
الخسفة وأصحاب الأخدود
قيس الدباغ
تقع حفرة الخسفة جنوبي الموصل وتكونت عن طريق ذوبان الصخور الكلسية .
والمنطقة برمتها تتكون من كهوف وانفاق طويلة أحيانا وطبيعية. وتعتبر حفرة الخسفة أعمق نقطة في هذا المحيط الجيولوجي، ولها فتحة واسعة جدا وتنحدر إلى أعماق تتجاوز 100 متر تقريبا، وحين سيطر تنظيم داعش على محافظة نينوى استغل هذه الحفرة لدفن ضحاياه من المدنيين والعسكريين ومن شتى مكونات المجتمع، ففيها العربي والكردي والسني والشيعي والتركماني والايزيدي والعسكري والمدني والنساء والأطفال والشباب والشيوخ .
السؤال ماالسر الذي يكمن في هذه الحفرة ؟وماسبب تقاعس الجميع عن كشف أسرار هذه الحفرة ؟
إن الوصول إلى أعداد البشر المغدورين في هذه الحفرة والذين يقدرون بالآلاف وقد يربو عددهم على عشرة آلاف هذه الأعداد المخيفة تبطل مزاعم وتبريرات الجهة المسؤولة عن سقوط أرض نينوى بيد داعش حيث دأبت أبواق الدعاية والاعلام وقنوات الضلالة على ترويج فكرة تعاون أهل نينوى مع الفكر الداعشي، وحين يتم الكشف عن حجم المأساة يبطل هذا الزيف والكذب وتحرييف الحقائق وتظهر الحقيقة الساطعة بمقاومة أهل نينوى لهذا الفكر الظلامي.
والخسفة ليست الأولى ضمن نطاق محافظة نينوى فهناك مقابر جماعية أخرى وخسفات عديدة مثل خسفة ( علو عنتر ) في تلعفر على سبيل المثال لا الحصر ومقابر سنجار الجماعية وهناك أمر آخر مريب حيث ضمت الخسفات ضباط من الجيش السابق متقاعدين وليس لهم أية علاقة بمقاومة داعش وكل ذنبهم انهم كانوا في يوم من الأيام ضباط في جيش سابق تم حله كذلك حوت الخسفات على رجال دين وخطباء وطلاب جامعات ومربيات فاضلات من سلك التعليم والكثير من شرائح المجتمع فأي تعاون أو تفاعل أو تقبل لهذا الفكر، إن فتح المقابر يهتك الأستار البالية التي اختبأ خلفها الذين خططوا ونفذوا مؤامرة سقوط أرض نينوى بيد داعش، فتح المقابر يميط اللثام عن أخطر وأقوى مؤامرة حيكت بخبث بحق هذا الشعب المظلوم ، والأخطر من هذا وذاك تلاقي مصالح الشياطين والأبالسة حيث سعى الدواعش إلى محاولة تغييب هذه الحفرة ورموا بها هياكل باصات القديمة والمعروفة بالعراق بأسم باص الريم حمولة 44 راكب وكم هائل من هياكل السيارات القديمة والمحروقة ثم قاموا بتغطيتها بالتراب ،ولكن الوقت لم يمهلهم إذ داهمتهم جحافل الحق من ابطال تحرير الموصل ففروا والعجيب بالأمر أن هنالك جهات غير معروفة قامت بأكمال عمليات الدفن والتسوية الترابية بعد معارك التحرير.
مهما جرى ومهما طال الزمن لابد لصرخات وأنين الضحايا أن يشق جدار الصمت والسرية وتنهض الحقائق من تحت التراب والركام و تسطع الحقائق ويحترق الفيديو الذي يصور شلة قليلة من الأطفال يرمون عجلة الجيش بالحجارة وتلجم أفواه المحللين السياسين المطبلين في القنوات التلفزيونية ليغيبوا حقائق سقوط ثلث أرض العراق بيد عصابة مارقة ضعيفة العدد والعدة، إن آهات ونشيج اليتامى ودموع الأمهات والزوجات الثكالى وصل إلى السماء السابعة ولو شاء الله ونزل كتابا بعد المصحف الشريف لأنزل سورة في ضحايا الخسفة وداعش كما ذكر اخوانهم أصحاب الأخدود .
رحم الله شهداء الخسفات ورحم الله كل ضحايا داعش ورحم الله كل شهداء العراق (فتربصوا انا معكم متربصون ) والله غالب على أمره.