الزرري يعيد قراءة مؤسسة الأعيان من ثورة العشرين حتى 1958

بغداد – الزمان

صدرت في بغداد الطبعة الأولى لكتاب “سير وتراجم رؤساء مجلس الأعيان وأعضائه خلال العهد الملكي 1925-1958م”، من تأليف الدكتور عدنان سامي نذير الزرري، في مطلع العام 1447هـ – 2025م، ليمثل إضافة نوعية في المكتبة التاريخية العراقية التي ما تزال تفتش في أوراق العهد الملكي بكل ما حمله من تحولات سياسية واجتماعية وثقافية.

وقدم المؤلف في مدخل الكتاب قراءة تحليلية لانعكاسات ثورة العشرين وما أحدثته من صدمة للمحتل البريطاني، أجبرته على إعادة النظر في صياغة مستقبل العراق، فكان تأسيس النظام الملكي المقيد بدستور يرتكز على مجلسين هما النواب والأعيان تحت مسمى مجلس الأمة العراقي.

واستعرض الباحث بالتفصيل فكرة تكوين مجلس الأعيان، وموقف المجلس التأسيسي العراقي من تشكيله، ثم سلط الضوء على صلاحياته وامتيازاته ولجانه الدائمة، قبل أن يفتح صفحات السير والتراجم الخاصة بأعضائه، بما تحمله من قصص شخصية ومواقف وطنية شكلت ملامح النقاشات الداخلية والخارجية في واحدة من أكثر الفترات حساسية في تاريخ العراق.

وذكر الزرري أن أهمية هذا الجهد البحثي تكمن في كشف أدوار الأعيان في صوغ السياسات الداخلية والخارجية للعراق الملكي، إذ مثلوا نخبًا بارزة من شيوخ العشائر ورجال الدين والتجار والملاّك والعسكريين، ممن احتفظ بعضهم بعضوية المجلس لفترات طويلة.

وأكد في الخاتمة أن التوازن الذي أراده الملك فيصل الأول بدا واضحًا في تمثيل كل القوميات والأديان والمذاهب ضمن مجلس الأعيان، التزامًا بالقانون الأساسي الذي نص على المساواة بين العراقيين رغم اختلاف القومية والدين واللغة. وأشار إلى أن هذا المجلس، رغم محدودية عمر التجربة الملكية، احتفظ بقيمة تاريخية تعكس وعي الدولة العراقية الناشئة بضرورة تمثيل شرائح المجتمع.

وعرض الكتاب محتوياته في أربعة فصول، تناولت فكرة تكوين المجلس وصلاحياته وتشكيلاته، مرورًا بسير الأعضاء الذين تولوا الرئاسة أو العضوية بين 1925 و1958، وانتهاءً بمواقف الأعيان من قضايا التعليم والزراعة والصناعة والتجارة. وجاء الكتاب محاطًا بملاحق وجداول معلوماتية تساعد الباحثين والقراء على تكوين صورة أوضح عن بنية المؤسسة البرلمانية في تلك الحقبة.

 

مشاركة