السورية نور زيتون:الغناء العراقي يعيدني إلى ذاتي

حوار‭ ‬كاظم‭ ‬بهية

‭ ‬في‭ ‬حديث‭ ‬خاص‭ ‬لـ‭”‬الزمان‭”‬،‭ ‬فتحت‭ ‬الفنانة‭ ‬السورية‭ ‬نور‭ ‬زيتون‭ ‬قلبها‭ ‬للحديث‭ ‬عن‭ ‬مسيرتها‭ ‬الفنية،‭ ‬وتفاصيل‭ ‬عشقها‭ ‬للموسيقى،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أن‭ ‬الغناء‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬ملاذها‭ ‬الأول‭ ‬والأخير،‭ ‬وأن‭ ‬الألوان‭ ‬الغنائية‭ ‬العراقية‭ ‬ستكون‭ ‬حاضرة‭ ‬قريباً‭ ‬في‭ ‬أعمالها،‭ ‬لما‭ ‬تحمله‭ ‬من‭ ‬عمقٍ‭ ‬وجداني‭ ‬وجمالٍ‭ ‬طربي‭ ‬تتقنه‭ ‬وتحبّه‭.‬

وولدت‭ ‬نور‭ ‬في‭ ‬دمشق‭ ‬عام‭ ‬1990،‭ ‬وبدأت‭ ‬موهبتها‭ ‬تظهر‭ ‬مبكراً‭ ‬على‭ ‬مقاعد‭ ‬الدراسة،‭ ‬حيث‭ ‬مارست‭ ‬الغناء‭ ‬والتمثيل‭ ‬منذ‭ ‬الطفولة‭.‬

‭ ‬لكنها،‭ ‬كما‭ ‬تقول،‭ “‬حين‭ ‬بلغت‭ ‬الثالثة‭ ‬والعشرين،‭ ‬بدأتُ‭ ‬أجد‭ ‬ذاتي‭ ‬في‭ ‬الموسيقى‭ ‬أكثر‭”‬،‭ ‬فالتحقت‭ ‬بمعاهد‭ ‬لتعليم‭ ‬الموسيقى،‭ ‬وتتلمذت‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬أساتذة‭ ‬مثل‭ ‬رأفت‭ ‬أبو‭ ‬حمدان‭ ‬وجوزيف‭ ‬مصلح،‭ ‬حيث‭ ‬تعمقت‭ ‬في‭ ‬مبادئ‭ ‬الموسيقى‭ ‬والغناء،‭ ‬رغم‭ ‬أنها‭ ‬تحمل‭ ‬شهادتين‭ ‬جامعيتين،‭ ‬في‭ ‬العلوم‭ ‬المالية‭ ‬والمصرفية،‭ ‬ثم‭ ‬في‭ ‬المحاسبة‭ ‬من‭ ‬كلية‭ ‬الاقتصاد‭. ‬ووصفت‭ ‬أولى‭ ‬خطواتها‭ ‬الفنية‭ ‬بأنها‭ ‬جاءت‭ ‬بأغنية‭ “‬يا‭ ‬بو‭ ‬عيون‭ ‬كحيلة‭”‬،‭ ‬من‭ ‬كلمات‭ ‬صفوح‭ ‬شغالة‭ ‬وألحان‭ ‬رأفت‭ ‬أبو‭ ‬حمدان،‭ ‬تلتها‭ ‬أغنية‭ ‬ثانية‭ ‬من‭ ‬كلمات‭ ‬صفوح‭ ‬وألحان‭ ‬نهاد‭ ‬نجار‭.‬

وتقول‭ ‬نور‭: “‬قدّمت‭ ‬أغاني‭ ‬سورية،‭ ‬لكن‭ ‬قلبي‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬ينجذب‭ ‬أكثر‭ ‬نحو‭ ‬ألوان‭ ‬الغناء‭ ‬العربي‭ ‬الغني،‭ ‬خصوصاً‭ ‬العراقي‭ ‬الذي‭ ‬سأتجه‭ ‬إليه‭ ‬قريباً‭”.‬

‭ ‬وعن‭ ‬التمثيل،‭ ‬الذي‭ ‬شكل‭ ‬لها‭ ‬بوابة‭ ‬أولى‭ ‬للفن،‭ ‬اعترفت‭ ‬بأنها‭ ‬ابتعدت‭ ‬عنه‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬طويلة،‭ ‬مؤكدة‭: “‬رغم‭ ‬أني‭ ‬أحببته‭ ‬ونجحت‭ ‬فيه،‭ ‬لكنني‭ ‬وجدت‭ ‬هويتي‭ ‬في‭ ‬الغناء،‭ ‬فهو‭ ‬شغفي‭ ‬الأول‭ ‬وغذائي‭ ‬الروحي‭”‬،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تمارس‭ ‬الطرب‭ ‬بكل‭ ‬حب‭ ‬وحرص،‭ ‬وتؤمن‭ ‬بأن‭ ‬التنوع‭ ‬في‭ ‬الألوان‭ ‬الغنائية‭ ‬هو‭ ‬مفتاح‭ ‬التجدد‭ ‬الفني‭.‬

وأكدت‭ ‬أنها‭ ‬متأثرة‭ ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬عمالقة‭ ‬الطرب‭ ‬العربي،‭ ‬على‭ ‬رأسهم‭ ‬ناظم‭ ‬الغزالي،‭ ‬ووديع‭ ‬الصافي،‭ ‬وفيروز،‭ ‬وسميرة‭ ‬توفيق،‭ ‬وصباح،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬كاظم‭ ‬الساهر‭ ‬وحاتم‭ ‬العراقي،‭ ‬وسين‭ ‬الجسمي،‭ ‬ووصفتهم‭ ‬بأنهم‭ “‬أساتذة‭ ‬الطرب‭” ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تجاوز‭ ‬أثرهم‭ ‬في‭ ‬مسيرتها،‭ ‬وتعتبرهم‭ ‬مرجعاً‭ ‬في‭ ‬الأداء‭ ‬والإحساس‭.‬

ويذكر‭ ‬أن‭ ‬نور‭ ‬زيتون‭ ‬قدّمت‭ ‬أعمالاً‭ ‬غنائية‭ ‬عديدة‭ ‬بصوتها،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬مشاركاتها‭ ‬في‭ ‬المسرح‭ ‬التي‭ ‬أثبتت‭ ‬فيها‭ ‬حضوراً‭ ‬مميزاً،‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬تعدد‭ ‬مواهبها‭ ‬وقدرتها‭ ‬على‭ ‬التأقلم‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬المنصات‭ ‬الفنية‭.‬

وتبدو‭ ‬تجربة‭ ‬نور‭ ‬زيتون‭ ‬نموذجاً‭ ‬لفنانة‭ ‬تبحث‭ ‬عن‭ ‬ذاتها‭ ‬بين‭ ‬ضجيج‭ ‬الفنون‭. ‬وتنحاز‭ ‬لغواية‭ ‬الصوت‭ ‬على‭ ‬صخب‭ ‬الصورة،‭ ‬في‭ ‬تفضيلها‭ ‬للغناء‭ ‬على‭ ‬التمثيل‭. ‬ويبدو‭ ‬أن‭ ‬التكوين‭ ‬الأكاديمي‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬لم‭ ‬يسرق‭ ‬منها‭ ‬الحلم،‭ ‬بل‭ ‬ضاعفه‭ ‬وعقّله‭.‬

وتكشف‭ ‬محبتها‭ ‬للغناء‭ ‬العراقي‭ ‬عن‭ ‬وعي‭ ‬طربي‭ ‬نادر‭ ‬لدى‭ ‬أبناء‭ ‬جيلها‭. ‬وتُراكم‭ ‬تجربتها‭ ‬في‭ ‬المسرح‭ ‬والغناء‭ ‬ما‭ ‬يجعلها‭ ‬مشروع‭ ‬فنانة‭ ‬متكاملة‭ ‬بلا‭ ‬ضجيجن‭ ‬لتفتح‭ ‬وعدها‭ ‬بتقديم‭ ‬أغنية‭ ‬عراقية‭ ‬قريباً‭ ‬نافذة‭ ‬للانتظار‭ ‬والفضول‭ ‬بين‭ ‬جمهورها‭.‬

‭ ‬

مشاركة