هذا الهاجس عما أسستُه في مجموعتي الشعرية الأولى الشاعرة ، التي جذبتْ اليها قارئاً عارفاً مهتمّاً بالتجديد الشعري من جهة لكنه متمتع بانضباطه إلى منظومة القيم التي يصدر عنها. وأسهمتْ في تحقيق عنصر التفاعل مع هذا القارئ رغم الممانعة التي يُبديها واستشعاره الخطر. ولقد تأملتُ في هذا التفاعل عبر الكتابات النقدية التي تناولت مجموعتي الشاعرة وأنتجت قراءاتها المختلفة والمتخصصة الذاهبة إلى مناطق بحث متنوعة استطاعت الشاعرة أن تشير اليها أو تتضمنها بنحوٍ من الأنحاء. وكان لهذه القراءات، مع تنوعها، مستويات عدة من التمكن من الأدوات والاقتراب من السطح أو الابتعاد عنه. وهذا ما سعدتُ حقاً لإنجازه أن تتجه مجموعتي الى القارئ المتخصص غير العادي، لا القارئ الساذج أو الجاهل أو المهادن، وأن تحظى بفضاءات من الخوض العرفاني أو الفلسفي أو الأدبي المتخصص أوالموضوعي بتناول بعض النقاد والكتّاب للحرب مهيمنة موضوعية مثلاً في المجموعة، أو لقضية المرأة بالرغم من عدم تحمّسي لذلك إلى جانب تلمّس سمات نصّية مجتهدة بالمجموعة في بحوث ودراسات أكاديمية كذلك. إن كل ذلك ليكشف عن طبقات من التفاعل مع منجزي الشعري الأمر الذي أسعدني حقاً. وهو يؤكّد ما يسعى إلى تحقيقه الشعر الحديث، بأن يؤسس لاحتمالات مختلفة من تأويل المعنى والذهاب الى مناطق تلقٍ متعددة، أن يتساءل ويثير أجوبة جديدة تحرّض على الإبداع وتعيد إنتاجه.
لقد انشغلتُ، مع سواي طبعاً، باجتراح الطريق والهدم وكبح الممنوعات وتذليل الصعاب وتحطيم الصنمية التي تمنع الرؤية. الأمر الذي سهّل لمن أتى من بعد خطواته الاولى. على أن ذلك لم يكن بالمهمّة الوحيدة وإنما فعالية من الفعاليات التي يقوم بها الفن فيرتقي بالثقافة والفكر في كل آن، ويتجدد فيسعى من جديد إلى إنتاج وارتقاء آخر وآخر. وسواء تمت الاستفادة من هذا التجدّد واجتراح الطرق أو لم تتم فإن لهذا التحديث أثره وغناه وطموحه الدائب من دون أن نغضّ النظر كذلك عن وجود أدواء ومشاكل ونكوصات وضِعة أحياناً.
مفردات الحب لديك عنيفة.. فيها شيء من الحرب. أهو معادل موضوعي لظروف زمكانية ام انه نزوع الى ذاتي فقط؟.
ليست لديّ وصفة جاهزة للكتابة في مفردةٍ ما، ولا أودّ إرضاء مؤرخي الادب العربي القديم أو الحديث فيما يحدّدون به من مساحات المعنى كما حدّدوا كذلك مسبقاً من صورةٍ للشكل.
أنت تعطي مثلاً حكماً على موضوعةٍ بالنصّ بافتراضٍ مسبق أوإلزامٍ محدّد، ولو أننا اتبعنا الطريقة السقراطية في تمييز الفكر المحرّك لكل حكم لاكتشفنا هذا الولع في محاكمة الخاص لصالح العام، والرغبة بالمماثلة التي تتخفّى وراء ما يبدو رأياً خالصاً له بواعثه وموجباته، نحن نقوم باجترار مُلحّ دائم نكرّس عبره الممارسات نفسها التي مورست علينا من قمع واضطهاد، متبنّين ما نرفضه من الآخرين ومستغرقين في انتاج الوعي الأول الذي تربّينا عليه مسبقاً. ثمة من يطالب مثلاً بأن يكتب الشاعر في ضوء هذا المعنى دون ذاك، أو يتم إسقاط فهمٍ سطحيٍ بسيط على سلوك للقصيدة أو لمنتجها بداعٍ من الدواعي، أو يُراد أن تكون ثمة نمذجة محدّدة لمَن يكتب أو لنتاجه في مفارقة مضحكة، أن يُطلب من المبدع أن يكون حراً فيعمل كذا أو كذا، ولو أنه أتى بما يُطلب منه لدلّ ذلك على أنه أسير الآخر الذي يريد توجيهه.
إنني أنطلق من حساسية غذّتها مرادفاتُ العقاب التي تتتالى من كل صوب، العقاب الذي يفتّشُ عن جُرم ما أو يختلقه، عقاب من يمارس التقييد والنبذ وهو يدّعي الانفتاح والتحرّر، ويختبئ وراء شعارات رنّانة وأكاذيب مؤدلجة باتقان. وأتتبّع مظاهر قتل الآخر رمزياً في مجالات ثقافية واجتماعية عدّة منها مثلاً فضاءات سمحت بها تقنيات الانترنيت الحديثة فأجدها، للأسف، مشغولة جداً بالرغبة بإلحاق الأذى وهدر كرامة الآخر الذي يُصنّف على أنه يمثّلُ خطراً ما يثير الخوف والارتياب. من هذا الباب كتبتُ مرة مقالاً عن تنميط الرؤى بوصفه دافعاً إلى سلوكٍ استبداديّ مقدِّسٍ أو لاعِن. وقسْ على ذلك..
كيف تقييمين الأجيال الجديدة من شعراء العراق، هل جسد ابداعهم القيم التي آمنوا بها ، أم ان الحروب منعتهم عن مخاضات الابداع الموازي للحدث؟.
ثمة حراك أدبي بالعراق يعبّر عن نفسه بقوة بالمهرجانات الأدبية والأنشطة المقامة بكثرة، وسواء كان هذا الحراك احتفائياً أو مُوجّهاً بموقفٍ أدبي معلن ما فإنه يستجيب لدواعٍ اجتماعية أكثر منها إبداعية، لكن مع ذلك أؤشر وجود مواهب أدبية جديدة مميّزة لمبدعين شباب ساعين إلى التواصل مع خطّ التحديث الشعري بالعراق والبحث عما هو دالّ على وعي وتميّز، أتمنى لهم أن يوفّقوا في الإخلاص لصوت التفرّد الذي أُنجز من الأجيال الشعرية التي سبقتهم والبحث في هذا المنجز وعدم الانجرار وراء التظاهر الاحتفائي الذي يجذبُ إليه أناساً ليست لهم علاقة جادة بالكتابة وهمومها. ومن الطبيعي أن لا يكون ذلك بالأمر
السهل في خضم المتغيّرات والظروف الإنسانية والحياتية الصعبة، كذلك الثقافية غير السليمة.
كيف توظف الشاعرة الغد في النص وكيف تنظر اليه بالعين المجردة من الانحياز لذاتها كأديبة؟.
ثمة معيار غير ذاتي يفرض أهميته بالتأكيد عليّ، فلستُ من هواة النظرة الحالمة الى الواقع، بل يمكن القول لقد تعلّمتُ الكثير من نمط الحياة الشاقة التي أُجبرتُ وجيلي وأجيال أخرى على عيشها بالعراق. بل إن الوعي الذي شكّل موقفي من المسائل الفكرية والانسانية ومن ثم الابداعية بالعراق هو وعي شقيّ ساعدَ في استيعاب الأزمات التي راكمتها السياسات المستبدّة بالعراق والايديولوجيات المنهزمة ونظم التفكير الضيقة منذ زمن يمتدّ إلى أكثر من نصف قرن مما يسبق وجودنا ومن ثم يطويه بغياهبه، لقد عاصرتُ كلّ الفشل والاستعباد والعنف الذي حطّم وعي الانسان العراقي وحصانته النفسية والأخلاقية وسلامَه.
كل هذه الحروب التي اختصرت أعمارنا وحدّدتْ قيمنا، كل هذه الأرض الحرام التي تكرّر فيها قتلنا والرجم وتساقط الرصاص والمعاني المجازية المريرة أيضاً في كل سلوك يُعامل فيه الانسان على أنه درجة ثالثة أو أدنى من ذلك. لا ننسى كذلك كل العنف الذي يختصر نمط الشخصية العراقية بكل التدرّجات والولع بمصادرة الحرية والالتفاف على الحقوق الانسانية بأشكالٍ شتى. لقد تحقق لي وعي شقي منحني في الأغلب، بقصد ومن دون قصد، قدرةَ تسمية الأشياء بأسمائها الأمر الذي لم يكن ليطاق من دون اعتزال الحياة أو النأي مع كل الحصاد المرّ والأثمان المتزايدة.
ويوازي هذا الهمّ قوةً ما تسمح به إمكانات التجريب الأدبي من البحث في مساحات الحرية والتماهي بالكتابة، وبالطبع لا تتجسّد مثل هذه الكتابة إلا بأن يُعطي المرء من نفسه كل ما من شانه أن يُغنيها وأن يغتني بها زهداً وجمالاً داخلياً وتجرّداً من أن يكون بوقاً أو مهرّجاً في بلاط، أو مخاتلةً وجبناً. الصدق هو الكتابة لا بالمعنى المؤدلج وإنما بمعنى أن تكون خلّاقاً وزاهداً فيما سوى ذلك. كم يحضرني نموذج ياسوناري كاوباتا في الجميلات النائمات وهو يعزف رسومه الحياتية تلك بأناقة ومن دون انحيازات ضيقة. الغد هو ان تتجه لتتأمل أفقاً خلّاقاً من مثل ذلك.
الشعرة الفاصلة
ما جودة ثمرة الشعر العراقي اليوم ، ثمة من يشير الى ارتجالية وتسطيح للمشهد بسبب وسائل الميديا الرقمية؟.
لوسائل الاتصال الحديثة دور كبير في إرباك كل مستويات الحياة بالعالم العربي عامة. بل إنها فضحت الجمودَ الرتيب والمعاناة والظلم، كذلك آثارَ التعصّب الأعمى لفئوية ضيقة دون سواها بالنسيج المجتمعي العربي والانفعالية والعصاب. وقد انتقلت آثار ذلك الى الجانب الثقافي فوصمته بالخلل. كذلك ذوّبت الحدود الفاصلة بين القدرة والعجز، الجدارة وقلّة القيمة، فأصبح بمقدور كلّ من هبّ ودبّ أن يكون شاعراً أو ناقداً، كما ادّعت الغناء من لا تُطرب أو الجمال مَن لا تملكه، وكل ذلك زيف آتتْ بأكله العولمة التي لم تُستوعب لدينا وإن تمّ استخدام نتاجها. إن ما نفتقد اليه هو العمق الثقافي والفكر وحسن التربية لكي لا نقبل هذا الخلط، وقبل ذلك سنّ القوانين المناسبة والقدرة على تنفيذها. إن المجتمعات الغربية مقنّنة الى حد غير محدود. إنهم يملكون تلك الشعرة الفاصلة بين احترام حرية الفرد والحفاظ على الأمن والضوابط المطلوبة، ثمة مراقبة ومعاقبة تتحقق ضمن سياق تاريخي ومعرفي واعٍ. يُدرك الفرد بالغرب مدياته ويتصرف بمسؤولية على وفق ذلك، لا نتكلم نحن هنا عن الجماعات المتخصصة بالقرصنة او السرقة الخ. إنما نتحدث عن مديات الانسان العادي الذي يدخل ضمنه ممارِس الأدب والفن. لو أننا قارنّا ذلك بالحقوق والواجبات في العالم العربي لما وجدنا غير الفوضى، الأمر الذي سمح بكوارث على كل المستويات في الأدب وفي كل المجالات.
تقيّميك للأدب النسوي العراقي ، ثمة من يرى ترهلا في الكم على حساب النوع ، وهل ثمة التقاطات مهمة لشاعرات يمثلن الجيل الجديد؟.
ثمة فوضى في استعمال مصطلح الأدب النسوي، فليست كل كتابة تضطلع بمهام النسوية وغاياتها. لذلك لن أقول بالنسوية لكني أتحدث على نحو عام وأرى أن الأديبة العراقية جديرة بالثناء والتقدير لحرصها على تحدّي واقعها والاستمرار في ظل واقع غير مرن على الإطلاق. ثمة عراقيل موضوعة دائماً أمام حرية المبدعة وأمام مصداقيتها بالرغم من أن الأمر مردود على من يكيل لها الاتهام. ليس من السهل، إذن، أن تنجز المرأة ما تحلم به من طموح أدبي في العراق.
هذا أولاً، ثانياً ثمة نتاج شعري جديد يضطلع به شعراء وشاعرات لستُ أحبّذ الفصل بينهم، تسرني سمة التكاتف بينهم والسعي إلى تقديم نتاجهم بكل همّة وحماس، أشدّ على أيديهم وأتمنى لهم التطوّر وإنضاج التجارب بكل حرية واتساع.
الشاعر العراقي فقد التواصل مع جمهوره، ودليل ذلك ان الامسيات لا يحضرها سوى النزر اليسير، كيف تقلبين الامر؟.
لا يحقق الشعر الحديث خصوصيته عبر المنبرية والتنغم بموسيقى الشعر وقوافيه. الشعر الحديث شعر كتابي بامتياز يتمثّل الشروط البصرية للكتابة ويبحث عن ايقاعه بالفكرة او التركيب أو الدلالة، وبالتأكيد هذا النحو عصيّ على الجمهور. الجمهور بالمعنى المباشر الذي يرادف كلمة النظّارة ويتجاوب بالجسد واللسان مع المُنتَج الإبداعي غالباً ما أصبح هذا المُنتَج الآن أغنية أو موسيقى لا شعراً . لقد استغرقت القصيدة الحديثة في غايات بعيدة عن الجمهور واستغرق الجمهور كذلك بالابتعاد عن التأمل والتعمّق والجديّة.
على أية حال العملية التواصلية منوطة بالتواطؤ المعقود بين طرفيها المرسل والمتلقي، وذلك يتم عبر طرق عدة لا بالضرورة عبر جمهور في قاعة وشاعر على منصّة.
من ناحية اخرى ثمة تغييرات كثيرة طرأت على طرائق تداول الشعر في كل العالم، لم يعد الشعر هذا المكرّس بإطلاقية وتجرّد وتعالٍ، لقد انفتح الأمر على خصوصيات وتفرعات عدة، بل إن الغايات أيضاً اختلفت، وما عاد هذا التفاخر والتهويل غاية إبداعية بقدر ما يتم تثمين ما هو إنساني نبيل وثر.
ما جديد المشاريع الكتابية لاسيما الشعرية التي ننتظرها منك؟ ما اعمالك المنتظرة؟
أذهب بعيداً وعميقاً فيما ابتدأته من مديات كتابية تأسست عبر نصوص نثرية سابقة، وأستمرّ في إنجاز كتبي الشعرية التي فيها هذا النوع من التأسيس، وأعدّ العدّة لإصدار بعض هذه الكتب التي تؤكد صوتي ومداي. في إطار آخر لديّ تعاون مع جهات سويدية لبعض القراءات المشتركة مما قد أجده ينسجم وخصوصيتي ومشاريع أدبية أخرى.
AZP09