السمكة الصغيرة
(( قالت سمكة لأخرى : عفوا{ ياسيدتي ، انك أكبرمني سنا{ وأكثرخبرة فهلّا تساعديني ، قولي لي : أين يمكنني ايجاد ما يسمى محيطا{ ؟ فلقد بحثت عنه في كل مكان لكن دون جدوى ))
أجابت السمكة العجوز(( المحيط هوحيث أنت الآن)).
أجابت السمكة الشابة وهي محبطة تماما{ بينما كانت تمضي سابحة{ للبحث عنه في مكان آخر.
((هذا ؟ ولكن هذا ليس سوى ماء… ما أبحث عنه هوالمحيط)) .
اقتربت الى المعلم وهو يرتدي ملابس متواضعة ويتكلم بلغة متواضعة (( كنت أبحث عن الخالق خلال سنوات ، فتركت بيتي ومضيت أبحث عنه في كل مكان فهونفسه قال بأنه موجود : موجود في أعالي الجبال،في وسط الصحراء،في صمت الأديرة وفي أكواخ الفقراء .
– سألها المعلم : وهل وجدته ؟
– أجابت : من التعالي والكذب أن أقول نعم . لا ، لم أجده
– وأنت ؟
وكيف كان للمعلم أن يجيبها ؟ فقد كانت الشمس بغروبها قد أغرقت الغرفة بأشعة الضوء المذّهبة .
وهناك مئات العصافيرالتي تزقزق وهي سعيدة في الخارج على أغصان شجرة التين القريبة . ومن بعيد كان يسمع صوت الضجيج المميزللطريق العام .
وأزيزتلك البعوضة وهي قريبة من أذنه ، وكانت توشك على مهاجمته.. ومع ذلك كله ، كان هناك ذلك الرجل الطيب وقد جلس وهويقول بأنه لم يجد الخالق وهولايزال يبحث عنه .
وبعد برهة من الزمن ، خرجت محبطة من غرفة المعلم وقد ذهبت للبحث عنه في مكان آخر.
أيتها السمكة الصغيرة.. أتركي البحث فليس هناك شيء لتبحثي عنه . فكل ما عليك فعله هوأن تكوني هادئة وأن تفتحي عينيك وتنظري . فليس بوسعك ترك رؤيته .
بان نيازي حسني – بغداد
/4/2012 Issue 4179 – Date 21 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4179 التاريخ 21»4»2012
AZPPPL
