الديانات وأسرار الكون
تواتر الديانات السماوية وكتبها وأنبيائها ورسلها حكمة ربانية يصعب عليها القياس او الخوض في معجزاتها كونها من الاسرار الغيبية من حيث التقديس الروحي لمفاهيمها المبجلة وان التشابه والمفاضلة وأسبقية التنزيل تخضع الى ارادة رب العزة سبحانه حسب المكان والزمان وحاجة البشر الى مقومات اصلاح النفوس وموجبات الايمان في التوحيد والمحرمات والأوامر الناهية عن الشرك ، اذاً الاديان جميعا تجمعها وحدة هدف وتتكئ على قواسم مشتركة في العبادة للواحد الاحد وان الوثنية عاجزة وغير قادرة على الاحلال والبديل عن الخالق سبحانه ، والإنسان كائن ضعيف يعجز في التنظير لأسرار الكون المعجز مهما امتلك من خوارق عقلية او علمية إلا بأذن الله جلا وعلا وسلطانه الذي لا تحده حدود وان امتداداته لا متناهية ، ان الديانة اليهودية وردت في القران الكريم كما هو حال الديانة المسيحية ولكل منهما كتابه وعباده ، ولنا وقفة مقارنة مسموح بها شرعا الخوض فيها دونما مساس بالعقيدة التي خصها العلي القدير سبحانه لعباده الاولين من الديانات التي سبقت الاسلام الحنيف ، فالديانة اليهودية سبقت الاسلام بخمسة آلاف وخمسمائة سنة إلا ان الله سبحانه لم يبارك في ذريتهم حيث لا يزيد عددهم اليوم عن سبعة عشر مليون يهوديا موزعين على اشلاء المعمورة ، في حين ان الديانة الاسلامية بنبيها الاكرم مضى عليها الف وأربعمائة ونيف سنة وصل تعدادهم لحد الان مليار وثلاثمائة مليون مسلم موحد تحت راية لا اله إلا الله محمد رسول الله ، ولعل السبب يعود الى مباركة مالك الملك سبحانه تعالى الى هذه الذرية الامينة والصادقة التي تحمل آيات الطاعة والغفران والخلق القويم كأمة عظيمة غيرت مجرى التاريخ الانساني داعية الى الحكمة والموعظة الحسنة لا تفرق ولا تميز بين الانام إلا بالتقوى ، استطاعت ان تبشر بالدين الجديد والراية المحمدية من الصين شرقا حتى جنوب فرنسا غربا ومن الحبشة جنوبا الى القوقاز شمالا ، سؤال شرعي وحكيم فرض نفسه عنوة على وحدة موضوعنا عن حكمة الخالق لا من حيث الارجاء التي آمنت بل بالعدد والتعداد والمباركة الرحمانية لخير امة اخرجت للناس وقد اعزها بكتاب عزيز ناطق بالعربية وان اللغة الحوارية بجنات الخلد والنعيم الابدي تكون بلسان العرب ؟ فالإجابة والبحث في مسوغاتها تبقى من اسرار الكون وخالقه ، إلا اننا صوبنا بحوثنا واستطلاعاتنا للعهد العتيق يوم كانوا بني اسرائيل يعبثون بالمقدرات الالهية وأنبيائها ورسلها الى عهدنا وعهدهم هذا ، فهم فئة ضالة تقترب من حيث المقاربة وانعدام المباركة في التكاثر مع الذئاب الضواري التي تأكل احد قطعانها عندما يكون جريحا حتى باتت على ابواب الانقراض ، وبالمقابل المسلمين باتوا مباركين بذريتهم الصالحة التي غزت عقول الغرب في عقر دارهم ، ولنا مقارنة اخرى لها اسرار عجيبة ايضا . المسلمون ينحرون الاغنام لوجه الله تعالي بالملايين إلا انها تتكاثر بالملايين مع العلم ان ( النعجة تلد مولودا واحدا كل السنة ) حتى القصابين يسمون باسم الله حين النحر لأغراض البيع على عكس الذيبة التي تلد اربعة في سنة ولكنها تنسجم بالتشبيه مع اليهود وآل صهيون ، وكلاهما في طريق الانقراض الحتمي ؟
سفيان عباس – تكريت
AZPPPL