الرمضاني: النص الواقعي يعبر عن الجمهور ويكون على تماس معه
هناء وأسماء تعزفان إحتفاء باليوم العالمي للمسرح
الموصل – سامر الياس سعيد
بغداد – ياسين ياس
يمر يوم المسرح العالمي وسط تحديات ورؤى شتى لاسيما بما يتعلق بالمسرح العربي لاسيما وهو يعيش ربيعه بالتماس مع ما تشهده البلاد العربية لذلك يبرز المسرح كهوية تعبر عما يعتري الشعوب العربية والا لايمكن للمسرح من أن يجسد بصمة تأثيره الاجتماعي والجمالي بدون ما يحظى بجمهور كثيف يقبل على المسرح بحماسة واندفاع اليه ودفاع عنه وخصومة معه ومن اجله ، في خضم هذه التصورات نلتقي مع الكاتب المسرحي ناهض الرمضاني ليتحدث أولا من منطلق مساحة تعمقه بفن المسرح وبالخصوص نصوص المونودراما ليستعرض تاليا ما يعتري خشبة المسرح من تحديات في الحوار التالي.وقبل ذلك نشير ان دائرة السينما والمسرح اطلقت احتفالها بايام بغداد المسرحية تزامنا مع اليوم العالمي للمسرح في الساعة السابعة من مساء امس الثلاثاء بعرض مسرحية عزف نسائي على خشبة المسرح الوطني لمؤلفها مثال غازي ومخرجها سنان العزازي وبطولة هناء محمد واسماء صفاءويتواصل عرضها لمدة 3 أيام واشارت مديرة العلاقات والاعلام في الدائرة زينب القصاب الى (ان المسرحية تتضمن فكرة جريئة اساسها امرأة تناقش وضع مجتمع منهك من مصائب الحروب وتبعاتها وتفاصيلها والفراغ الذي تولده تلك المصائب يخلق تدخلا خارجيا من جهات عدة الامر الذي يخلق فوضى كبيرة). سألنا الرمضاني :
{ لو أتيح لك ان تقرا كلمة يوم المسرح العالمي ، ماذا ستضمن هذه الكلمة من افكار وامنيات؟
– سأقول في هذا اليوم ومن خلال منبر اليوم العالمي للمسرح بان كل نص حقيقي لابد وان يكون قريبا من الجمهور مهما كان شكله الفني واتمنى أيضا في خضم أمنيات اليوم العالمي للمسرح بان يمارس كل ذي اختصاص اختصاصه فلايمكن للكاتب ان يكون مخرجا ولايمكن للمخرج ان يكون كاتبا لان استسهال الكتابة للمسرح تعد السبب الرئيس بظهور عروض مبهرة شكلا خالية من المضمون كأنها مجرد مجموعة لوحات تعبيرية لاتنسجم مع واقع وثقافة المشاهد ولايمكن ان تصل رسالة العرض المسرحي من خلال عدم وضوحها في ذهن الكاتب الذي هو غالبا ما يتولى إخراج المسرحية وقد لفت انتباهي امر ما من خلال تجربتي اثناء تقديم مسرحيتي (امادو) في لوكسمبورغ اذ تم تقديم العرض بأزياء وسينوغرافيا مختلفة تماما عما هو مكتوب في النص وبما إنني لم افهم لغة العرض التي كانت باللغة الألمانية فقد سألتهم عن بعض المقاطع التي وجدت أنها محور المسرحية فأجابتني مخرجة العمل (ان سيمون) بالنص (اطمئن، لم نتمكن من حذف كلمة واحدة من النص لان النص بأكمله سردا..) وحينما اقارن هذا بما يجري حينما يتم إخراج نص المسرحية من بعض المخرجين الشباب فاشعر بان هنالك فارق كبير حيث يلجا المخرج الى حذف أجزاء كثيرة من النص لتخل بمضمونه ويكون المخرج سعيدا بالشكل الجديد الذي ظهر عليه النص..
{ تواجه اغلب البلاد العربية رياح التغيير فيما يطلق على اغلب تلك التغييرات التي تجتاح هذه البلاد بما يسمى الربيع العربي ،فما هي أصداء هذا الربيع وانعكاساته على واقع المسرح؟
– برأيي الشخصي ان الكاتب الحقيقي من يستطيع تجسيد هذه الحالات وبشكل جيد جدا لاسيما بالاعتماد على نص المونودراما من خلال الاعتماد على الممثل الواحد وهنالك من يفشل من خلال زج عشرات الشخصيات في النص في توصيف أي حالة وربما استعين بأنموذج يتلخص بمسرحيتي (جوف الحوت) التي فيها تسمع اصواتا كثيرة تعبر عن سكان مدينة بأكملها لكن تلك الأصوات تعبر عن معاناة شخص واحد فهنا يتداخل الخاص بالعام حتى يستحيل الفصل بينهما وربما كان هذا التداخل سببا برواج نص المونودراما هذا بالذات من خلال تجسيده في عروض مسرحية انطلقت من العراق الى المغرب مرورا بدول عدة كما عرضت مسرحيتي (بداية جديدة) في عدد كبير من دول العالم (هولندا، لوكسمبورغ، كوسوفو، فيتنام… الخ) بالرغم من ان النص كان بسيطا اوربما بسبب سهولة إنتاجه علما ان هذا النص يستعرض حياة جيل كامل من العراقيين خلال مدة شهدت حروبا وحصار إضافة لماسي الاحتلال..
{ من واقع إجابتك استطيع ان أسالك عن سبب تاثرك بأدب الحرب واجتراحك لنصوص مستلهمة من وحي هذا الأتون رغم ان المتابعين يؤكدون بان الأبرز من تلك النصوص من يكتبها وقد شهد نهايات تلك الحروب؟
– قد تنتهي أعمارنا قبل ان نرى نهاية الحروب في المنطقة وربما يرى البعض ضرورة الابتعاد زمنيا عن الحدث والكتابة عنه ببرود ولكن هذا الترف لم يتوفر لي وانا أعيش في بلد محارب مذ كنت في السابعة عشر من عمري وانا الان على مشارف الخمسين..
{ هنالك من يرى بان الحداثة قد تسللت الى المسرح من واقع عروض المونودراما ،هل تعتقد بان هذه الحداثة تحتاج لإعادة نظر حتى لاتصبح وبالا على المستقبل الذي ينتظره المسرح؟
– الحداثة ليست تهمة وفي الوقت ذاته ليست ميزة تحسب للمسرح لكنني أرى ومن وجهة نظري بأنه كلما تمكن الكاتب من استخدام أساليب حديثة تغني عمله كان التوفيق حليفه لكن اللجوء الى الأشكال الحديثة يمثل ضرورة فنية وهنالك من يؤشر بأنه مجرد عبث شكلي وهذا العبث خطير يؤدي الى نتيجة كارثية اذ ان التجريب غير المبرر والمبهم والغامض حتى في ذهن مبتكره يؤدي الى نتيجة سلبية تتلخص بعزوف المشاهد عن المسرح الجاد..
{ تحفل المهرجانات العربية التي تعنى بالمسرح بمشاركات عراقية عادة ما تجسد نصوصا أعطاها المخرجون صفة عراقية من خلال تعريق النصوص وفي اغلب تلك المشاركات تحظى تلك المسرحيات بحصد جوائز تلك المهرجانات، كيف تقيم هذه الظواهر التي يشهدها المسرح العراقي لاسيما في الاونة الاخيرة؟
– بعض النصوص المسرحية أجدها عابرة للقوميات اذ تعبر عن معاناة شعوب تتشابه في واقعها لذلك نجد من المخرجين العراقيين من يتناول نصا المانيا كتب بعد الحرب العالمية الثانية ليعمد الى تعريقها وإعطائها صبغة عراقية ربما بسبب تشابه التجربة واثارها في المجتمع لاسيما إذا ما تم معالجة النص بشكل مناسب فلا ضرر في الاقتباس والتعريق مادام ذلك يؤدي الى نتيجة حافلة بالمعطيات وغالبا ما يلجا المخرجون الى نصوص مشهورة من خلال تمتعها بالشهرة عن حبكتها أو شهرة من كتبها دون ان يكون لها تماس حقيقي بالواقع الذي نعيشه وهذا مايدفع الى نفور المشاهد وفشل العمل بالمحصلة النهائية.
AZP20