الربيع الجزائري يتجنب النظام السياسي وسلطة الجنرالات ويعصف بواجهته السياسية
بلخادم ينتظر إقالته بعد انسحاب أويحيى بصمت وأبو جرة سلطاني يتشبث بمنصبه
الجزائر ــ الزمان
الربيع الجزائري تميز بعاصفة جانبت أسوار النظام لكنها ضربت بقوة واجهته السياسية المتمثلة في قادة أحزاب محسوبة على السلطة تعصف بها رياح التغيير حاليا.
وتعرف أكبر الأحزاب الجزائرية في الفترة الأخيرة موجة تغييرات أطاحت بعدة قيادات فيما يجري التحضير لإسقاط آخرين، مع بداية العد التنازلي لانتخابات الرئاسة المقررة مطلع 2014.
وفاجأ رئيس الوزراء السابق أحمد أويحي مناضلي حزبه التجمع الوطني الديمقراطي ثاني أكبر أحزاب البلاد وحتى المراقبين بإعلان انسحابه من قيادة هذا الحزب الذي يوصف من قبل المراقبين بأنه أهم واجهة سياسية للنظام الحاكم في البلاد.
ورغم أن أويحي برر انسحابه بتجنيب حزبه أزمة داخلية طاحنة بعد اتساع رقعة المعارضين المطالبين بعزله إلا أن المراقبين ووسائل الإعلام المحلية يؤكدون أن الرجل صمد أمام أزمات أخطر من هذه سابقا سواء كرئيس للحكومة أو في حزبه الذي يقوده منذ 12 سنة .
ومن بين التحليلات الرائجة بقوة في الوسط السياسي تلك التي تؤكد أن أحمد أويحي الذي يعد أحد المقربين من مراكز صنع القرار في البلاد فهم أنه غير مرغوب فيه خلال هذه المرحلة وبالتالي انسحب في صمت ومن الممكن أن يعود كمرشح في انتخابات الرئاسة المقررة مطلع العام القادم.
من جهته تبدو أيام عبد العزيز بلخادم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الحاكم في البلاد معدودة حيث ينتظر أن يعلن استقالته خلال اجتماع للجنة المركزية أعلى هيئة قيادية بالحزب نهاية الشهر الجاري.
واتسعت رقعة المعارضين لبقاء بلخادم لتشمل هذه المرة وزراء في الحكومة مقربين منه نصحوه في رسالة بالانسحاب وتجنيب الحزب الدخول في صراعات عميقة تؤثر على موقعه كقوة سياسية أولى في البلاد. ويوصف حزبا التجمع الوطني الديمقراطي و جبهة التحرير الوطني اللذان يحوزان على أغلب مقاعد الحكومة وجميع هيئات البلاد بأنهما الواجهة السياسية للنظام الحاكم منذ استقلال الجزائر عام 1962
ويتجه أبوجرة سلطاني رئيس حزب حركة مجتمع السلم أكبر الأحزاب الإسلامية في البلاد والعضو في الحكومة سابقا إلى نفس المصير حيث تؤكد مصادر قيادية أن المؤتمر القادم لهذا الحزب الذي يمثل تيار الإخوان المسلمين في الجزائر والمقرر خلال شهر مارس القادم سيشهد انتخاب خليفة لسلطاني. وكان سلطاني الذي يقود حركة مجتمع السلم ـ إخوان الجزائر ـ للفترة الثانية على التوالي قد أعلن عدة مرات أنه لن يترشح خلال المؤتمر الخامس للحركة لفترة جديدة.
وتقول مصادر مطلعة أن الصراع على خلافة سلطاني سيكون بين نائبه الحالي عبد الرزاق مقري أحد القيادات التي تبنت نهج المعارضة داخل الحركة منذ سنوات طويلة، وأحد الرافضين بقوة لسياسة الحركة السابقة التي كانت قائمة على المشاركة في الحكومة.
AZP02