لاهاي (أ ف ب) – واشنطن- برلين -الزمان
ندّدت رئيسة الجنائية الدولية توموكو أكانيه الجمعة بالعقوبات التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على المحكمة ورأت فيها «هجوما خطرا» على النظام العالمي. وقالت أكانيه في بيان إنّ «مثل هكذا تهديدات وتدابير قسرية تشكّل هجمات خطرة على الدول الأطراف في المحكمة، وعلى النظام العالمي القائم على سيادة القانون، وعلى ملايين الضحايا». فرض ترامب عقوباته على المحكمة الجنائية لاتهامها بـ»مباشرة إجراءات قضائية لا أساس لها ضد الولايات المتحدة وحليفنا المقرّب إسرائيل»، في خطوة أشادت بها الدولة العبرية وندّدت بها مؤسسات دولية والمحكمة التي أكّدت التزامها «مواصلة إحقاق العدالة». ويحظر المرسوم الذي وقّعه ترامب الخميس ونشره البيت الأبيض دخول مسؤولي المحكمة الجنائية الدولية وموظفيها وعناصرها إلى الولايات المتحدة، وكذلك أقرب أفراد عائلاتهم وكل من قدم مساعدة في تحقيقات المحكمة. كما يلحظ المرسوم تجميد أصول جميع هؤلاء الأشخاص في الولايات المتحدة. ولم تعلن أسماء الأفراد المستهدفين في الوقت الحاضر. وبحسب نص المرسوم الذي نشره البيت الأبيض، فإن المحكمة الجنائية الدولية «باشرت إجراءات غير قانونية ولا أساس لها بحق أميركا وحليفنا المقرب إسرائيل»، في إشارة إلى تحقيقات فتحتها المحكمة في جرائم ضد الإنسانية، تستهدف جنودا أميركيين في أفغانستان وعسكريين إسرائيليين في قطاع غزة. وندّدت المحكمة الجنائية الدولية ومقرّها لاهاي بمرسوم الرئيس الأميركي «الذي يهدف إلى «فرض عقوبات على موظّفيها والإضرار بعملها القضائي المستقل والمحايد».
وجاء في بيان صادر عنها أن «المحكمة تقف بحزم وراء موظّفيها وتلتزم مواصلة إحقاق العدالة وإعطاء الأمل من جديد لملايين الضحايا الأبرياء الذين قاسوا فظائع في العالم، في كلّ القضايا التي ترفع إليها». وطالبت الأمم المتحدة من الرئيس الأميركي العدول عن قراره. وقالت الناطقة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان رافينا شامداساني «نعرب عن أسف شديد إزاء العقوبات الفردية التي أُعلنت أمس في حقّ موظّفي المحكمة وندعو إلى الرجوع عن هذا التدبير». وأعربت هولندا التي تستضيف مقر الجنائية الدولية من جهتها عن «أسفها» بعد إعلان المرسوم. وأكد وزير الخارجية كاسبار فيلدكمب عبر منصة إكس أن «عمل المحكمة أساسي من أجل المعركة ضد الإفلات من العقاب». وحذّر رئيس المجلس الأوروبي بدوره من أن هذه العقوبات قد تهدّد استقلالية الهيئة. وكتب أنتونيو كوستا على إكس أن «فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية يهدّد استقلالية المحكمة ويقوّض المنظومة القضائية الجنائية الدولية بنطاقها الواسع». من جهته، أكد رئيس الوزراء الهولندي ديك شوف الجمعة أن بلده سيسعى لضمان استمرار عمل المحكمة الجنائية الدولية. وقال شوف في مؤتمره الصحافي الأسبوعي «باعتبارنا الدولة المضيفة، تقع علينا مسؤولية ضمان عمل المحكمة الجنائية من دون عوائق في كل وقت. وسنستمر في القيام بذلك». وأكّد ناطق باسم الاتحاد الأوروبي أن الكتلة «تأسف للقرار الأميركي، محتفظة بإمكان اتخاذ إجراءات خاصة بها، من دون تقديم تفاصيل. وأضاف أن المحكمة «تؤدي دورا حيويا في الحفاظ على العدالة الجنائية الدولية ومكافحة الإفلات من العقاب»، بما في ذلك في أوكرانيا. وحذّرت 79 دولة عضوا في الجنائية الدولية الجمعة من أنّ العقوبات التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب «تزيد من خطر الإفلات من العقاب على أخطر الجرائم وتهدّد بتقويض سيادة القانون الدولي». أما إسرائيل، فأشادت بالرئيس الأميركي لخطوته هذه، واصفة المحكمة بـ»اللاأخلاقية». وكتب وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر على إكس «أشيد بقوة بالأمر التنفيذي الصادر عن الرئيس ترامب بفرض عقوبات على ما يسمى المحكمة الجنائية الدولية» معتبرا أن قرارات الهيئة «لاأخلاقية وعارية عن أي أساس قانوني».
وأضاف أن المحكمة الجنائية الدولية «تلاحق القادة المنتخبين في إسرائيل، الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط».