الحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬الكردستاني‭: ‬73‭ ‬عاماً‭ ‬من‭ ‬النضال‭ ‬ – خالدة‭ ‬خليل‭ ‬

حين‭ ‬يبلغ‭ ‬عمر‭ ‬حزب‭ ‬ما‭ ‬(‭ ‬أي‭ ‬حزب‭ ‬)‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬73‭ ‬عاما،‭ ‬فهذا‭ ‬يعني‭ ‬ان‭ ‬لذلك‭ ‬الحزب‭ ‬تاريخ‭ ‬وله‭ ‬جذور‭ ‬راسخة‭ ‬في‭ ‬العمق‭ ‬،‭ ‬وله‭ ‬حاضنة‭ ‬شعبية‭ ‬وبشرية‭ ‬اعانته‭ ‬على‭ ‬الديمومة‭ ‬والاستمرار‭. ‬فكيف‭ ‬اذا‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬الحزب‭ ‬يمثّل‭ ‬هوية‭ ‬أمة،‭ ‬وتطلعات‭ ‬شعب،‭ ‬ويحمل‭ ‬راية‭ ‬التحرر‭ ‬الإنساني‭ ‬المنتمي‭ ‬لكل‭ ‬حركات‭ ‬التحرر‭ ‬العالمية‭. ‬

‭ ‬حزب‭ ‬عرفت‭ ‬نضاله‭ ‬الجبال‭ ‬والسهول،‭ ‬والمدن‭ ‬والقرى،‭ ‬النهارات‭ ‬والليالي،‭ ‬لكونه‭ ‬يمثل‭ ‬ذاكرةً‭ ‬لآلاف‭ ‬المناضلين‭ ‬الذين‭ ‬حملوا‭ ‬دمهم‭ ‬على‭ ‬أكفّهم‭ ‬دفاعاً‭ ‬عن‭ ‬مستقبلهم‭ ‬ومستقبل‭ ‬أجيالهم‭ ‬حتى‭ ‬غدا‭ ‬أسم‭ ‬(‭ ‬الحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬الكردستاني‭ ‬)‭ ‬الذي‭ ‬أسّسه‭ ‬الثائر‭ ‬الخالد‭ ‬الملا‭ ‬مصطفى‭ ‬البارزاني،‭ ‬هو‭ ‬صوت‭ ‬كردستان،‭ ‬لأن‭ ‬المؤسس‭ ‬استطاع‭ ‬بحنكته‭ ‬السياسية‭ ‬وقيادته‭ ‬النضالية‭ ‬ان‭ ‬يكسب‭ ‬صداقات‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬زعماء‭ ‬العالم‭ ‬ورؤساء‭ ‬الدول‭ ‬صاحبة‭ ‬القرار،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬الأحزاب‭ ‬الثورية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬بقاع‭ ‬الأرض‭. ‬ولأن‭ ‬مباديء‭  (‭ ‬البارتي‭ ‬)‭ ‬التي‭ ‬وضع‭ ‬أسسها‭ ‬الملا‭ ‬الخالد‭ ‬مصطفى‭ ‬البارزاني‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تهدف‭ ‬الى‭ ‬مجد‭ ‬شخصي‭ ‬او‭ ‬مكسب‭ ‬عشائري‭ ‬،كما‭ ‬روّج‭ ‬وأشاع‭ ‬اعداؤها،‭ ‬وانما‭ ‬كانت‭ ‬تعبيرا‭ ‬عن‭ ‬طموحات‭ ‬شعب‭ ‬حيّ‭ ‬استكمل‭ ‬مسيرته‭ ‬المجيدة‭ ‬مع‭ ‬ولادة‭ ‬تاريخ‭ ‬مضافٍ‭ ‬لتاريخه،‭ ‬حيث‭ ‬تصادف‭ ‬ذكرى‭ ‬تأسيسه‭ ‬في‭ ‬16‭ ‬من‭ ‬آب‭ ‬1946،‭ ‬ولادة‭ ‬قائد‭ ‬نضالي‭ ‬هو‭ ‬امتداد‭ ‬لكل‭ ‬الأرث‭ ‬الكردستاني‭ ‬الغارق‭ ‬بالتاريخ‭ ‬وأعني‭ ‬به‭ ‬فخامة‭ ‬الرئيس‭ ‬مسعود‭ ‬البارزاني‭.‬

‭ ‬عشرات‭ ‬السنين،‭ ‬والحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬الكردستاني‭ ‬في‭ ‬كفاح‭ ‬ونضال‭ ‬مستمر‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المستويات،‭ ‬السياسية‭ ‬والفكرية‭ ‬والقتالية،‭ ‬وكان‭ ‬في‭ ‬طليعة‭ ‬المتصدين‭ ‬للحكومات‭ ‬التي‭ ‬تعاقبت‭ ‬على‭ ‬تاريخ‭ ‬العراق‭ ‬والتي‭ ‬حاولت‭ ‬هضم‭ ‬حقوق‭ ‬الكوردستانيين،‭ ‬منذ‭ ‬عشرينات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬والى‭ ‬الوقت‭ ‬الحاضر‭. ‬ولذلك‭ ‬يجدر‭ ‬بي‭ ‬الإشارة‭ ‬هنا‭ ‬الى‭ ‬درّة‭ ‬النضال‭ ‬الكردي‭ ‬في‭ ‬ثورة‭ ‬ايلول‭ ‬العظيمة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1961،‭ ‬وثورة‭ ‬كولان‭ ‬التقدمية‭ ‬عام‭ ‬1976‭ ‬وصولا‭ ‬الى‭ ‬الإنتفاضة‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬آذار‭ ‬1991،‭ ‬والى‭ ‬ما‭ ‬يخوضه‭ ‬الحزب‭ ‬اليوم،‭ ‬ومعه‭ ‬الطلائع‭ ‬الكردية‭ ‬الكفوءة‭ ‬عبر‭ ‬انجازاتها‭ ‬الثقافية‭ ‬والإجتماعية،‭ ‬وحضورها‭ ‬السياسي‭ ‬الفاعل‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬الكوردستانية،‭ ‬والتي‭ ‬انحيازها‭ ‬لأفكار‭ ‬الحزب‭ ‬وأهدافه،‭ ‬وضعت‭ ‬(‭ ‬البارتي‭ ‬)‭ ‬أمام‭ ‬مسؤولياته‭ ‬التاريخية‭ ‬التي‭ ‬ناضل‭ ‬من‭ ‬اجلها،‭ ‬والتي‭ ‬استند‭ ‬الى‭ ‬إرثها‭ ‬في‭ ‬اجتياز‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬تحديات‭ ‬ليس‭ ‬كردستان‭ ‬وحدها‭ ‬او‭ ‬العراق،‭ ‬وانما‭ ‬المنطقة‭ ‬باكملها‭ ‬الا‭ ‬وهي‭ ‬مرحلة‭ ‬داعش‭ ‬2014،‭ ‬والتي‭ ‬أخذ‭ ‬القتال‭ ‬ضدها‭ ‬عدة‭ ‬أوجه‭ ‬منها‭ ‬العسكري‭ ‬والسياسي‭ ‬واستقبال‭ ‬وتوطين‭ ‬المهجرين‭ ‬والنازحين،‭ ‬وكان‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬يجري‭ ‬والإقليم‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬حصار‭ ‬اقتصادي‭ ‬ومالي‭ ‬فرضته‭ ‬الحكومة‭ ‬الإتحادية‭.‬

لم‭ ‬يكن‭ ‬الإنتصار‭ ‬الذي‭ ‬تحقق‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬الا‭ ‬بفضل‭ ‬حنكة‭ ‬القيادة‭ ‬في‭ ‬الحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬الكردستاني‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تقود‭ ‬حكومة‭ ‬الإقليم‭ ‬وبالتأكيد‭ ‬يقف‭ ‬على‭ ‬رأسها‭ ‬الرئيس‭ ‬مسعود‭ ‬البارزاني،‭ ‬والتي‭ ‬حفظت‭ ‬حقوق‭ ‬كل‭ ‬المكوّنات‭ ‬القاطنة‭ ‬في‭ ‬جغرافيا‭ ‬اقليم‭ ‬كردستان،‭ ‬وأخص‭ ‬بالذكر‭ ‬الرعاية‭ ‬الكاملة‭ ‬للأيزيديين‭ ‬والسعي‭ ‬الحثيث‭ ‬لجمع‭ ‬شملهم‭ ‬وتأمين‭ ‬المناطق‭ ‬الآمنة‭ ‬لإيوائهم‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬إرهاب‭ ‬داعش‭ ‬الإجرامي،‭ ‬وإقامة‭ ‬الورشات‭ ‬والدورات‭ ‬والمؤتمرات‭ ‬المتخصصة‭ ‬لتأهيل‭ ‬الناجيات‭ ‬والناجين‭ ‬ليكونوا‭ ‬ادوات‭ ‬فاعلة‭ ‬ومشاركة‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬مستقبل‭ ‬كردستان‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬اعتراف‭ ‬برلمان‭ ‬كردستان‭ ‬بأن‭  ‬ماحصل‭ ‬للايزيديين‭ ‬هو‭ ‬ابادة‭ ‬جماعية‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تدويل‭ ‬هذه‭ ‬الابادة‭ ‬عالميا‭ ‬ً‭ ‬،‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬ضمان‭ ‬حقوق‭ ‬هذا‭ ‬المكون‭ ‬الكردي‭ ‬العريق‭ ‬لكي‭ ‬لايتكرر‭ ‬ماحصل‭ ‬لهم‭ ‬من‭ ‬ابادات‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬التاريخ‭ . .‬

اكثر‭ ‬من‭ ‬73‭ ‬عاما،‭ ‬يحار‭ ‬المتابع‭ ‬من‭ ‬اين‭ ‬يبدأ‭ ‬الكتابة‭ ‬عن‭ ‬محطاته‭ ‬النضالية،‭ ‬والتي‭ ‬على‭ ‬ضخامة‭ ‬ما‭ ‬مر‭ ‬بها،‭ ‬وما‭ ‬مرّت‭ ‬به،‭ ‬تحتاج‭ ‬الى‭ ‬كتب‭ ‬ومؤلفات‭ ‬والى‭ ‬كتاب‭ ‬ومؤرخين‭ ‬يتفرغون‭ ‬لدراسة‭ ‬كل‭ ‬فترة‭ ‬نضالية‭ ‬على‭ ‬حدة‭ ‬لإستخلاص‭ ‬العبر،‭ ‬وأرشفة‭ ‬النتائج‭ ‬لأنها‭ ‬معطيات‭ ‬شعب،‭ ‬وعناوين‭ ‬مجد‭ ‬ستقف‭ ‬الأجيال‭ ‬القادمة‭ ‬أمامها‭ ‬طويلا‭. ‬أحيي‭ ‬ذكرى‭ ‬ولادة‭ ‬الحزب‭ ‬الميمونة،‭ ‬وذكرى‭ ‬المؤسس‭ ‬

الخالد‭ ‬الزعيم‭ ‬الملا‭ ‬مصطفى‭ ‬البارزاني‭.. ‬الذي‭ ‬كلما‭ ‬ذُكرت‭ ‬القيادات‭ ‬النضالية‭ ‬العالمية‭ ‬ذُكر‭ ‬اسمه‭ ‬معها‭. . ‬أحيّي‭ ‬ذكرى‭ ‬الشهداء‭ ‬الأبطال‭ ‬الذين‭ ‬عرفتهم‭ ‬جبال‭ ‬وكهوف‭ ‬كردستان،‭ ‬ممن‭ ‬قاتلوا‭ ‬حتى‭ ‬النفس‭ ‬الأخير‭ ‬دفاعا‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬أهلهم،‭ ‬وثأرا‭ ‬لضحايا‭ ‬الأنفال‭ ‬والقنابل‭ ‬الكيمياوية‭ ‬والإبادات‭ ‬الجماعية‭ . ‬

‭ ‬والتحية‭ ‬موصولة‭ ‬لأبطال‭ ‬البيشمركة،‭ ‬للرجال‭ ‬الذي‭ ‬ينعم‭ ‬الاقليم‭ ‬بفضل‭ ‬سهرهم‭ ‬وتعبهم‭ ‬اليومي،‭ ‬بالأمن‭ ‬والأمان‭ ‬والطمأنينة‭. . ‬تحية‭ ‬الى‭ ‬قيادة‭ ‬الحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬الكردستاني‭ ‬التي‭ ‬حوّلت‭ ‬الاقليم‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬فقيرة‭ ‬الى‭ ‬قوة‭ ‬اقتصادية‭ ‬وعلمية‭ ‬ومنارة‭ ‬صحية‭ ‬وسياحية‭ ‬يشار‭ ‬لها‭ ‬بالبنان‭. .‬

‭ ‬وكل‭ ‬عام‭ ‬والحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬الكردستاني‭ ‬هو‭ ‬الأمل،‭ ‬وهو‭ ‬المرجو‭ ‬لصناعة‭ ‬الحياة‭ ‬والمستقبل‭ ‬الزاهر‭ ‬في‭ ‬كردستان،‭  ‬عموم‭ ‬كردستان‭ ‬اذ‭ ‬هو‭  ‬الخيط‭ ‬الذي‭ ‬ينظم‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬المتناثر‭ ‬في‭ ‬أجزائه‭ ‬الأربعة‭ 

مشاركة