الدكتور‭ ‬الصيدلي‭ ‬علي‭ ‬الصميدعي‭ ‬‮ ‬يتحدث‭ ‬لـ‭ (‬الزمان‭) ‬عن‭ ‬‮ ‬تطور‭ ‬تقنية‭ ‬النانو‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الادوية

ابحاث‭ ‬جديدة‭ ‬لتحسين‭ ‬استجابة‭ ‬مرضى‭ ‬السرطان‭ ‬للعلاجات

لندن‭ -‬الزمان

تحدث‭ ‬الدكتور‭ ‬العراقي‭ ‬علي‭ ‬‮ ‬محمود‭ ‬الصميدعي‭ ‬الاستاذ‭ ‬المساعد‭ ‬في‭ ‬كلية‭ ‬الصيدلة‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬عمان‭ ‬الاهلية‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬الاردنية‭ ‬عمان‭ ‬عن‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬الروابط‭ ‬الخاصة‭ ‬بالامراض‭ ‬والادوية‭ ‬والمخاطر‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬زيادة‭ ‬المواد‭ ‬السمية‭ ‬وعدم‭ ‬استيعابها‭ ‬من‭ ‬جسم‭ ‬المريض‭ ‬،‭ ‬كما‭ ‬اشار‭ ‬في‭ ‬حديثه‭ ‬الى‭ ‬صحيفة‭ ‬الزمان‭ ‬الى‭ ‬مبتكرات‭ ‬علوم‭ ‬النانو‭ ‬وتقنياتها‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬الادوية‭ ‬‮ ‬وقضايا‭ ‬طبية‭ ‬وعلاجية‭ ‬اخرى‭ ‬،‭ ‬والصميدعي‭ ‬نال‭ ‬تصنيف‭ ‬افضل‭ ‬باحث‭ ‬في‭ ‬كلية‭ ‬الصيدلة‭ ‬‮ ‬لجامعته‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الاخير‭ ‬وهو‭ ‬عضو‭ ‬‮ ‬اللجنة‭ ‬التنفيذية‭ ‬للاعتماد‭ ‬الدولي

في‭ ‬الاتي‭ ‬نص‭ ‬الحوار‭ :‬

هناك‭ ‬معاناة‭ ‬كبيرة‭ ‬لمرضى‭ ‬السرطان‭ ‬من‭ ‬الأثر‭ ‬العالي‭ ‬لسمّيّة‭ ‬بعض‭ ‬الأدوية‮ ‬،ما‭ ‬مدى‭ ‬التوجه‭ ‬العلمي‭ ‬البحثي‭ ‬لمواجهة‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة؟‭ ‬وكيف‭ ‬تريد‭ ‬الإسهام‭ ‬في‭ ‬إيجاد‭ ‬الحلول‭ ‬المناسبة‭ ‬لها؟‮  ‬

كما‭ ‬هو‭ ‬معلوم‮ ‬يعد‭ ‬السرطان‭ ‬سببًا‭ ‬رئيسيًا‭ ‬للوفاة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬حيث‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬وفاة‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬10‭ ‬ملايين‭ ‬شخص‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2020‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬وفاة‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬ست‭ ‬وفيات‭. ‬وأكثر‭ ‬أنواع‭ ‬السرطانات‭ ‬شيوعًا‭ ‬هو‭ ‬سرطان‭ ‬الثدي‭ ‬والرئة‭ ‬والقولون‭ ‬والمستقيم‭ ‬وسرطان‭ ‬البروستاتا‭.‬‮ ‬

يمكن‭ ‬تقسيم‭ ‬أنسجة‭ ‬الأورام‭ ‬إلى‭ ‬ثلاثة‭ ‬أقسام‭ ‬فرعية‭: ‬الأوعية‭ ‬الدموية،‭ ‬والخلايا،‭ ‬والخلوي‭.‬‮ ‬

تكون‭ ‬الأوعية‭ ‬الدموية‭ ‬للأورام‭ ‬غير‭ ‬متجانسة،‭ ‬تظهر‭ ‬مناطق‭ ‬من‭ ‬النخر‭ ‬أو‭ ‬النزيف‭ ‬وكذلك‭ ‬مناطق‭ ‬كثيفة‭ ‬للأوعية‭ ‬الدموية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬إمدادات‭ ‬كافية‭ ‬من‭ ‬العناصر‭ ‬الغذائية‭ ‬والأكسجين‭ ‬لنمو‭ ‬الورم‭ ‬السريع‭ (‬تولد‭ ‬الأوعية‭ ‬أو‭ ‬تكوّن‭ ‬الأوعية‭ ‬الدموية‭ ‬الجديدة‭).‬‮  ‬

الأوعية‭ ‬الدموية‭ ‬المغذية‭ ‬للخلايا‭ ‬السرطانية‭ ‬تشهد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التشوهات‭ ‬بالموازنة‭ ‬مع‭ ‬الأوعية‭ ‬الدموية‭ ‬غبر‭ ‬السرطانية،‭ ‬وغالبًا‭ ‬ما‭ ‬تشتمل‭ ‬على‭ ‬نسبة‭ ‬عالية‭ ‬نسبيًا‭ ‬من‭ ‬الخلايا‭ ‬البطانية‭ ‬المتكاثرة،‭ ‬وزيادة‭ ‬في‭ ‬التعرج،‭ ‬وتشكل‭ ‬الغشاء‭ ‬القاعدي‭ ‬غير‭ ‬المنتظم‭. ‬حيث‭ ‬يعتقد‭ ‬أن‭ ‬النفاذية‭ ‬الناتجة‭ ‬من‭ ‬الأوعية‭ ‬الدموية‭ ‬المغذية‭ ‬للخلايا‭ ‬السرطانية‭ ‬يتم‭ ‬تنظيمها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬العوامل،‭ ‬مثل‭ ‬عامل‭ ‬نمو‭ ‬البطانة‭ ‬الوعائية‮ ‬‭(‬VEGF‭)‬‮ ‬والبراديكينين‭ ‬وأكسيد‭ ‬النيتريك‭ ‬والبروستاجلاندين‭ ‬والأنزيمات‭ ‬المعدنية‭ ‬المحللة‭ ‬للبروتين‭.‬‮ ‬

‮ ‬وبالتالي،‭ ‬لإيصال‭ ‬الأدوية‭ ‬إلى‭ ‬الخلايا‭ ‬السرطانية‭ ‬في‭ ‬الجسم‭ ‬الحي،‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬التغلب‭ ‬على‭ ‬المشاكل‭ ‬التالية‭: (‬1‭) ‬مقاومة‭ ‬الأدوية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الورم‭ ‬بسبب‭ ‬الحواجز‭ ‬الفسيولوجية‭ (‬العوامل‭ ‬غير‭ ‬الخلوية‭)‬،‭ (‬2‭) ‬مقاومة‭ ‬الأدوية‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الخلوي‭ (‬العوامل‭ ‬الخلوية‭)‬،‭ (‬3‭) ‬التوزيع‭ ‬والأيض‭ ‬وتخلص‭ ‬الجسم‭ ‬من‭ ‬الأدوية‭.‬‮ ‬

في‭ ‬العلاج‭ ‬الكيميائي،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يحدث‭ ‬مقاومة‭ ‬للأدوية‭ ‬بسبب‭ ‬ضعف‭ ‬الأوعية‭ ‬الدموية‭ ‬التي‭ ‬تؤدي‭ ‬دورا‭ ‬في‭ ‬تقليل‭ ‬وبشكل‭ ‬فعال‭ ‬من‭ ‬وصول‭ ‬الأدوية‭ ‬إلى‭ ‬الخلايا‭ ‬السرطانية،‭ ‬وبالتالي‭ ‬تحييد‭ ‬فعالية‭ ‬الأدوية‭. ‬يمكن‭ ‬للبيئة‭ ‬الحامضية‭ ‬في‭ ‬الأورام‭ ‬أيضًا‭ ‬أن‭ ‬تمنح‭ ‬المقاومة‭ ‬اتجاه‭ ‬الأدوية‭ ‬القاعدية،‭ ‬حيث‭ ‬يؤدي‭ ‬تأين‭ ‬هذه‭ ‬المركبات،‭ ‬إلى‭ ‬منع‭ ‬انتشارها‭ ‬عبر‭ ‬الغشاء‭ ‬الخلوي‭.‬‮  ‬‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬مقاومة‭ ‬الأورام‭ ‬للتدخل‭ ‬العلاجي‭ ‬بسبب‭ ‬العوامل‭ ‬الخلوية،‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬تصنيفها‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬التغيرات‭ ‬في‭ ‬الكيمياء‭ ‬الحيوية‭ ‬للخلايا‭ ‬الخبيثة‭ ‬كالتغير‭ ‬في‭ ‬نشاط‭ ‬أنظمة‭ ‬إنزيمات‭ ‬معينة‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬نشاط‭ ‬إنزيم‮ ‬‭(‬topoisomerase‭) ‬الذي‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى تعديل‭ ‬نظام‭ ‬موت‭ ‬الخلايا‭ ‬المبرمج،‭ ‬أو‭ ‬التغير‭ ‬في‭ ‬آليات‭ ‬النقل،‭ ‬مثل‭ ‬نظام‭ ‬تدفق‭ ‬البروتين‭ ‬السكري‮ ‬‭(‬p‭-‬glycoprotein‭)‬،‭ ‬المسؤول‭ ‬عن‭ ‬تعدد‭ ‬المقاومة‭ ‬للأدوية‮ ‬‭(‬MDR‭)‬‮ ‬،‭ ‬أو‭ ‬البروتين‭ ‬المرتبط‭ ‬بمقاومة‭ ‬الأدوية‭ ‬المتعددة‭ (‬‮ ‬‭(‬MRP‭.‬‮ ‬

تتميز‭ ‬الأدوية‭ ‬المضادة‭ ‬للسرطان‭ ‬عمومًا‭ ‬بتوزعها‭ ‬بكميات‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬الجسم‭. ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬أدوية‭ ‬مكافحة‭ ‬السرطان‭ ‬هي‭ ‬علاجات‭ ‬شديدة‭ ‬السمية‭ ‬،‭ ‬تهاجم‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الخلايا‭ ‬السرطانية‭ ‬والخلايا‭ ‬الطبيعية‭ ‬بسبب‭ ‬ضعف انتقائية‭ ‬العلاجات‭ ‬تجاه‭ ‬الخلايا‭ ‬السرطانية،‭ ‬وإن‭ ‬فعالية‭ ‬العلاج‭ ‬الكيميائي‭ ‬غالبًا‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬محدودة‭ ‬بسبب‭ ‬الآثار‭ ‬الجانبية،‭ ‬وهنا‭ ‬تأتي‭ ‬أهمية‭ ‬استخدام‭ ‬الجسيمات‭ ‬النانوية‭ ‬كوسيلة‭ ‬ناقلة‭ ‬للعلاجات،‭ ‬بهدف‭ ‬التغلب‭ ‬على‭ ‬المسببات‭ ‬المقاومة‭ ‬للعلاج‭ ‬وزيادة‭ ‬انتقائية‭ ‬العلاجات‭ ‬تجاه‭ ‬الخلايا‭ ‬السرطانية‭ ‬مع‭ ‬تقليل‭ ‬سميتها‭ ‬تجاه‭ ‬الخلايا‭ ‬السليمة‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬تصميم‭ ‬الجسيمات‭ ‬النانوية‭ ‬تصميماً‭ ‬مناسباً‭.‬‮ ‬

‮ ‬قد تعمل‭ ‬الجسيمات‭ ‬النانوية‭ ‬كوسيلة‭ ‬ناقلة‭ ‬للعلاجات‭ ‬بقدرة‭ ‬عالية‭ ‬على‭ ‬استهداف‭ ‬أنسجة‭ ‬أو‭ ‬خلايا‭ ‬الورم،‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬ما،‭ ‬مع‭ ‬حماية‭ ‬الدواء‭ ‬من‭ ‬التحطم‭ ‬المبكر‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬زيادة‭ ‬وقت‭ ‬وجود‭ ‬العلاج‭ ‬في‭ ‬الدم‭ ‬مما‭ ‬يساعد‭ ‬على‭ ‬تراكم‭ ‬الجسيمات‭ ‬النانوية‭ ‬بالاعتماد‭ ‬على‭ ‬الانتشار‭ ‬السلبي‭ (‬passive‭ ‬targeting‭)‬‮ ‬عبر‭ ‬الأوعية‭ ‬الدموية‭ ‬المتشوهة‭ ‬وأيضا‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬تحسين‭ ‬الانتقائية‭ ‬بإضافة جسم‭ ‬رابط‭ (‬ligand‭)‬‮ ‬على‭ ‬الجزيئات‭ ‬النانوية‮  ‬لتعزيز‭ ‬الاستهداف‭ ‬النشط‭ (‬‮ ‬active‭ ‬targeting‭) ‬على‭ ‬الخلية‭ ‬السرطانية،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬التحكم‭ ‬في‭ ‬كمية‭ ‬إطلاق‭ ‬محتوى‭ ‬الدواء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التحكم‭ ‬في‭ ‬بنية‭ ‬الجسيمات‭ ‬النانوية‭: ‬البوليمرات‭ ‬المستخدمة‭ ‬والطريقة‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬استخدامها‭ ‬في‭ ‬تغليف‭ ‬العلاج‭(‬encapsulation‭).‬‮ ‬

حيث‭ ‬أهتمّ‭ ‬الآن‭ ‬مع‭ ‬فريقي‭ ‬البحثي‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬نماذج‭ ‬من‭ ‬الفيتوسوم‭ (‬Phytosome‭) ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬أحد‭ ‬أنظمة‭ ‬التوصيل‭ ‬الحويصلي‭ ‬النانوي‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬الدهون‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬استخدامها‭ ‬لتغليف‭ ‬الأدوية‭ ‬والمواد‭ ‬الفعالة‭ ‬المشتقة‭ ‬من‭ ‬النباتات‭ ‬مثل‭ ‬المركبات‭ ‬متعددة‭ ‬الفينول‭.‬‮ ‬

يمكن‭ ‬أن‭ ‬يقلل‭ ‬الفيتوسوم،‭ ‬باعتباره‭ ‬نظامًا‭ ‬جديدًا‭ ‬لتوصيل‭ ‬المواد‭ ‬الدوائية،‭ ‬من‭ ‬المشاكل‭ ‬المرتبطة‭ ‬بقابلية‭ ‬الذوبان‭ ‬والتوافر‭ ‬الحيوي‭ ‬للمركبات‭ ‬الدوائية،‭ ‬مما‭ ‬يجعلها‭ ‬قابلة‭ ‬للتطبيق‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬تركيبات‭ ‬الأدوية‭. ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تفيد‭ ‬هذه‭ ‬النماذج‭ ‬شركات‭ ‬الأدوية‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتغليف‭ ‬كميات‭ ‬كافية‭ ‬من‭ ‬المكونات‭ ‬النباتية‭ ‬النشطة‭ ‬لإنتاج‭ ‬حاملات‭ ‬دوائية‭ ‬جديدة‭.‬‮ ‬

‮ ‬وغير‭ ‬ذلك،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تعزز‭ ‬الفيتوسومات‭ ‬التوافر‭ ‬البيولوجي‭ ‬للمركبات‭ ‬غير‭ ‬المستقرة‭ ‬في‭ ‬الجهاز‭ ‬الهضمي‭ ‬مما‭ ‬يساعد‭ ‬على‭ ‬تقليل‭ ‬جرعة‭ ‬الدواء‭. ‬وأيضاً‭ ‬تمتاز‭ ‬الفيتوسومات‭ ‬بسهولة‭ ‬التحضير‭ ‬ويمكن‭ ‬تحويل‭ ‬هذه‭ ‬الحاملات‭ ‬إلى‭ ‬خط‭ ‬تصنيع‭ ‬تجاري‭.‬‮ ‬‭ ‬‮ ‬الفيتوسوم‭ ‬مرشح‭ ‬قوي‭ ‬لجلب‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المركبات‭ ‬النانوية‭ ‬الطبيعية‭ ‬والمصنعة‭ ‬ونصف‭ ‬المصنعة‭ ‬إلى‭ ‬علاجات‭ ‬فعالة‭ ‬للسرطان‭ ‬وعلاج‭ ‬الجروح‭ ‬و‭ ‬الحروق‭ ‬والأمراض‭ ‬الأخرى،‭ ‬وتقنية‭ ‬الفيتوسوم‭ ‬تجعل‭ ‬من‭ ‬المركبات‭ ‬النانوية‭ ‬منصة‭ ‬تغليف‭ ‬رائعة‭ ‬لاستخدامها‭ ‬في‭ ‬الصياغة‭ ‬النانوية‭ ‬للمغذيات‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬العمل‭ ‬عليها‭ ‬لتعزيز‭ ‬فعالية‭ ‬العلاجات‭ ‬السرطانية‭ ‬بالبحث‭ ‬عن‭ ‬النموذج‭ ‬الأمثل‭ ‬لتعزيز‭ ‬التأثير‭ ‬التآزري‭ ‬للعلاجات،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الخط‭ ‬البحثي‭ ‬الآخر‭ ‬لمختبري‭ ‬المهتم‭ ‬بدراسة‭ ‬التداخلات‭ ‬الدوائية‭ ‬بين‭ ‬العلاجات‭ ‬المصنعة‭ ‬والمواد‭ ‬المستخلصة‭ ‬من‭ ‬الطبيعة‭.‬‮ ‬

‮ ‬

ما‭ ‬مدى‭ ‬علاقة‭ ‬النانو‭ ‬عمليا‭ ‬في‭ ‬الاستخدامات‭ ‬المثلى‭ ‬في‭ ‬العمليات‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬الجروح‭ ‬و‭ ‬المدة‭ ‬الزمنية‭ ‬اللازمة‭ ‬للعلاج‭ ‬؟‮ ‬

تسبب‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬العوامل‭ ‬الداخلية‭ ‬والخارجية‭ ‬أنواعًا‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬الجروح‭ ‬على‭ ‬الجلد‭. ‬التي‭ ‬تؤدي‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬للعدوى‭ ‬والالتهاب‭ ‬والجروح‭ ‬المزمنة‭ ‬غير‭ ‬القابلة‭ ‬للشفاء‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬التشوه‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬يحدث‭ ‬بسبب‭ ‬الجرح‭ ‬أو‭ ‬التأخر‭ ‬فى‭ ‬التئام‭ ‬الجروح‭ ‬لدى‭ ‬بعض‭ ‬المرضى،‭ ‬مما‭ ‬يشكل‭ ‬تحدياً‭ ‬للعاملين‭ ‬بهذا‭ ‬المجال‭ ‬من‭ ‬الأطباء‭ ‬ومصممي‭ ‬الأدوية‭ ‬ومطوريها‭.‬‮  ‬

أدى‭ ‬تطوير‭ ‬تقنية‭ ‬النانو‭ ‬في‭ ‬الطب‭ ‬الحيوي‭ ‬إلى‭ ‬ظهور‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬والطرق‭ ‬والأهداف‭ ‬العلاجية‭ ‬الجديدة‭ ‬لعلاج‭ ‬الجروح،‭ ‬التي‭ ‬يُعتقد‭ ‬أن‭ ‬لها‭ ‬آفاقًا‭ ‬كبيرة‭.‬‮  ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬عددا‭ ‬متزايدا‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬النانوية‭ ‬الجديدة‭ ‬تم‭ ‬استخدامها‭ ‬في‭ ‬التئام‭ ‬الجروح‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬وتمتاز‭ ‬بأن‭ ‬لها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الآليات‭ ‬مثل‭ ‬جسيمات‭ ‬أوكسيد‭ ‬الزنك‭ ‬النانوي‭ (‬ZnO‭ ‬NPs‭) ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬زيادة‭ ‬ترسب‭ ‬الكولاجين‭ ‬والكالسيوم‭ ‬في‭ ‬الخلايا‭ ‬السليمة‭ ‬وفي‭ ‬عدد‭ ‬قليل‭ ‬من‭ ‬الخلايا‭ ‬الالتهابية؛‭ ‬مما‭ ‬يعجّل‭ ‬التئام‭ ‬الجروح‭.‬‮ ‬

وجسيمات‭ ‬السيليكون‭ ‬النانوية‭ (‬SiNPs‭) ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬أنشطة‭ ‬مضادات‭ ‬الميكروبات‭ ‬والمضادات‭ ‬الحيوية‭ ‬للمواد‭ ‬الفعالة‭.‬‮ ‬

وجسيمات‭ ‬الفضة‭ ‬النانوية‭ (‬AgNPs‭) ‬التي‭ ‬أظهرت‭ ‬انخفاضًا‭ ‬ملحوظًا‭ ‬في‭ ‬نمو‭ ‬الكائنات‭ ‬الدقيقة؛‭ ‬وتعمل‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬التكاثر‭ ‬والهجرة‭ ‬للخلايا‭ ‬الطبيعة‭ ‬مما‭ ‬ينعكس‭ ‬على‭ ‬سرعة‭ ‬التئام‭ ‬الجروح‭.‬‮ ‬

وأيضاً‭ ‬الغشاء‭ ‬الليفي‭ ‬النانوي‭ (‬Nanofibrous‭ ‬membrane‭) ‬أظهر‭ ‬تحسناً‭ ‬في‭ ‬عوامل‭ ‬نمو‭ ‬الأوعية‭ ‬الدموية،‭ ‬وانخفاضا‭ ‬واضحا‭ ‬في‭ ‬العوامل‭ ‬المسببة‭ ‬للالتهابات؛‭ ‬مما‭ ‬يسرع‭ ‬الشفاء‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬إعادة‭ ‬التهيئة‭ ‬الكاملة‭ ‬للجلد،‭ ‬وسد‭ ‬العيوب‭ ‬واستعادة‭ ‬وظيفة‭ ‬وجمالية‭ ‬المظهر‭ ‬الخارجي‭ ‬للجلد‭. ‬ويتحصّل‭ ‬ذلك‭ ‬بسرعة‭ ‬مع‭ ‬تطور‭ ‬تقنية‭ ‬النانو‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬حل‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬مشاكل‭ ‬الجلد‭ ‬مثل‭ ‬تعزيز‭ ‬التئام‭ ‬الجروح‭ ‬ومنع‭ ‬تكون‭ ‬الندبات‭. ‬وتتمتع‭ ‬بإمكانيات‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬تجديد‭ ‬بصيلات‭ ‬الشعر‭ ‬وتحسين‭ ‬التصبغ‭ ‬غير‭ ‬الطبيعي‭.‬‮  ‬

‮ ‬

كيف‭ ‬ترى‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬العلوم‭ ‬الطبية‭ ‬الدوائية‭ ‬للأطباء‭ ‬العرب‭ ‬و‭ ‬المسلمين‭ ‬الأوائل‭ ‬و‭ ‬علم‭ ‬الصيدلة‭ ‬الحديث؟‭ ‬هل‭ ‬تلمس‭ ‬العلاقة‭ ‬فعلياً‭ ‬أم‭ ‬أن‭ ‬التكنلوجيا‭ ‬أثرت‭ ‬على‭ ‬نسيانها؟‮ ‬

ظلت‭ ‬الفترة‭ ‬الزمنية‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬إلى‭ ‬القرن‭ ‬الثالث‭ ‬عشر‭ ‬تُعرف‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬الفترة‭ ‬الذهبية‭ ‬للعالم‭ ‬العربي‮»‬‭ ‬،‭ ‬ويحتل‭ ‬الطب‭ ‬والصيدلة‭ ‬مكانًا‭ ‬مهمًا‭ ‬بين‭ ‬العلوم‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬تدريسها‭.‬‮  ‬وفي‭ ‬تاريخ‭ ‬الطب،‭ ‬يشير‭ ‬الطب‭ ‬الإسلامي‭ ‬المعروف‭ ‬أيضًا‭ ‬باسم‭ ‬الطب‭ ‬العربي،‭ ‬إلى‭ ‬علم‭ ‬الطب‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬تطويره‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬الذهبي‭ ‬الإسلامي،‭ ‬والمكتوب‭ ‬باللغة‭ ‬العربية‭.‬‮ ‬

تمكن‭ ‬العرب‭ ‬من‭ ‬استخدام‭ ‬مواردهم‭ ‬الثقافية‭ ‬والطبيعية‭ ‬وروابطهم‭ ‬التجارية‭ ‬للمساهمة‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬القوة‭ ‬وتطوير‭ ‬العلوم‭ ‬الطبية‭ ‬و‭ ‬منها‭ ‬الصيدلة‭ ‬حيث‭ ‬عرفت‭ ‬الحضارة‭ ‬العربية‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المركَّبات‭ ‬الدوائيَّة‭ ‬بصورة‭ ‬علميَّة‭ ‬وفعَّالة‭ ‬وبطريقة‭ ‬جديدة‭. ‬ومع‭ ‬بدايات‭ ‬الدولة‭ ‬الإسلامية‭ ‬أخذ‭ ‬المسلمون‭ ‬بأسباب‭ ‬العلم‭ ‬والحضارة‭. ‬واعتنوا‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬الكتب‭ ‬اليونانية‭ ‬بكتاب المادة‭ ‬الطبية‭ ‬في‭ ‬الحشائش‭ ‬والأدوية‭ ‬المفردة الذي‭ ‬وضعه‭ ‬ديسقوريدس‭ (‬80م‭) ‬وكتابه‭ ‬هو‮ «‬المادة‭ ‬الطبية‮ ‬Materia‭ ‬Medica‮»‬،‭ ‬وترجموه‭ ‬عدة‭ ‬مرات‭ ‬أشهرها‭ ‬اثنتان‭: ‬ترجمة‭ ‬حنين‭ ‬بن‭ ‬إسحاق‭ ‬في‭ ‬بغداد،‭ ‬وترجمة‭ ‬أبي‭ ‬عبدالله‭ ‬الصقلّي‭ ‬في‭ ‬قرطبة‭.‬‮ ‬

‮ ‬وفي‭ ‬وقت‭ ‬لاحق‭ ‬قام‭ ‬العلماء‭ ‬العرب‭ ‬والمسلمون‭ ‬بفضل‭ ‬خبرتهم‭ ‬وممارستهم‭ ‬بالتطوير‭ ‬والإضافة‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬فات‭ ‬ديسقوريدس،‭ ‬و‭ ‬لعل‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬المعاجم‭ ‬الطبية‭ ‬هو‭ ‬معجم‭ ‬النبات لأبي‭ ‬حنيفة‭ ‬الدينوري‭ (‬282هـ،‭ ‬895م‭)‬،‭ ‬والفلاحة‭ ‬النبطية لابن‭ ‬وحشية‭ (‬318هـ،‭ ‬930م‭) ‬والفلاحة‭ ‬الأندلسية لابن‭ ‬العوام‭ ‬الأشبيلي،‭ ‬وهؤلاء‭ ‬يعتبرون‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬الركائز‭ ‬الأساسية‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬الأدوية،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭: ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زكريا‭ ‬الرازي‭ (‬865‭ – ‬915‭) ‬عمل‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬الاستخدامات‭ ‬الطبية‭ ‬للمواد‭ ‬الكيميائية،‭ ‬وأبو‭ ‬القاسم‭ ‬الزهراوي‭ (‬936‭ – ‬1013‭) ‬يعتبر‭ ‬الرائد‭ ‬في‭ ‬تحضير‭ ‬الأدوية‭ ‬بالتسامي‭ ‬والتقطير،‭ ‬وأيضاً‭ ‬سابور‭ ‬بن‭ ‬سهل‭ ‬كان‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬دستوراً‭ ‬للأدوية‭ ‬واصفاً‭ ‬فيه‭ ‬أنواعاً‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬الأدوية‭ ‬لأمراض‭ ‬مختلفة،‭ ‬والبيروني‭ (‬973‭ – ‬1050‭) ‬كتب‭ ‬أكثر‭ ‬الكتب‭ ‬الإسلامية‭ ‬قيمة‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬الأدوية‭ ‬بعنوان‭ (‬كتاب‭ ‬الصيدلة‭)‬،‭ ‬حيث‭ ‬وضح‭ ‬فيه‭ ‬معلومات‭ ‬تفصيلية‭ ‬عن‭ ‬الأدوية،‭ ‬وحدد‭ ‬دور‭ ‬الصيدلية‭ ‬ووظائف‭ ‬وواجبات‭ ‬الصيدلي،‭ ‬وابن‭ ‬سينا‭ ‬أيضاً‭ ‬وصف‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬700‭ ‬تركيبة‭ ‬مختلفة‭ ‬مع‭ ‬خصائصها‭ ‬وطريقة‭ ‬عملها‭ ‬ودواعي‭ ‬استعمالها‭. ‬وقد‭ ‬كتب‭ ‬مجلدا‭ ‬كاملا‭ ‬في‭ ‬الأدوية‭ ‬البسيطة‭ ‬بعنوان‭ (‬القانون‭ ‬في‭ ‬الطب‭).‬‮  ‬

‮ ‬وكان‭ ‬للعلماء‭ ‬العرب‭ ‬والمسلمين‮  ‬دور‭ ‬واضح‭ ‬ومهم‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬معيار‭ ‬للجودة‭ ‬النوعية‭ ‬للمنتجات‭ ‬الدوائية‭ ‬ففي‭ ‬بغداد‭ ‬تم‭ ‬تأسيس‭ ‬أول‭ ‬صيدلية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬753‭ ‬ميلاديا‭ ‬أثناء‭ ‬فترة‭ ‬الخلافة‭ ‬العباسية‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬العصر‭ ‬الذهبي‭ ‬للإسلام‭. ‬ومع‭ ‬بداية‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬الميلادي‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬الصيدليات‭ ‬منظمة‭ ‬بقوانين‭ ‬من‭ ‬الدولة‭. ‬وكما‭ ‬هو‭ ‬معلوم‭ ‬فإن‭ ‬العلوم‭ ‬بمختلف‭ ‬مجالاتها‭ ‬وفروعها‭ ‬هي‭ ‬تراكمية‭ ‬حيث‭ ‬أثبت‭ ‬المؤرخون‭ ‬المتخصصون‭ ‬في‭ ‬العلوم‭ ‬أن‭ ‬المعرفة‭ ‬العلمية‭ ‬هي‭ ‬عملية‭ ‬اكتساب‭ ‬ثقافي‭ ‬تستند‭ ‬إلى‭ ‬التطورات‭ ‬السابقة،‭ ‬فبالتأكيد‭ ‬هنالك‭ ‬علاقة‭ ‬قوية‭ ‬ووثيقة‭ ‬بين‭ ‬التاريخ‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬العلوم‭ ‬الطبية‭ ‬والصيدلة‭ ‬بالتحديد‭ ‬والتطور‭ ‬الذي‭ ‬شهده‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬خلال‭ ‬القرون‭ ‬التي‭ ‬تبعت‭ ‬العصر‭ ‬الذهبي‭ ‬الإسلامي‭. ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الوقوف‭ ‬على‭ ‬إنجازات‭ ‬العمالقة‭ ‬من‭ ‬العلماء‭ ‬السابقين،‭ ‬لهذا‭ ‬فإن‭ ‬تكنلوجيا‭ ‬اليوم‭ ‬هي‭ ‬نتاج‭ ‬التجارب‭ ‬والبحث‭ ‬والفشل‭ ‬والتطوير‭ ‬لمحاولات‭ ‬الماضي‭….‬

‮ ‬

هل‭ ‬توجد‭ ‬أعشاب‭ ‬في‭ ‬البيئة‭ ‬العراقية‭ ‬تحتاج‭ ‬الى‭ ‬اكتشافات‭ ‬دوائية؟‭ ‬و‭ ‬هل‭ ‬يتجه‭ ‬الدراسون‭ ‬إليها‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬الحديث‭ ‬تحقيقاً‭ ‬لأهميتها؟‮  ‬

يتميز‭ ‬العراق‭ ‬بالتنوع‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬النباتات‭ ‬البرية‭ ‬بسبب‭ ‬التنوع‭ ‬الجغرافي‭ ‬والظروف‭ ‬المناخية،‭ ‬حيث‭ ‬يوجد‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬363‭ ‬نوعًا‭ ‬من‭ ‬النباتات‭ ‬الطبية‭ ‬تنتمي‭ ‬إلى‭ ‬حوالي‭ ‬270‭ ‬جنساً‭ ‬من‭ ‬حوالي‭ ‬98‭ ‬عائلة‭ ‬وكما‭ ‬يمتلك‭ ‬العراق‭ ‬تاريخا‭ ‬قديما‭ ‬جدا‭ ‬في‭ ‬الطب‭ ‬الشعبي‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬العصر‭ ‬السومري‭ (‬3000-1970‭ ‬قبل‭ ‬الميلاد‭) ‬ثم‭ ‬إلى‭ ‬الحقبة‭ ‬البابلية‭ ‬والآشورية‭ (‬1970-589‭ ‬قبل‭ ‬الميلاد‭).‬‮ ‬

‮ ‬كانت‭ ‬بابل‭ ‬ونينوى‭ ‬مركزين‭ ‬للحضارة‭ ‬العالمية‭. ‬أيضا‭ ‬كان‭ ‬حمورابي‭ (‬2067‭ – ‬2025‭ ‬ق‭.‬م‭) ‬قد‭ ‬شجع‭ ‬شعب‭ ‬بلاد‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬النهرين‭ ‬على‭ ‬زراعة‭ ‬النباتات‭ ‬الطبية‭ ‬التي‭ ‬ازدهرت‭ ‬في‭ ‬عهده،‭ ‬حيث‭ ‬وجدت‭ ‬لوحة‭ ‬طينية‭ ‬في‭ ‬بلاد‭ ‬الرافدين‭ ‬تعود‭ ‬لتلك‭ ‬الحقبة‭ ‬تظهر‭ ‬التشجيع‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬النباتات‭ ‬في‭ ‬العلاج‭. ‬وبكل‭ ‬تأكيد‭ ‬كل‭ ‬بيئة‭ ‬متنوعة‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الاكتشاف،‭ ‬ولأن‭ ‬استخدام‭ ‬النباتات‭ ‬كأدوية‭ ‬ممتد‭ ‬لآلاف‭ ‬السنين‭ ‬أخذت‭ ‬هذه‭ ‬الأدوية‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬شكل‭ ‬أدوية‭ ‬خام‭ ‬مثل‭ ‬الصبغات،‭ ‬والشاي،‭ ‬والكمادات،‭ ‬والمساحيق،‭ ‬والتركيبات‭ ‬العشبية‭ ‬الأخرى‭. ‬وتم‭ ‬نقل‭ ‬النباتات‭ ‬المحددة‭ ‬التي‭ ‬سيتم‭ ‬استخدامها‭ ‬وطرق‭ ‬علاجها‭ ‬لأمراض‭ ‬معينة‭ ‬عبر‭ ‬التاريخ‭ ‬الشفوي‭. ‬وفي‭ ‬النهاية‭ ‬تم‭ ‬تسجيل‭ ‬المعلومات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالنباتات‭ ‬الطبية‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬الحديث،‭ ‬حيث‭ ‬اشتمل‭ ‬استخدام‭ ‬النباتات‭ ‬كأدوية‭ ‬على‭ ‬عزل‭ ‬المركبات‭ ‬النشطة،‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬عزل‭ ‬المورفين‭ ‬عن‭ ‬الأفيون‭ ‬في‭ ‬أوائل‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬شجع‭ ‬على‭ ‬اكتشاف‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأدوية‭ ‬من‭ ‬النباتات‭ ‬الطبية‭ ‬كعزل‭ ‬الكوكايين،‭ ‬والكوديين،‭ ‬والديجيتوكسين،‭ ‬والكينين،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬المورفين،‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬بعضها‭ ‬قيد‭ ‬الاستخدام،‭ ‬وأحد‭ ‬أهم‭ ‬المركبات‭ ‬التي‭ ‬تستخدم‭ ‬في‭ ‬علاج‭ ‬السرطان‭ ‬وهو‭ ‬تاكسول‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬اكتشافه‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1988‭ ‬وهو‭ ‬مركب‭ ‬محضر‭ ‬من‭ ‬لحاء‭ ‬شجر‭ ‬طقسوس‭ ‬باسيفيكي‭. ‬واليوم‭ ‬يشهد‭ ‬علم‭ ‬اكتشاف‭ ‬الأدوية‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الطرق‭ ‬لاكتشاف‭ ‬المركبات‭ ‬الدوائية‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬العزل‭ ‬من‭ ‬النباتات‭ ‬والمصادر‭ ‬الطبيعية‭ ‬الأخرى،‭ ‬والكيمياء‭ ‬التركيبية،‭ ‬والكيمياء‭ ‬التوليفية،‭ ‬والنمذجة‭ ‬الجزيئية‭ ‬باستخدام‭ ‬البرامج‭.‬‮  ‬

‮ ‬ولهذا‭ ‬إذا‭ ‬تم‭ ‬استغلال‭ ‬التنوع‭ ‬البيئي‭ ‬والنباتي‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬العراق‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إنشاء‭ ‬محميات‭ ‬طبيعية‭ ‬ومراكز‭ ‬أبحاث‭ ‬متخصصة‭ ‬تجمع‭ ‬المتخصصين‭ ‬بمتخلف‭ ‬مجالات‭ ‬البحث‭ ‬العلمي‭ ‬في‭ ‬العلوم‭ ‬الصيدلانية‭ ‬كتقنيات‭ ‬الصيدلة‭ ‬وعلم‭ ‬كيمياء‭ ‬العقاقير‭ ‬واكتشاف‭ ‬و‭ ‬تصميم‭ ‬الدواء‭ ‬سيجعل‭ ‬من‭ ‬أرض‭ ‬العراق‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬مصادر‭ ‬اكتشاف‭ ‬وتصنيع‭ ‬وتطوير‭ ‬المركبات‭ ‬الفعالة‭ ‬التي‭ ‬سوف‭ ‬تنعكس‭ ‬على‭ ‬اقتصاد‭ ‬البلاد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعزيز‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬والدوائي‮ ‬وضمان‭ ‬حصول‭ ‬كافة‭ ‬المواطنين‭ ‬على‭ ‬الدواء‭ ‬ذي‭ ‬الجودة‭ ‬العالية‭ ‬والفاعلية‭ ‬والسعر‭ ‬المناسب لمواجهة‭ ‬الأزمات‭ ‬الصحية‭ ‬التي‭ ‬مر‭ ‬بها‭ ‬العالم‭ ‬،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬إنعاش‭ ‬الصادرات‭ ‬الدوائية،‭ ‬حيث‭ ‬أصبحت‭ ‬تجارة‭ ‬الدواء‭ ‬تصنف‭ ‬ضمن‭ ‬الخمس‭ ‬صناعات‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬‮ ‬

ما‭ ‬هي‭ ‬مشاريع‭ ‬أبحاثك‭ ‬الجديدة؟‭ ‬وما‭ ‬هو‭ ‬طموحك‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬الصيدلة‭ ‬داخل‭ ‬محيط‭ ‬الجامعة‭ ‬وخارجه؟‮ ‬

أعمل‭ ‬حاليا‭ ‬مع‭ ‬خمسة‭ ‬فرق‭ ‬بحثية،‭ ‬نهتم‭ ‬بدراسة‭ ‬وتطوير‭ ‬نماذج‭ ‬نانوية‭ ‬لتحميل‭ ‬وتحسين‭ ‬إيصال‭ ‬المواد‭ ‬الفعالة‭ ‬لعلاج‭ ‬كلّ‭ ‬من‭ ‬السرطان‭ ‬والجروح‭ ‬والحروق‭ ‬وكما‭ ‬نهتم‭ ‬بدراسة‭ ‬واكتشاف‭ ‬المواد‭ ‬التي‭ ‬تؤدي‭ ‬دوراً‭ ‬مهماً‭ ‬جدا‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬تحدي‭ ‬البكتريا‭ ‬المقاومة‭ ‬للعلاج‭.‬‮ ‬

‮ ‬ونهتم‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬دراسة‭ ‬التداخل‭ ‬الدوائي‭ ‬الغذائي‭ ‬في‭ ‬علاج‭ ‬مرض‭ ‬السكري‭ ‬ودراسة‭ ‬الاستخدامات‭ ‬التقليدية‭ ‬للنباتات‭ ‬الطبية‭ ‬لدى‭ ‬المجتمعات‭ ‬المحلية،‭ ‬ودراسة‭ ‬مدى‭ ‬وعي‭ ‬الأفراد‭ ‬وسلوكهم‭ ‬تجاه‭ ‬استخدام‭ ‬العلاجات‭ ‬بشكل‭ ‬آمن‭ ‬والعوامل‭ ‬التي‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬السلوك‭.‬‮ ‬‭ ‬بخصوص‭ ‬طموحي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬البحث‭ ‬العلمي،‭ ‬أطمح‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭ ‬نماذج‭ ‬ناقلة‭ ‬للمواد‭ ‬الفعالة‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تحسين‭ ‬السلامة‭ ‬والفعالية‭ ‬لهذه‭ ‬المركبات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التحكم‭ ‬في‭ ‬موقع‭ ‬ومعدل‭ ‬ووقت‭ ‬إطلاق‭ ‬دواء‭ ‬معين‭ ‬في‭ ‬الجسم‭ ‬بأفضل‭ ‬سعر‭ ‬وأفضل‭ ‬انتقائية‭ ‬ممكنة‭ ‬لتترجم‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬منتج‭ ‬يخدم‭ ‬الإنسان‭. ‬أما‭ ‬طموحي‭ ‬داخل‭ ‬الجامعة‭ ‬فالطالب‭ ‬هو‭ ‬محوري‭ ‬الأساسي‭ ‬وأخي‭ ‬وزميلي‭ ‬الذي‭ ‬أسعى‭ ‬إلى‭ ‬إنجاز‭ ‬دور‭ ‬محوري‭ ‬في‭ ‬حياته‭. ‬وذلك‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تشجيعه‭ ‬وتحميسه‭ ‬على‭ ‬التعلم‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭ ‬وذلك‭ ‬بتحليل‭ ‬حاجات‭ ‬ورغبات‭ ‬الطلبة‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬طريقة‭ ‬لإظهار‭ ‬الإبداع‭ ‬لدى‭ ‬الطلاب‭ ‬لخلق‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الدافعية‭ ‬للتعلم‭ ‬والتطور‭ ‬لديهم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أفكار‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تحفيز‭ ‬الطلاب‭ ‬واستدراجهم‭ ‬لحب‭ ‬العلم‭ ‬والتعلم‭.‬‮ ‬

مشاركة