الشاشة الذهبية تعيد البهجة لعشاقها – فنون – فائز جواد

دهوك تحتضن النسخة الثالثة من مهرجانها السينمائي الدولي

الشاشة الذهبية تعيد البهجة لعشاقها – فنون – فائز جواد

بحضور رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان البارزاني وقناصل العديد من الدول منها فلسطين والفلبين وإيران وكوريا وفرنسا والإمارت وعدد من الفنانين والشخصيات الثقافية والادبية وحشد من الجمهور المتذوق للسينما إنطلقت الأربعاء الماضية في قاعة المؤتمرات الرسمية في جامعة دهوك فعاليات مهرجان دهوك السينمائي الثالث الذي تختتم اعماله اليوم الاربعاء السادس عشر من ايلول الجاري وبمشاركة دولية واسعة حيث يشارك في المهرجان  143 فيلماً من بينها  44 فيلماً كردياً و99 عالمياً.

وتعد انطلاقة المهرجان بنسخته الثالثة مكسبا سينمائيا عراقيا كرديا كبيرا وامرا أدخل البهجة والسرور لقلوب سكان المدينة وكردستان العراق بشكل عام، خصوصاً بعد المشاركة الواسعة للأفلام الكردية، خاصة إن موعد انطلاق المهرجان تزامن مع الذكرى التاسعة والعشرين لوفاة المخرج الكردي العالمي الشهير يلماز كونيه. وتمنى عدد من المتذوقين للسينما أن يقام هذا المهرجان بشكل سنوي لأن هذه الفعاليات تعد من الأمور المهمة التي تشد انتباه العالم للفن، والثقافة الكردية. فعاليات المهرجان والعروض السينمائية تستمر لغاية السادس عشر من الشهر الجاري عرض ويعرض خلالها أفلام عدة، على ان تختار اللجنة التحكيمية للمهرجان الجوائز الرسمية التي ستختارها لتوزعها في ختام المهرجان.

مشاركة كردية

 ومن الافلام المشاركة في المهرجان شارك الفيلم الروائي الكردي العالمي، (رسالة إلى الملك) للمخرج النرويجي الكردي هشام زمان، في مهرجان دهوك السينمائي الدولي.

والفيلم يشارك في مسابقة المهرجان عن فئة الافلام، وهومرشح لست جوائز، وحضر المخرج هشام زمان وممثل فيلمه ناظم كركي مراسيم عرض الفيلم. وشارك الفيلم في مسابقات ومهرجانات عالمية عديدة، وحصل على جوائز كثيرة، مخرجه كردي الأصل من مدينة كركوك، وقد هاجر في عمر السابعة عشرة من عمره إلى النرويج، وأصبح من أهم المخرجين النرويجين. وكانت بداية هشام زمان في المجال السينمائي قوية، حيث قام باخراج فلم (باوكه) الذي حصد أكثر من21  جائزة محلية ودولية، بالاضافة إلى مشاركته في مهرجانات عالمية كبيرة. وتعد هذه المشاركة الثانية للمخرج في مهرجان دهوك السينمائي، حيث شارك بافتتاح الدورة الثانية للمهرجان بفيلم (قبل سقوط الثلج) وحصل على ثلاث جوائز.و(قبل سقوط الثلج) يعد من الافلام السينمائية المهمة التي عرضت في عدة مهرجانات عالمية مهمة، منها مهرجان أبوظبي السينمائي في دورته السابعة، وحصل على عدد كبير من الجوائز، منها جائزة أفضل تصوير سينمائي في مهرجان تريبس  للنجم العالمي روبرت دي نيروفي نيويورك. ويعتبر هشام زمان أول مخرج يحصل على جائزة التنين لمرتين على التوالي في مهرجان يوتوبوري السويدي عن فيلم (قبل سقوط الثلج) وفيلم (رسالة إلى الملك).

المخرج يلمان كونيه..

يتزامن موعد انطلاق المهرجان مع الذكرى التاسعة والعشرين لوفاة المخرج الكردي العالمي الشهير يلماز كونيه الذي ولد في قرية “ينيجة” التابعة لأضنة في تركيا، في أول أبريل عام 1937. وإسمه يلماز حميد بوتون، كردي  الأصل، تركي الجنسية، مارس أعمالاً متنوعة، فمن مزارع ومتسكع وأجير عند القصابين إلى كاتب وعامل في تشغيل الأفلام.  جمع غوني المتعدد المواهب في عالمه السينمائي بين التمثيل والإخراج وكتابة السيناريو، وإستطاع -أخيرا- أن يصبح نجماً لامعاً في سماء السينما التركية بعد أن مثّل في عدة أفلام تقليدية والتي كانت تحاكي الأفلام الأجنبية في تلك المرحلة. وشيئاً فشيئً تبلورت شخصيته السينمائية حتى غدا واحداً من أبرز مخرجي العالم.    نال غوني سبع عشرة جائزة في المهرجانات الدولية عن أفلامه. وهنا تُجدر الإشارة إلى أن عدد أفلامه قد تجاوز المئة فيلم، ومن أشهرها: فيلم “ يول” – الطريق، الحائز على جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي مناصفة مع فيلم” المفقود” لغوستاف جافراس عام  1982. حيث يتناول هذا الفيلم حكاية خمسة سجناء يحصلون على إجازات بمناسبة إنقلاب 12 سبتمبر عام  1980  العسكري، وينتهون إلى مصائر مأساوية.   إن فيلم” الطريق” مفعم بالحس الإنساني والنقد الموضوعي للواقع، وهوعمل سينمائي هام، جرى توزيعه بشكل واسع على النطاق العالمي، مما أدى إلى جعل السينما التركية معروفة في سائر أطراف العالم.

 حكم عليه المجلس العسكري بالسجن مدة سبعة أعوام مع الأعمال الشاقة، بتهمة مساعدته للفوضويين، وسجن في سجن السليمية بإسطنبول خلال شهر مارس من عام 1972 وفي أكتوبر من العام نفسه، ونتيجة إستفتاء عام لمجلة “ مللييت” صوت خمسة وعشرون رجل علم وأدب بأن  يلماز غوني هوأبرز شخصية فنية في عالم التجديد الفني.    وفي عام  1974 ومع حدوث التغيرات السياسية في تركيا أطلق سراحه بصدور العفوولكنه ما لبث أن عاد إلى السجن  مرة أخرى، وقد حكم عليه بالسجن مدة تسعة عشرة عاماً.   ورغم ذلك لم يتوقف غوني عن الكتابة وهووراء القضبان، إذ  أنجز روايته “صالبا” وتعني بالعربية “المهلهل” وهي ترصد في عشرة فصول حياة شاب قروي مهاجر إلى المدينة إسمه محمد صالبا، وهذه الرواية أيضا صدرت في سوريا، يقول مترجمها فاضل جتكر:   لعلّ من أبرز ما يميز الرواية هوأنها كانت موفقة جداً في تصوير الصراع الداخلي  العنيف الذي خاضه بطلها مع نفسه، خلال مسيرة العذاب الشائكة والطويلة التي قطعها من أناضول الريفية الفلاحية، إلى إسطنبول العصرية العالمية.

 والمقصود هنا إسطنبول الثلث الأخير من القرن العشرين، وما تمثله أعماق هذه المدينة من التاريخ والعادات والتقاليد والطبيعة والبراءة، مروراً إلى عصرنا الحاضر بكل ما فيه من بريق وصخب وصناعة، جنباً إلى جنب، مع كل ما فيه من زيف وكذب وإنتفاء لإنسانية الإنسان.