الخروج من عنق الزجاجة
بعد مرور ثلاثة عشر عاماً من التغيير ، لم نر شيئا يذكر ! يعالج تبعات النظام السابق ، وبعد هدوء وترقب ، جاءتنا ريح عاصفة من الانتخابات بشعار الديمقراطية! وبدأت الأحزاب تتصارع في كسب ود الشعب ، عبر وعودهم لتغيير حياتهم الصعبة .
فوضعوا دستوراً مات قبل ان يولد !! في زمن برايمر ، يخدم مصالحهم وعدم النظر الى متطلبات واقع الشارع العراقي ، وكانت وعودهم تذهب بعد الانتخابات، وتذهب الاحلام الوردية لأسعاد المواطن وتغيير حاله.
فادخلوا البلد في طرق غير مدروسة وفوضوية وبرغم الموازنات الكبيرة ، اصبح العراق من اوائل الدول في الفساد الاداري ! بوجود الشركات الوهمية ، والقضاء على المنتوج المحلي ، من الصناعة والزراعة ، والاعتماد على المستورد مما ولد الى كثرة العاطلين عن العمل وزيادة الجرائم وفقدان الامن ، وسياستهم الخاطئة وتدخل الدول الاقليمية والجوار في قرارهم السياسي، ووضعوا البلاد بين مفترق طرق ، القتال الطائفي ام تقسيم البلد ! ونزول اسعار النفط اكملت في تقشف الدولة وتوقف المشاريع ، ووصل العراق الى عنق الزجاجة ، لا يعرفوا حلولا ومعالجة الازمة ، الا بطرح مسميات التغيير والاصلاح ! التي لاجدوى لها مادام الاساس الخاطئ نفسه ، وما علينا الآن هو وضع ستراتيجية متطورة تعالج جميع السلبيات والازمات الخانقة ! عبر تشجيع الانتاج المحلي والعمل على استثمار الطاقات المعطلة وبناء واعادة المصانع والمعامل العراقية ، وترشـــــيق الوزارات وتخفيض رواتبهم الكبيرة، وطرح مشـــروع استثماري مشترك بين الدولة والمواطن وتحـــــريك القوة الشرائية والاقتصاد العراقي ، وبنــــاء الخدمات الاساسية الموحدة ، والعمل على استثمار مساحات الشوارع التجارية الفارغة مع المواطن وتغيير وانشاء شركة عراقية ، تقــــوم على تغيير الواجهات القديمة للعمارات والمحلات التجارية وبالقسط الشهري مع صاحب العقار.
وبهذا سوف نخلق الثقة المتبادلة مع المواطن وتشغيل جميع العاطلين وتحريك العملة العراقية المجمدة وضمان عدم استغلالها من قبل اصحابها في طرق غير مشروعة، علينا ان نعمل ونخطط لنضع ستـــــراتيجية للسنوات القادمة ، في معالجة استصلاح التربة وتشجيع الفلاح وتقليل الاستيراد ، وتحركـــــــنا يكون على ضوء خطة موجودة برغم تغيير المسميات من الكتل البرلمانية ، واختلافاتها السياسية ، والقضاء على المفسدين والتحزبية المتعددة والمتخفية بغطاء الدين .
عبود حسن