الشارع الإيراني يتطلع للخلاص الاقتصادي عبر التقارب مع واشنطن
ظريف يفيد من علاقته القديمة مع بايدن ووزير البنتاغون
لندن ــ نضال الليثي
طهران ــ الزمان
كشف وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في مقابلة تلفزيونية انه كان يتصل مع البيت الأبيض عبر نائب الرئيس الامريكي جو بايدن ووزير الدفاع الامريكي تشاك هاغل بعد ان جدد العلاقة بهما إثر تسلمه منصبه الرسمي بعد اختياره من الرئيس حسن روحاني وزيراً للخارجية.
وقال ظريف إن علاقته ببايدن وهاغل تمتد لسنوات طويلة عندما كان يعارضان الحرب في العراق وافغانستان حيث كان يشغل منصب ممثل ايران في الامم المتحدة حينها وان الحكومة الايرانية وقتها كانت على علم بها.
في وقت لازم الايرانيون امس منذ وقت مبكر منازلهم للاستماع الى خطابي الرئيس الامريكي باراك اوباما ونظيره الايراني مستبشرين قرب انتهاء أزمة النووي الايراني ورفع العقوبات التي ضربت الاقتصاد الايراني واضرت بشكل بالغ بمستواهم المعيشي، فضلا عن رغبتهم بالتخلص من اعباء الازمة السورية التي كلفت الميزانية مليارات الدولارات.
فيما قالت مصادر من طهران لـ الزمان ان الايرانيين استبشروا بتراجع سعر الدولار الى اقل من 30 ألف تومان العملة الايرانية وتراجع سعر الذهب وهو الامر الذي يحدث للمرة الاولى منذ عام.
وقالت المصادر ان صحافة التيار المحافظ التزمت الصمت ولم تهاجم زيارة روحاني الى نيويورك بعد ان كانت تتحدث ضد زيارات الرئيس الايراني السابق محمود احمدي نجاد الى الامم المتحدة.
واكدت المصادر ان دعم المرشد الايراني علي خامنئي لروحاني ومنحه صلاحيات التفاوض قد حد من هجمات المحافظين المتشددين.
وقالت المصادر ان اهم سبب لهذا الصمت هو تضرر مصالحهم الاقتصادية ووقوع عدد منهم تحت طائلة العقوبات، كما انهم باتوا يخشون من غضب الايرانيين الذين يأملون برفع العقوبات في حال مهاجمتهم للزيارة.
وحول الموقف من الازمة السورية قالت المصادر ان هناك إجماعاً لدى جميع التيارات فضلاً عن الشارع السوري بتقدير مواقف الرئيس الراحل حافظ الاسد ودعمه لايران خلال الحرب ضد العراق، لكن المصادر استدركت قائلة ان هناك تبايناً في المواقف ممثلا ان روحاني يدعو الى استقرار سوريا من دون ان يتطرق في كلماته ورسائله الى الموقف من الرئيس بشار الاسد، فيما تتحدث مصادر مقربة منه انه يريد عدم ترشيحه للرئاسة في العام المقبل.
وحول موقف المحافظين بعد فوز روحاني من الازمة السورية قالت المصادر لـ الزمان ان كواليس المحافظين تتحدث عن استقرار الاسد ودعم الرئيس السوري من دون قيد او شرط.
وأضافت ان الاصلاحيين يدعمون استقرار سوريا ببقاء الاسد او رحيله مع اطلاق المعتقلين واجراء انتخابات تحت رقابة دولية من قبل حكومة انتقالية.
من جانبها قالت وزارة الخارجية الإيرانية امس إن اجتماعا يعقد هذا الأسبوع بين كبار الدبلوماسيين الإيرانيين والقوى العالمية في الأمم المتحدة سيدشن عهدا جديدا في جهود إنهاء النزاع مع الغرب حول البرنامج النووي الإيراني.
فيما قالت المصادر الايرانية ذاتها لـ الزمان ان هذه هي المرة الاولى التي يجتمع فيها وزير خارجية ايراني مع نظرائه الغربيين ضمن اللجنة السداسية منذ ثلاثة عقود.
واضافت ان الاجتماعات السابقة كانت تعقد على مستوى مديرين عامين او وكلاء وزارات.
واوضحت ان الاعداد للاجتماعات كان يستغرق عدة اشهر اما اجتماع الاربعاء الذي يضم ظريف ووزراء خارجية الدول الست وبينهم وزير الخارجية الامريكي جون كيري الاربعاء في نيويورك والاجتماع المقبل في جنيف حول النووي الايراني فقد جرى تحديدهما خلال اجتماع ظريف مع ممثلة العلاقات الخارجية الاوربية كاثرين اشتون امس الاول. ولم تلمح وزارة الخارجية الايرانية إلى أي تنازلات من جانب طهران قد تؤدي إلى مزيد من الانتقادات من قبل جماعات متشددة عبرت عن مخاوفها من علامات على تقارب محتمل مع الولايات المتحدة.
وقال الاتحاد الأوربي إن وزير الخارجية الإيراني سيجتمع مع ممثلي القوى الكبرى وهي بريطانيا وفرنسا والصين وروسيا والولايات المتحدة وألمانيا لمناقشة البرنامج النووي الإيراني. وسيكون الاجتماع المقرر الذي يحضره كيري هو الأعلى مستوى بين واشنطن وطهران منذ قطع العلاقات بينهما عام 1980 في أوج أزمة احتجاز الرهائن في السفارة الأمريكية بطهران.
ونقلت وكالة مهر الإيرانية للأنباء عن المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم قولها في مؤتمر صحفي هذه المحادثات هي بداية عهد جديد. عرضت الجمهورية الاسلامية آراءها بوضوح فيما يتعلق بحقوقها في الحصول على الطاقة النووية السلمية وحق تخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية.
يمثل هذا الاجتماع التزاما جديا من جانب الأطراف الأجنبية بالتوصل لحل وفقا لجدول زمني محدد .
وقبل توجهه إلى نيويورك الإثنين قال روحاني إنه يريد تقديم الوجه الحقيقي لإيران والاستمرار في المحادثات والتعاون مع الغرب لإنهاء النزاع النووي. وتقول إيران إنها تخصب اليورانيوم للحصول على وقود لتشغيل شبكة مقررة من محطات الطاقة النووية ولأغراض طبية. وفرضت الولايات المتحدة وحلفاؤها عقوبات اقتصادية مشددة على إيران بسبب شكوك في أن الجمهورية الاسلامية تسعى لامتلاك القدرة على صنع أسلحة نووية. ويمكن لليورانيوم المخصب أن يوفر المادة الانشطارية اللازمة لصنع قنابل نووية إذا جرت تنقيته لمستوى أعلى وهو ما يخشى الغرب أن يكون الهدف النهائي لإيران في ضوء تاريخها في إخفاء بعض أنشطتها النووية عن مفتشي الأمم المتحدة.
وقال مسؤولون أمريكيون أيضا إن من المحتمل ان يتقابل الرئيس الأمريكي باراك أوباما وروحاني هذا الأسبوع حيث يلقي الاثنان كلمتيهما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الثلاثاء. لكن أفخم قللت من إمكانية حدوث هذا وقالت للصحفيين اليوم لم يوضع برنامج لعقد اجتماع وإنما هذا يطرح في الإعلام .
وأيد الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي مبادرة روحاني الدبلوماسية على ما يبدو لكن هناك تذمرا في الأوساط المتشددة خصوصا الجيش من العلامات على انفراجة في العلاقات مع أمريكا.
ونقلت وكالة فارس للأنباء عن مسعود جزايري نائب رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية قوله الذين تعلقت قلوبهم بأمريكا إما أنهم لا يعرفون أمريكا أو لا يعرفون السياسة .
وتابع قائلا تجميد الأصول الإيرانية وإسقاط طائرة ركاب إيرانية والعقوبات والتجسس والإرهاب ليس سوى جزء من ملف أمريكا الأسود في علاقاتها مع الجمهورية.
AZP01