السرقة سرطان المجتمع

السرقة سرطان المجتمع

بناء دولة العدالة

بسم الله الرحمن الرحيم : (وَالسارِقُ وَالسارِقةُ فاقطعوا ايدِيهما جزَاءً بما كسبا نكالا منْ اللهِ وَاللهُ عزِيزٌ حكيمٌ).

وجدت السرقة منذ ازمنة تأريخية قديمة وجاء ذكرها في تاريخ الشعوب عبر الحقب الزمنية المتعاقبة ولكونها جريمة تحتاج الى عقوبة رادعة وظاهرة سلبية لها اثار سيئة تلحق بالغ الاثر في المجتمع.

حالات مرضية

وقد تقترب السرقة من الحالات المرضية المستعصية، لأنها تعكس مخاطرَ نفسية ومادية، تسبب تراجعا ملحوظا في القيم الاجتماعية، وتؤثر سلبا على التماسك المجتمعي، فضلا عن الإساءة الشخصية للفرد نفسه، وتعرضه للنبذ وعدم القبول والرفض، الامر الذي يؤدي بالانسان الى العزل وفقدان الثقة، وهذه خسارة للفرد والمجتمع معا، خاصة أن انتشار السرقة سوف يؤدي الى تدهور العلاقات الاجتماعية، ونشر أجواء عدم الثقة بين الجميع، وهذا يقود بدوره الى صنع وتعميق مشكلات اجتماعية خطيرة.

نلاحظ خطورة مضمون هذا الحالة التي تشكل استفزازا خطيرا للمجتمع وقد كانت السرقة في مرحلة معينة معيارا لشجاعةالرجل! لكي تزرع بدلا منها قيما مزيفة مثل هذه القيمة التي تربط شجاعة الرجل بالتجاوز على اموال وممتلكات الاخرين. ولا يخلو الحديث في المجتمع العراقي من قصص وحوادث سرقة البيوت والمخازن والمحلات التجارية وسرقة السيارات التي انتشرت في الآونة الاخيرة في انحاء مختلفة من العراق رغم دخول تقنية المراقبة المتطورة الى العراق (الكاميرات) وكذلك تطورت عمليات السرقة المنظمة

جرائم السرقة للدور السكنية والمحال التجارية والسيارات، واخطرها عمليات خطف الاطفال التي طالت جانبي بغداد قد عادت من دون سابق انذار وفي غفلة واضحة، صاحبت ذلك جرائم متعددة لم تسلم منها حتى المؤسسات الحكومية ودور العبادة وتمثلت بتسليب السيارات والدور والمحال باستخدام ازياء القوات الامنية وازدادت ممارسة تلك الجرائم و توسعت رقعتها الجغرافية وعدم وجود اي رادع لتقليل او انهاء هذه العمليات والحد من ظاهرة انتحال زي رجال الامن في عمليات السرقة وخطف الأطفال . الظاهرة الاخرى التي تنامت بحسب آراء الموطنين هي ظاهرة خطف الاطفال ومطالبة ذويهم بفدية والسكوت على تلك الجرائم أو الاعتداء عليهم مرة اخرى تعتبر هذه الظاهرة تجمع بين حالتين الاولى سرقة والثانية ارهاب .

فهناك من المسؤولين من يدّعي حرصه على حقوق الشعب وحمايته لثرواته وامواله لكنه في الوقت نفسه يقوم بعمليات سرقة منظمة ومحترفة لهذه الثروات، لذلك يطلق الشعب على مثل هؤلاء حارس للمال العام الى سارق لثروة الشعب وهنا يختلف الامر فسرقة اموال الشعب لا يحاسب عليها القانون لانها تحت غطاء القانون وبطرق قانونية وهدر المال العام وعدم الخوف لا من سلطة قانونية ولا من الشعب لان المسؤول قبل ان يفكر بالسرقة يجد حلا لاسكات الراي العام للشعب ومن ثم يسرق وان لم يجد الحل يبحث عن آلية الخروج خارج العراق ، كل هذه الامور التي ذكرناها تتواجد حاليا في العراق ولا يوجد قانون صارم او سلطة تقف بوجه السارق .

معرفة اللصوص

وفي تعبير واضح عن معرفة اللصوص لبعضهم حتى لو اختلفت اساليب عملهم وطبيعة مسروقاتهم وايضا يدل هذا المثل على أن هنالك علاقات وثيقة وتبادل للخبرات بين السرّاق وهذا يؤكد ايضا أن الذاكرة الشعبية تحاول ان ترصد مختلف الظواهر، ولكن لابد من ملاحظة المخاطر التي تعكسها بعض الامثال السيئة على واقع حال مجتمعنا بمعنى لابد أن تكون هناك محاولات جادة لمعالجة ما ينعكس عن هذه الافعال السيئة. ويتخلل آيات القرآنية الكريم التشريع في سورة المائدة تأكيد سمو العقيدة الإسلامية ويدور المحور الرئيسي للسورة حول التشريع الإسلامي بعدد من الأحكام اللازمة لإقامة دولة الإسلام ولتنظيم المجتمع فيها على مختلف المستويات تنظيماً ينطلق من ركائز العقيدة الإسلامية القائمة على توحيد الخالق.سبحانه وتعالى .. ومراقبته في السر والعلن.. والاستعداد لملاقاته بعد هذه الحياة الدنيا بصفحة مليئة بصالح الأعمال علها تكسب مرضاة الله .

حيدر جاسم الرحماني – ميسان

مشاركة