تستوقفنا أحيانا صور بين ما مضى من الزمن وما نحن فيه،وعند ذاك تبدأ ذاكرتنا بالتأمل والمقارنة والسؤال…
ولربما من الصدف أن تجد ظاهرة من الخدمات التي كانت متاحة في فترة مضت ونحن لم نهتم بفائدتها في الشارع وقتذاك ،تلك كانت الإشارة الضوئية المرورية في عام شوارعنا وتقاطعاتها،ليس بقصد تجاهلها ولكنها كانت أمرا طبيعيا نتقيد بأضوائها وهي تتغير بتوقيتات معينة تم برمجتها بما تناسب حركة السير والمارة وزخم السيارات،وكان معظمنا لا يحب فيها غير ضوئها الاخضر الذي يسمح لنا بالحركة او العبور ونحن نتسابق على خطوط العبور البيضاء التي كانت شوارعنا مؤثثة بها مع علامات الاتجاه والحركة والتوقف ….
أنها سلامة المرور والحفاظ على ارواح المارة والسائقين وتفادي الازدحام والاختناقات المروريه ناهيك عن صور التحضر والنمو والتطور الذي غالبا ماتكون وجها للمقارنة والتنــافس بين العواصم والمدن على مدى تحضر وتقدم مستخدميها.
ولطالما كان بلدنا سَبّاقاً فيها وتحديثها وامتثال أبنائه بها، والمفارقة الغريبة الان هو تجاهلها والاســـــــــتغناء عنها حتى صار شبابنا واولادنا لايرونها الا علامات لا أهمية لها ولا ضرورة لاستخــــــــــدامها،في الوقت الذي كنا نتعلمها وندرسها حتى في دروسنا المدرسية ونحن اطفال ونتعلم كيف نحترم رجل المرور وإشارة يديه…
أقول أن هذه الحقيقة باتت تؤلمنا ونحن نمر بها في شوارعنا دون أن نلتفت إليها أو نعير لها أية اهمية،بل والاغرب من ذلك انها لاتزال شاخصة في شوارعنا وتتقطع اضوائها آلياً ونحن نمر بها لا نحسب لأهميتها معتمدين بإشارة يد رجل المرور بدلا عنها..
لقد فقدنا بنسيانها جزءا من أخلاقنا وتربيتنا واستبدلناها بالتجاوز والتعرض عليها،فهل ياترى لنا كرة أخرى معها،فقط لنعيد لأنفسنا وبلدنا أخلاقنا واحترامنا ولنعلم جيل الحاضر أنه لايقل عن جيلنا بالرقي والثقافة والحياة؟!!