السودان يغلق المراكز الثقافية الإيرانية ويطرد موظفيها


السودان يغلق المراكز الثقافية الإيرانية ويطرد موظفيها
علماء السنة يطالبون روحاني بانهاء التمييز الطائفي في بلوشستان وزهدان
طهران الزمانالخرطوم ــ الزمان
اكد مصدر حكومي سوداني أمس ان السلطات السودانية اغلقت المراكز الثقافية الايرانية بتهمة التبشير بالمذهب الشيعي وامهلت موظفيها 72 ساعة لمغادرة البلاد في خطو غير متوقعة في خضم التقارب بين الخرطوم وطهران، رغم مخاوف من انتشار الفكر الشيعي في الدولة ذات الأغلبية السنية.
على صعيد آخر طالب علماء السنة في إيران حكومة الرئيس حسن روحاني بإنهاء التمييز والتعامل الانتقائي مع قضايا الأقليات القومية والدينية.
كما انتقد هؤلاء العلماء، في بيانات منفصلة، تعامل السلطات مع طلاب المدارس الدينية السنية، في إقليم بلوشستان شرق إيران.
ووفقاً لموقع سنّي أونلاين ، الذي يغطي أخبار السنة في إيران، فإن الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي إمام أهل السنة في مدينة زاهدان عاصمة إقليم بلوشستان طالب الحكومة بـ إنهاء التمييز والإيفاء بوعودها تجاه حقوق الأقليات .
وقال الشيخ عبدالحميد، خلال خطبة صلاة الجمعة الماضية، إن مشاركة القوميات والأقليات الدينية في إدارة الدولة ستعزز من الوحدة الوطنية والأمن والاستقرار في البلد ، وفق الموقع.
في السياق ذاته، طالب الشيخ محمد حسين غرغيج، إمام أهل السنة في مدينة، آزاد شهر، الحكومة الإيرانية بأن تحاسب الجهلة الذين يتعاملون بانتقائية تجاه قضايا الأقليات الدينية ، على حد تعبيره.
يذكر أن حملة اعتقالات واسعة، تشنها السلطات الإيرانية، ضد طلاب المراكز الدينية من أهل السنة خاصة في إقليم بلوشستان، ذات الأغلبية السنية.
وتستهدف الاعتقالات كل من يرتدي ملابس طلبة المدارس الدينية السنية على الحواجز ونقاط التفتيش على مداخل مدينة زاهدان.
وكان علي يونسي، مساعد روحاني لشؤون الأقليات القومية والدينية، تحدث في وقت سابق عن عراقيل أمام تلبية مطالب الأقليات ومعارضة البعض للحكومة لتنفيذ هذه المطالب .
.ويرتبط السودان بعلاقات عسكرية مع ايران حيث اعتادت السفن الحربية الايرانية زيارة الموانئ السودانية وكان اخرها في حزيران»يونيو الماضي عندما زارت مدمرة وسفينة امداد ميناء بورتسودان على البحر الاحمر.
ولذلك تتهم اسرائيل السودان بانه يشكل قاعدة لعبور الاسلحة الايرانية المخصصة لحركة حماس في قطاع غزة، وهو ما تنفيه الخرطوم.
ونقات تقارير عن مصادر موثوقة لم تسمها أن قرار اغلاق المركز الثقافي بالسودان وكافة فروعه بالولايات يعود إلى عدم رضا الخرطوم عن مجمل العلاقات بين البلدين.
ويشار إلى أن أول ظهور علني حاشد للشيعة في السودان كان باحتفالية بذكرى مولد الإمام المهدي بضاحية جبل أولياء الشعبية، جنوب العاصمة الخرطوم، فيما أشارت مصادر إلى تشيع 12 ألف سوداني، وهو ما نفته مصادر لم تذكر اسمها قائلة ان هنالك وجود خجول وسري لهم وايران تعمل على اختراق المجتمع السوداني باستقطاب بعض الصحفيين والرموز الدينية ورجال الأعمال وهي تحمل مشروعا تعمل على تمكينه في المنطقة.
ورجحت التقارير القرار إلى حالة قلق وتحذيرات أطلقتها دوائر دينية وإعلامية حيال انتشار الفكر الشيعي وسط الشباب السوداني بعد تكثيف الملحقية الثقافية الإيرانية أنشطتها في الخرطوم ، في حين رجحت أخرى تعرض الخرطوم إلى ضغوطات من جهات في الداخل والخارج حيال نشاطات تلك المراكز.
وأشارت مصادر إلى أن أكثر من ثلاثة مراكز ثقافية إيرانية ستتأثر بقرار الإغلاق، وحول دورها، قال محمد علي الجزولي، المنسق العام لتيار الأمة الواحدة لقد كانت لهذه المراكز أدوار معلومة في نشر التشيع بالسودان بل هذا هو الدور الرئيس الذي تقوم به وسبق أن شارك المركز الثقافي الايراني في معرض الخرطوم للكتاب بكتب تسب الصحابة عليهم من الله الرضوان وتقول بتحريف القرآن ، وتم إغلاق الجناح حينها
وقال المصدر الذي طلب عدم ايراد اسمه مساء الاثنين استدعت السلطات السودانية القائم بالاعمال الايراني في الخرطوم وابلغته بقرار اغلاق المراكز الثقافية الايرانية الثلاثة وانها تمهل الدبلوماسيين العاملين بها 72 ساعة لمغادرة البلاد .
وافتتح اول مركز ثقافي ايراني في السودان عام 1988 في عهد حكومة الصادق المهدي المنتخبة قبل الانقلاب الذي قاده حسن البشير. ومع وصول حكومة البشير المدعومة من قبل الاسلاميين للحكم في عام 1989 تزايد نشاط المراكز واعدادها.
واضاف المصدر ان الحكومة السودانية عللت قرارها بتزايد نشاط هذه المراكز في التبشير بالمذهب الشيعي .
وقال باحث مختص في شؤون الشيعية بالسودان طالبا عدم ايراد اسمه الارجح ان القرار صدر نتيجة لضغوط داخلية وخارجية فالضغوط الخارجية من دول الخليج وخاصة المملكة العربية السعودية القلقة من التقارب السوداني الايراني ولديها مخاوف من انتشار المذهب الشيعي على الساحل الغربي للبحر الاحمر .
واضاف الباحث ان الحكومة تتعرض كذلك لضغوط من تيارات سلفية بدأ نفوذها في التزايد واصبحت تتحدث علنا عن خطر شيعي من على منابر المساجد وصفحات الصحف .
وتتركز انشطة المراكز الثقافية الايرانية على تنظيم دورات في تعلم اللغة الفارسية كما ان لكل مركز منها مكتبة عامة مفتوحة للجمهور.
وينظم المركز الثقافي رحلات سنوية للصحافيين السودانيين لزيارة ايران اضافة لمسابقات في مجال القصة القصيرة والرواية.
وكان تقرير اصدره المركز الاقليمي للدراسات الاستراتيجية بالقاهرة مطلع العام الجاري قدر اعداد الحسينيات الشيعية في السودان بخمس عشرة حسينية موزعة بين العاصمة الخرطوم وولايات كردفان والنيل الابيض ونهر النيل.
ونظم لاول مرة بصورة علنية احتفال بعيد ميلاد الامام المهدي جنوب الخرطوم في عام 2009 وحضره حوالي الف من شيعة السودان.
كما ينظم احتفال سنوي بعيد مولد السيدة فاطمة الزهراء ويوم القدس العالمي.
AZP01