السكوت مؤشر الفساد – صلاح الدين الجنابي

السكوت مؤشر الفساد – صلاح الدين الجنابي

الذين لا يشيرون للخلل بالرفض وكيفية العلاج غالباً ما يبررونَ هذا السلوكَ بمختلفِ الأوصافِ (لا أحدَ يكترثُ، الخوفُ من الفاسدينَ، المجتمعُ كلُّهُ مشاركٌ) وغيرَها منَ العباراتِ التي قدْ يكونُ لبعضِها وجودٌ على أرضِ الواقعِ، وهذا السكوت يمكنُ تبريرهُ لبسطاءِ المجتمعِ ولكنَّه وبائيٌّ ومدمرٌ ولهُ آثارٌ سلبيةٌ خطيرةٌ عندَما يمارسهُ قادةُ المجتمعِ منَ (العلماءِ، والنخبِ، والمثقفينَ، والمهنيينَ) لأنَّ السكوتَ عن القراراتِ والممارساتِ والإجراءاتِ غيرِ الصَّحيحيةِ والتي تَنطوي على ظلمٍ أو إساءةٍ لأيٍّ مِن أفرادِ المجتمعِ فإنَّه يُؤدي إلى تكيُّفِ المجتمعِ معَ الممارساتِ مما يزيدُ الصراعَ والتفككَ والجهلَ والإحباطَ، وهذا يُؤدي إلى الإنقسامِ على كلِّ القَضايا التي يجبْ أنْ يكونَ الإتفاقُ عليها من أولوياتِ المجتمعِ الواعِي.هنا لا بدَّ من الإشارةِ إلى أنَّ الجدلَ حولَ الممارسات والسلوكيات غير الصحيحة والصراع السلبي على المكاسب والمغانم بحقٍ أو بغيرِ حقٍ ماهوَ إلا نتيجةً لسكوت طويلٍ لقادةِ المجتمعِ (لمصلحةٍ أو للأسبابِ سابقةِ الذِّكرِ) لأنَّ قانونَ التَّدافعِ يقولِ إذا تركتَ المكانَ المُخصصَ لكَ سواءً للمعيشةِ أو العملِ أو غيرِ ذلكَ فلا بدَّ من إشغالهِ من نظراءِ الخلْقِ أو من بقيةِ الكائناتُ الحيَّةِ. (وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَ?كِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ)251 البقرة.

مشاركة