الرؤساء المنتخبون لمجلس الأعيان العراقي (1958 – 1925)-د.عدنان البك

‮ ‬القانون‭ ‬الأساسي‭ ‬العراقي،‭ ‬نص‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬فرق‭ ‬بين‭ ‬العراقيين‭ ‬في‭ ‬الحقوق‭ ‬امام‭ ‬القانون‭ ‬وإن‭ ‬اختلفوا‭ ‬في‭ ‬القومية‭ ‬والدين‭ ‬واللغة‭. ‬حيث‭ ‬نلحظ‭ ‬دقة‭ ‬الاختيار‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الملك‭ ‬فيصل‭ ‬الأول‭ ‬بشكل‭ ‬متوازن‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬المذاهب‭ ‬ومن‭ ‬الطائفتين‭ ‬المسيحية‭ ‬واليهودية،‭ ‬عربا‭ ‬وأكرادا‭ ‬شمالا‭ ‬وجنوبا،‭ ‬وبقي‭ ‬هكذا‭ ‬الاختيار‭ ‬طيلة‭ ‬العهد‭ ‬الملكي‭.‬

انتخب‭ ‬لرئاسة‭ ‬مجلس‭ ‬الأعيان‭ ‬شخصيات‭ ‬عراقية‭ ‬سنقوم‭ ‬بتسليط‭ ‬الضوء‭ ‬عن‭ ‬حيوات‭ ‬كل‭ ‬واحد‭ ‬منهم،‭ ‬وهم‭::‬

أولا‭ : ‬‭ ‬يوسف‭ ‬السويدي‭ :‬

أول‭ ‬من‭ ‬انتخب‭ ‬لرئاسة‭ ‬مجلس‭ ‬الأعيان‭ ‬وشغلها‭ ‬للمدة‭ ‬من‭ ‬16‭ ‬تموز‭ ‬1925‭ ‬ولغاية‭ ‬13‭ ‬حزيران‭ ‬1929‭. ‬والسويدي‭ (‬يوسف‭) ‬من‭ ‬عائلة‭ ‬عربية‭ ‬عراقية‭ ‬عباسية‭ ‬النسب‭ ‬بغدادية‭ ‬النشأة‭ ‬تتمتع‭ ‬بمكانة‭ ‬دينية‭ ‬وسياسية‭.‬

كان‭ ‬من‭ ‬منظمي‭ ‬مناقب‭ ‬المولد‭ ‬النبوي‭ ‬الشريف‭ ‬ببغداد‭ ‬إستعدادا‭ ‬لثورة‭ ‬العشرين‭. ‬وهو‭ ‬أحد‭ ‬زعماء‭ ‬الدين‭ ‬الذين‭ ‬اجتمعوا‭ ‬في‭ ‬جامع‭ ‬الحيدرخانة‭ ‬في‭ ‬4‭ ‬آيار‭ ‬1920،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬المندوبين‭ ‬الخمسة‭ ‬عشر‭ ‬للمطالبة‭ ‬بحقوق‭ ‬العراقيين‭. ‬وقاد‭ ‬الاجتماعات‭ ‬في‭ ‬أوائل‭ ‬حزيران‭ ‬عام‭ ‬1920‭ ‬في‭ ‬دار‭ ‬حمدي‭ ‬باشا‭ ‬بابان‭ ‬التي‭ ‬مهدت‭ ‬لثورة‭ ‬العشرين‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬مطاليب‭ ‬الشعب،‭ ‬وحمل‭ ‬السلاح‭ ‬في‭ ‬ديالى‭ ‬أثناء‭ ‬الثورة،‭ ‬وعند‭ ‬انتهاء‭ ‬الثورة‭ ‬غادروا‭ ‬الى‭ ‬سورية‭. ‬وكان‭ ‬خروجه‭ ‬من‭ ‬العراق‭ ‬قد‭ ‬جعل‭ ‬البريطانيون‭ ‬يتفاءلون‭ ‬بعودة‭ ‬الهدوء‭.‬

وكان‭ ‬ممن‭ ‬عادوا‭ ‬مع‭ ‬الأمير‭ ‬فيصل‭ ‬أثناء‭ ‬مجيئه‭ ‬الى‭ ‬العراق‭. ‬علما‭ ‬بأنه‭ ‬قد‭ ‬درس‭ ‬العلم‭ ‬على‭ ‬أيدي‭ ‬أشهر‭ ‬مدرسي‭ ‬عصره،‭ ‬وكتب‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الأدب‭ ‬نثرا‭ ‬وشعرا،‭ ‬وشغل‭ ‬منصب‭ ‬القاضي‭ ‬الشرعي‭ ‬في‭ ‬الكرخ‭.‬

ثانيا‭ :  ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬النقيب‭ ‬الكيلاني‭ :‬

انتخب‭ (‬عبد‭ ‬الله‭ ‬النقيب‭ ‬الكيلاني‭) ‬بعد‭ ‬وفاة‭ ‬السويدي‭ (‬يوسف‭) ‬رئيسا‭ ‬لمجلس‭ ‬الأعيان‭ ‬للمدة‭ ‬من‭ ‬13‭ ‬حزيران‭ ‬ولغاية‭ ‬نهاية‭ ‬تشرين‭ ‬الأول‭ ‬عام‭ ‬1929‭. ‬وهو‭ ‬من‭ ‬الاسرة‭ ‬الكيلانية‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬مكانة‭ ‬دينية،‭ ‬وهو‭ ‬نقيب‭ ‬أشرف‭ ‬بغداد‭ ‬وعمل‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬العراقية‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬1930‭.‬

ثالثا‭ : ‬‭ ‬محمد‭ ‬الصدر‭:‬

انتخب‭ (‬محمد‭ ‬الصدر‭) ‬لرئاسة‭ ‬مجلس‭ ‬الأعيان‭ ‬لثلاث‭ ‬دورات‭ ‬كاملة‭. ‬فالرئاسة‭ ‬الاولى‭ ‬للفترة‭ ‬من‭ (‬2‭ ‬تشرين‭ ‬الثاني‭ ‬1929‭ ‬ولغاية‭ ‬27‭ ‬شباط‭ ‬1937‭) ‬والثانية‭ ‬للفترة‭ ‬من‭ ‬23‭ ‬كانون‭ ‬الأول‭ ‬1937‭ ‬ولغاية‭ ‬كانون‭ ‬الأول‭ ‬1943‭) ‬والثالثة‭ (‬7‭ ‬شباط‭ ‬1953‭ ‬ولغاية‭ ‬نهاية‭ ‬تشرين‭ ‬الثاني‭ ‬1955‭).‬

وهو‭ ‬من‭ ‬عائلة‭ ‬دينية‭ ‬ومن‭ ‬رجال‭ ‬الدين‭ ‬والسياسة‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬كونه‭ ‬من‭ ‬زعماء‭ ‬النهضة‭ ‬والقائمين‭ ‬بالاجتماعات‭ ‬والمظاهرات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الاستقلال،‭ ‬وقاتل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬ديالى‭ ‬ثم‭ ‬في‭ ‬الفرات‭. ‬واعتبرته‭ ‬المس‭ ‬بيل‭ ‬في‭ ‬رسالة‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬14‭ ‬حزيران‭ ‬1920‭ ‬قائدا‭ ‬للثورة‭ ‬حيث‭ ‬قالت‭ : ‬يعد‭ ‬الصدر‭ ‬الشخصية‭ ‬الاولى‭ ‬في‭ ‬الاضطرابات‭ ‬الحالية‭ ‬وأعتقد‭ ‬انه‭ ‬رجل‭ ‬بارع‭. ‬وبعد‭ ‬انتهاء‭ ‬ثورة‭ ‬العشرين‭ ‬ذهب‭ ‬الى‭ ‬سوريا‭ ‬ومنها‭ ‬الى‭ ‬القاهرة‭ ‬ثم‭ ‬الى‭ ‬الحجاز‭. ‬وعاد‭ ‬بصحبة‭ ‬الأمير‭ ‬فيصل‭ ‬بعد‭ ‬اعلان‭ ‬العفو‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬حزيران‭ ‬1921‭. ‬واستمر‭ ‬عضوا‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأعيان‭ ‬حتى‭ ‬وفاته‭.‬

رابعا‭ : ‬‭ ‬محمد‭ ‬رضا‭ ‬الشبيبي‭:‬

انتخب‭ (‬الشبيبي‭) ‬لرئاسة‭ ‬مجلس‭ ‬الأعيان‭ ‬لمرة‭ ‬واحدة‭ ‬للمدة‭ ‬من‭ (‬27‭ ‬شباط‭ ‬1937‭- ‬لغاية‭ ‬17‭ ‬آب‭ ‬1937‭). ‬وهو‭ ‬من‭ ‬اسرة‭ ‬الشبيبي‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬مكانة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬النجف‭ ‬والعراق‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬دنيا‭ ‬الادب‭ ‬والكفاح‭ ‬الوطني‭. ‬وهذه‭ ‬الأسرة‭ ‬ترجع‭ ‬الى‭ ‬قبيلة‭ ‬بني‭ ‬أسد‭ ‬المعروفة‭. ‬كان‭ ‬تعليمه‭ ‬دينيا‭ ‬ثم‭ ‬في‭ ‬ديوان‭ ‬والده‭ ‬ودرس‭ ‬في‭ ‬عاصمة‭ ‬الدولة‭ ‬العثمانية،‭ ‬وعمل‭ ‬رئيسا‭ ‬لنادي‭ ‬القلم‭ ‬العراقي‭ ‬ورئيسا‭ ‬للمجمع‭ ‬العلمي‭ ‬العراقي،‭ ‬وكان‭ ‬تربويا‭ ‬شغل‭ ‬وزارة‭ ‬المعارف‭ (‬5‭) ‬خمس‭ ‬مرات‭ ‬وكان‭ ‬له‭ ‬دورا‭ ‬في‭ ‬ثورة‭ ‬العشرين‭.‬

خامسا‭ :  ‬صالح‭ ‬باش‭ ‬أعيان‭ ‬العباسي‭:‬

انتخب‭ (‬باش‭ ‬اعيان‭) ‬لرئاسة‭ ‬مجلس‭ ‬الأعيان‭ ‬لمرة‭ ‬واحدة‭ ‬للفترة‭ ‬من‭ (‬3‭ ‬كانون‭ ‬الأول‭ ‬1944‭ ‬ولغاية‭ ‬1‭ ‬كانون‭ ‬الأول‭ ‬1945‭)‬،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬البصرة‭. ‬وتنحدر‭ ‬هذه‭ ‬العائلة‭ ‬من‭ ‬الخلفاء‭ ‬العباسيين‭ ‬ويعتبر‭ ‬من‭ ‬أعيان‭ ‬البصرة‭ ‬ورجالها‭ ‬فضلا‭ ‬كونه‭ ‬من‭ ‬التجار‭ ‬البارزين‭ ‬فيها‭. ‬شغل‭ ‬منصب‭ ‬رئيسا‭ ‬للأوقاف‭ ‬لمرة‭ ‬واحدة‭ ‬في‭ ‬27‭ ‬تشرين‭ ‬الثاني‭ ‬1923‭.‬

سادسا‭ :  ‬جميل‭ ‬المدفعي‭:‬

انتخب‭ ‬السيد‭ ‬المدفعي‭ ‬لرئاسة‭ ‬مجلس‭ ‬الأعيان‭ ‬لثلاث‭ ‬مرات،‭ ‬فالاولى‭ ‬من‭ (‬كانون‭ ‬الأول‭ ‬1937‭ ‬ولغاية‭ ‬1‭ ‬كانون‭ ‬الأول‭ ‬1944‭) ‬والثانية‭ (‬5‭ ‬آذار‭ ‬1949‭ ‬لغاية‭ ‬14‭ ‬تموز‭ ‬1958‭).‬

ويعتبر‭ ‬من‭ ‬الشخصيات‭ ‬الشريفة‭ ‬العسكرية،‭ ‬تميز‭ ‬بالحلم‭ ‬والأناة‭ ‬والاعتدال‭ ‬وسياسة‭ ‬اسدال‭ ‬الستار‭. ‬وكان‭ ‬يستدعي‭ ‬للوزارة‭ ‬في‭ ‬الأزمات‭ ‬لتهدئة‭ ‬الأخطار‭. ‬وهو‭ ‬ابن‭ ‬ضابط‭ ‬بغدادي،‭ ‬درس‭ ‬في‭ ‬المدرسة‭ ‬العسكرية،‭ ‬وإلتحق‭ ‬بمدرسة‭ ‬الهندسة‭ ‬العسكرية‭ ‬وتخرج‭ ‬فيها‭ ‬برتبة‭ ‬ضابط‭ ‬عام‭ ‬1911‭. ‬شارك‭ ‬في‭ ‬الثورة‭ ‬العربية‭ ‬الكبرى،‭ ‬اذ‭ ‬كان‭ ‬قائدا‭ ‬للواء‭ ‬المدفعية،‭ ‬كما‭ ‬شارك‭ ‬في‭ ‬ثورة‭ ‬العشرين‭ ‬فدخل‭ ‬بقواته‭ ‬مع‭ ‬العشائر‭ ‬من‭ ‬دير‭ ‬الزور‭ ‬ليحرر‭ ‬تلعفر‭ ‬في‭ ‬4‭ ‬حزيران‭ ‬1920‭ ‬من‭ ‬الاحتلال‭ ‬البريطاني‭. ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬ثورة‭ ‬العشرين‭ ‬عاد‭ ‬الى‭ ‬سوريا‭ ‬وبقي‭ ‬فيها،‭ ‬وعاد‭ ‬للعراق‭ ‬بعد‭ ‬مجيء‭ ‬فيصل‭ ‬للعراق‭.‬

ومما‭ ‬يلحظ‭ ‬انه‭ ‬ترأس‭ ‬الوزارة‭ (‬7‭) ‬مرات‭ ‬دامت‭ ‬مدتها‭ ‬جميعا‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬وشهرين‭ ‬وثمانية‭ ‬عشر‭ ‬يوما،‭ ‬وأصبح‭ ‬وزيرا‭ (‬8‭) ‬ثماني‭ ‬مرات،‭ ‬فقد‭ ‬شغل‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ (‬5‭) ‬مرات‭ ‬ووزارة‭ ‬الدفاع‭ ‬مرتين‭ ‬ووزارة‭ ‬المالية‭ ‬مرة‭ ‬واحدة‭.‬

سابعا‭ :  ‬صالح‭ ‬جبر‭:‬

انتخب‭ (‬جبر‭) ‬لرئاسة‭ ‬مجلس‭ ‬الأعيان‭ ‬لمرة‭ ‬واحدة‭ (‬17‭ ‬آذار‭ ‬1947‭) ‬لغاية‭ (‬29‭ ‬آذار‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬نفسه‭). ‬وهو‭ ‬من‭ ‬محافظة‭ ‬ذي‭ ‬قار‭ (‬الناصرية‭) ‬قضاء‭ ‬الشطرة‭ ‬من‭ ‬بني‭ ‬زيد‭. ‬كان‭ ‬والده‭ ‬يعمل‭ ‬نجارا،‭ ‬أتاح‭ ‬لابنه‮ ‬‭ ‬التعلم‭ ‬وحصل‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬الحقوق‭ ‬عام‭ ‬1925،‭ ‬فتح‭ ‬أمامه‭ ‬مجال‭ ‬التقدم‭ ‬في‭ ‬سلم‭ ‬الدولة‭ ‬واشتراكه‭ ‬في‭ ‬تأليف‭ ‬الأحزاب،‭ ‬حيث‭ ‬أسس‭ ‬حزب‭ ‬الامة‭ ‬الاشتراكي،‭ ‬فأصبح‭ ‬شخصية‭ ‬معروفة‭.‬

ترأس‭ ‬الوزارة‭ ‬لمرة‭ ‬واحدة‭ ‬للفترة‭ (‬17‭ ‬آذار‭ ‬1947‭ ‬لغاية‭ ‬29‭ ‬آذار‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬نفسه‭)‬،‭ ‬وهي‭ ‬الحكومة‭ ‬التي‭ ‬أسقطتها‭ ‬وثبة‭ ‬كانون‭ ‬1948‭ ‬بعد‭ ‬توقيعه‭ ‬معاهدة‭ ‬بورتسموث‭. ‬كما‭ ‬أصبح‭ (‬13‭) ‬مرة‭ ‬وزيرا،‭ ‬للمعارف‭ ‬مرتين‭ ‬و‭ (‬4‭) ‬أربع‭ ‬مرات‭ ‬للداخلية‭ ‬و‭ (‬4‭) ‬أربع‭ ‬مرات‭ ‬للمالية‭ ‬ومرة‭ ‬واحدة‭ ‬للشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وللخارجية‭ ‬والتموين‭ ‬وكالة‭ ‬لمرة‭ ‬واحدة‭.‬

ثامنا‭ :  ‬نوري‭ ‬السعيد‭:‬

انتخب‭ (‬السعيد‭) ‬مرتين‭ ‬لرئاسة‭ ‬مجلس‭ ‬الأعيان،‭ ‬الاولى‭ (‬من‭ ‬1‭ ‬كانون‭ ‬الأول‭ ‬1945‭ ‬لغاية‭ ‬21‭ ‬تشرين‭ ‬الثاني‭ ‬1946‭) ‬والثانية‭ ‬من‭ (‬3‭ ‬نيسان‭ ‬1947‭ ‬ولغاية‭ ‬6‭ ‬كانون‭ ‬الثاني‭ ‬1949‭).‬

وهو‭ ‬من‭ ‬العسكريين‭ ‬الذين‭ ‬لعبوا‭ ‬دورا‭ ‬بارزا‭ ‬بدءا‭ ‬من‭ ‬جمعية‭ ‬العهد،‭ ‬وهو‭ ‬ابن‭ ‬موظف‭ ‬في‭ ‬الادارة‭ ‬العثمانية‭ ‬في‭ ‬العراق‭. ‬كانت‭ ‬رغبة‭ ‬أبيه‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬ضابطا‭ ‬وبالفعل‭ ‬تخرج‭ ‬عام‭ ‬1906‭ ‬ضابطا‭ ‬ثم‭ ‬إلتحق‭ ‬بكلية‭ ‬الاركان‭ ‬عام‭ ‬1910‭ ‬وشارك‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬حروب‭ ‬الدولة‭ ‬العثمانية‭ ‬وخلال‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الاولى،‭ ‬اقتيد‭ ‬أسيرا‭ ‬الى‭ ‬الهند‭ ‬ثم‭ ‬القاهرة،‭ ‬وإلتحق‭ ‬بالشريف‭ ‬حسين‭ ‬مشاركا‭ ‬في‭ ‬الثورة‭ ‬العربية‭ ‬الكبرى،‭ ‬وأصبح‭ ‬رئيسا‭ ‬لأركان‭ ‬جيش‭ ‬فيصل‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬عام‭ ‬1918،‭ ‬وبعد‭ ‬قيام‭ ‬المملكة‭ ‬العراقية‭ ‬عاد‭ ‬الى‭ ‬العراق‭.‬

ترأس‭ (‬السعيد‭) ‬الوزارة‭ ‬أربع‭ ‬عشرة‭ ‬مرة،‭ ‬كذلك‭ ‬ترأس‭ ‬وزارة‭ ‬الاتحاد‭ ‬العربي‭ ‬مع‭ ‬الاردن‭ ‬عام‭ ‬1958‭. ‬وقد‭ ‬بلغت‭ ‬المدة‭ ‬التي‭ ‬قضاها‭ ‬رئيسا‭ ‬للوزراء‭ (‬اثنتي‭ ‬عشر‭ ‬سنة‭ ‬وشهرا‭ ‬واحدا‭ ‬وعددا‭ ‬من‭ ‬الايام‭). ‬وبهذا‭ ‬يكون‭ ‬شغل‭ ‬مدة‭ ‬تقارب‭ ‬ثلث‭ ‬مدة‭ ‬العهد‭ ‬الملكي‭.‬

كما‭ ‬أصبح‭ ‬ستا‭ ‬وثلاثين‭ ‬مرة‭ ‬وزيرا،‭ ‬منها‭ (‬17‭) ‬مرة‭ (‬وزيرا‭ ‬للدفاع‭) ‬و‭(‬12‭) ‬مرة‭ (‬وزيرا‭ ‬للخارجية‭) ‬و‭ ‬ثلاث‭ ‬مرات‭ (‬وزيرا‭ ‬للداخلية‭) ‬و‭ ‬ثلاث‭ ‬مرات‭ ‬وكيلا‭ ‬للقائد‭ ‬العام‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬منصبه‭ ‬رئيسا‭ ‬للوزراء،‭ ‬ووزيرا‭ ‬مفوضا‭ ‬في‭ ‬القاهرة،‭ ‬ورئيسا‭ ‬لأركان‭ ‬الجيش‭ ‬ومديرا‭ ‬للشرطة‭ ‬العام‭ ‬وبلغت‭ ‬المناصب‭ ‬التي‭ ‬تقلدها‭ (‬47‭) ‬سبعا‭ ‬واربعون‭ ‬منصبا‭.‬

مشاركة