الدور التركي ما له وما عليه
الحكومة التركية وقيادة حزب العدالة والتنمية خرجت عن المألوف في العلاقات الدولية واستطاعت ان تضع ثوابت جديدة للقانون الدولي من خلال ترسيخ مبادئ الاعتدال والوسطية للمفاهيم الاسلامية وتعزيز قيم التعايش السلمي ، ان المتغيرات الانفجارية على الساحة التركية في العقدين المنصرمين شملت النواحي الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والنمو العام وإعادة تأهيل وسائل الانتاج الصناعية صوب الحداثة وبناء الانسان التركي على اساس ثقافة التسامح ونبذ كل وسائل التطرف والعنف حسبما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وما اجمع عليه الفقهاء الاعلام والمجتهدين وصناع الحكمة في الخلافات الاسلامية المتعاقبة وفهم احكامها على وفق صحيح الاسناد الموثق بالدليل القاطع دونما تحريف او تزييف لحقائقه ، تعد مكسبا وانجازا عظيما للإسلام السياسي المتوازن ، من هذه المنطلقات الراسخة باتت تركيا مفصلا محوريا على الساحة الاقليمية في ظل تكالب المشاريع الطائفية التي تبنتها دول الجوار وعلى رأسها ايران ، فالأتراك قيادة وشعبا خارج هذه الرؤى والمناهج المذهبية فأن النسيج المجتمعي للشعب التركي متنوع القوميات والأديان والمذاهب والاثنيات ولكنه متجانس ، فالبعض من المراقبين والساسة العراقيين المنغمسين في المشاريع الطائفية بالرعاية الايرانية يشككون في النوايا التركية لمسوغات معروفة لاسيما المواقف الشجاعة التي تبنتها القيادة في انقرة من المذابح التي يتعرض لها الشعب السوري على يد النظام الدموي .
ان ردود افعال الحكومتين العراقية والإيرانية المتشنجة من الموقف الانساني والأخلاقي غير الطائفي للحكومة التركية اثار مخاوفهما من احتمالية امتداد ثورة الربيع العربي الى بلديهما ، والسؤال الذي طرح نفسه لماذا المخاوف ؟
فالإجابة ربما نجدها داخل مقومات الاسباب التي دفعت شعوب المنطقة الى الثورة ولعل الطائفية والحرمان والظلم ومصادرة الحقوق والحريات والعنف وتهميش باقي الاديان والمذاهب تقف جلها في مقدمة الدوافع التي فجرت الارض من تحت اقدام الطغاة اضافة الى دعمهم للنظام القمعي في دمشق بكل انواع المساعدات اللوجستية بالسلاح والميليشيات وأموال الشعبين المظلومين ولهذا المخاوف من انتصار الثورة السورية وهي منتصرة فعلا وحقيقة لا بمؤازرة تركيا بل العكس الاتراك يمنعون تدفق السلاح الى الجيش الحر ولم يقفوا الى جانب ايا من شرائح المجتمع السوري المتعدد سوا انهم احتضنوا اللاجئين الهاربين من بطش الطائفية الحمقاء ، فهل هم طائفيون ؟
علامات استفهام كبيرة على اجابات الحكومة العراقية التي يبدو انها سوف تخرج عن طوع الاحتلال الامريكي بعد ان عجزت عن اقناعه بأن الثورة في سوريا يقودها (التكفيريون والصداميون والإرهابيون والقاعدة) هذه الديباجة منصوص عليها في المادة السابعة من الدستور العراقي ولا ادري ما هو الفرق بين الارهابيين والقاعدة هذا المنولوج الغنائي يطل علينا كل صباح ومسية على لسان الساسة في مصدر القرار ، ولكن للأمريكان هذه المرة رأي آخر غير ما تشتهي حكومة بغداد وان خروجها عن طوره وطاعته تعني بداية النهاية ؟ ولهذا عزيزي القارئ نجد ازلام النظام الحالي وعناصره الفاسدة هبوا هبة واحدة على المال العام لكي ينهبوا ما قل حجمه وكبر ثمنه ؟ وتعليق الشماعة على الجانب التركي تحت مسميات اعادة الخلافة العثمانية ؟
سفيان عباس
AZPPPL