الجيوش الألكترونيــة

الجيوش الألكترونيــة

 اصبحت شبكة الانترنت في السنوات الاخيرة الوسيــلة التي يقضي عليها الناس معظم اوقاتهم ، وآلية من أهم آليات التواصــل والتــفاعـل بين الناس.

ووفقاً لحالة الخذلان التي يعيشهـا المواطن من حكومتـه الرشيدة !! وجد شبكة الانترنـت الملاذ الذي يعبر فيه عن غضبـه واستهجانـه واستغرابـه من الاداء الحكومـي الهزيل من عدم توفر الامن والخدمات وسقوط العديد من المناطق بيد الجماعات الارهابيـة ومن عدم توفير فرص عمل للشباب ، فاصبحـت مواقع التواصل الاجتماعـي تمثل رعباً لدى الطبقة السياسيـة الحاكمـة ( اخص الفاسديـن منهم) ، حيث ان المواطـن بدأ بالتعبير عن رأيـه مباشرةً من دون اللجوء الى قناة تلفزيونيـة او محطة اذاعيـة بل عن طريق مواقع التواصـل الاجتماعـي بالسخرية تارةً وبإبداء الرأي بموضوعيـة تارةً اخرى ، وأصبحوا يلاحقون السياسييـن الى صفحاتهم الرسميـة وكشف زيـف ادعاءاتهم وفضحهم . ردة الفعل القويـة التي يراها حيتان الفساد السياسي اقلقتهم وجعلت سمعتهم المنمقة والتي دفعوا الأموال والقنوات التلفزيونية والاذاعات الى تلميعها باتت في الحضيـض ، مما دفعهم الى تشكيـل جيوش الكترونيـة ضخمة وظيفتهم رفع شأن بعض السياسيين الفاسديـن وبعض الشخصيات التي عرف الشارع العراقـي زيف ادعاءاتها وكذبها واجرامها وسرقها لاموال الشعـب .

هذه الجيوش الالكترونيـة غزت مواقع التواصـل الاجتماعـي وهم موظفون لدى هذه الشخصيات الفاسدة والكتل السياسيـة التي أفلسـت شعبياً (موظفيـن فضائيين) يتقاضون رواتب ومكافأت شأنهم شأن اي موظف حكومـي ولكنهم جالسين في بيوتهم ويتلقون تعليماتهم عبر اجتماعات يعقدونها لرفع فلان من الناس وتسقيط آخر .

حتى ان احدى الكتل السياسيـة المتنفذة في الحكومـة قامت بتعيينهم على الحشـد الشعبـي واصدار هويات لهم على انهم في الاعلام الحربـي ، والحقيقـة انهم عُينوا  ليدعموا هذه الكتلة اعلاميـاً وليس لهم اي علاقة بالحشد لان من قريب ولا من بعيد .

فعندما ترى العديد من الناس على مواقع التواصل الاجتماعـي ينمقون شخصية سياسـة لا يختلف اثنان على فسادها او اجرامها او عمالتها ويدافعون عنها دفاعاً مستميتاً فلا تستغرب ولا تشك في نفسك ورأيك بهم فاولئك اُناسُ مدفوع لهم ثمن كلامهم وسكوتهـم وتملقهـم .

أحمد وسام المفتـي – بغداد

مشاركة