السياسة الخارجية لتركيا
أحمد تي. كورو
ترجمة أيسر ذنون سليم
أولئك الذين يتفقون مع هذا الرأي يعتمدون على مواقف اتخذتها تركيا في الآونة الأخيرة منها استضافتها لطارق الهاشمي نائب الرئيس السني في العراق المحكوم عليه بالاعدام في بلده، وكذلك دعمها للمعارضة ضد النظام السوري وبسبب مواقفها هذه تتعرض تركيا الى تهديدات من قبل المسؤولين الايرانيين.
وعلى الرغم من المناورات التركية لتجنب الانقسام الطائفي الا أن علاقاتها مع جيرانها الثلاث بدأت بالتصدع بسبب خطوط التصدع الطائفي.
تسلم رجب طيب اردوغان رئاسة وزراء تركيا قبل حوالي عقد من الزمن. والى قبل عامين كان لدى تركيا علاقات جيدة جدا مع حكومات سورية والعراق وايران. وان حقيقة قادة هذه الدول لم يمنع اردوغان من تطوير علاقات شخصية وطيدة معهم. وفي الفترة مابين عامي 2004 ـ 2005 دافعت حكومة اردوغان عن نظام بشار الأسد ضد ادارة جورج بوش. وخاطرت حكومة اردوغان في عام 2010 بعلاقاتها مع ادارة اوباما وأثارت هذه القضية انتقادات في الداخل التركي حين صوتت بـ لا في مجلس الأمن الدولي على قرار فرض عقوبات على ايران. وفي عام 2011 وفي خطوة غير مسبوقة زار اردوغان المزارات الشيعية الرئيسية في العراق.
ما الذي تغير في الآونة الأخيرة؟
دعمت تركيا خلال الربيع العربي الانتفاضات الشعبية في مختلف البلدان مثل مصر وليبيا وسوريا بغض النظر عن الهوية الطائفية لقادة تلك البلدان.
ان موقف نظام الأسد الذي بدأ باطلاق النار على المتظاهرين السلميين ثم استخدم القوة الجوية لقصف المدن، بالاضافة الى ذلك وعقب رحيل القوات الأمريكية عن العراق أصبح حكم نوري المالكي طائفياً على نحو متزايد وبدأ باصدار بيانات معادية لتركيا وربما لم يكن ليتجرأ الأسد ولا المالكي على القيام بذلك من دون الدعم الطائفي الكامل من ايران.
في هذا التوتر نرى أن تركيا في موقف دفاعي بينما حلفاؤها أصبحوا في موقع الهجوم، تركيا لديها نسبيا على الأقل أسباب مؤسساتية لضبط النفس مقارنة مع ايران.
ان تركيا دولة علمانية وعلى الرغم من أن أكثر من 85 من سكانها هم من المذهب السني ومؤسساتها الدينية تمثل الاسلام السني، لكن التقارير العلمانية في تركيا والهيكل القانوني لمؤسساتها ساعدها في الامتناع عن ممارسة السياسة الطائفية.
ويختلف البناء المؤسساتي في تركيا عن ما هو موجود في ايران، حيث الاطار المؤسساتي شبه الديني في ايران متوافق تماما مع السياسة الموالية للشيعة في الخارج.
فضلا عن أن تركيا دولة ديمقراطية متعددة الأحزاب ان لم تكن لبرالية.
ومطلوب من الحكومة المنتخبة في تركيا اتباع سياسة خارجية متوازنة. ان ممارسة السياسة الطائفية في الشرق الأوسط تؤدي الى تعبئة العلويين والفاعلين في المجتمع المدني العلماني في تركيا وستؤدي هذه السياسة الى تغيير موقف المواطنين العلويين من حزب الحرية والعدالة بالاضافة الى المخاطرة بفقدان الناخبين. وفي الجهة المقابلة لدى ايران نظام سياسي تكون فيه الانتخابات ليست حرة ولا نزيهة ويعطي هذا النظام حق النقض في مجلس صيانة الدستور على المرشحين، وبالنتيجة تحوم شكوك جديدة حول نتائج الانتخابات والتلاعب بها. حتى لو تم انتخاب صانعي القرار في ايران فمن المحتمل أنهم لن يكونوا معتدلين بالنسبة لناخبيهم أو جماعات المجتمع المدني.
يحيط التحالف بين نظام الأسد وحكومة المالكي وايران بتركيا. ودعمهم السري لحزب العمال الكردستاني pkk هو انعكاس واضح لهذا الحصار. واضعف جزء في هذا التحالف هو نظام الأسد.
ان الغزو الأمريكي للعراق ومن ثم الدعم المحير لحكومة المالكي الموالية لايران في العراق حول ايران الى سمسار قوي في العالم العربي.
بالاضافة الى صراع ايران مع اسرائيل والغرب يحظى بشعبية كبيرة بين بعض المجتمعات العربية بغض النظر عن خلفياتهم الطائفية.الا أن هذه الشعبية أصبحت في مهب الريح بسبب الدعم الايراني لنظام الأسد .
ان هذا الدعم سيكون على حساب العلاقات طويلة الأمد مع جيرانها العرب السنة.
يثير التوتر في الشرق الأوسط قلقاً بالغاً. ويمكن لايران أن تكون جزءاً من الحل اذا توقفت عن دعمها للطغيان الذي يحصل ضد شعب سوريا من قبل نظام الأسد.
توديز زمان
AZP07