الجماعات الإسلامية

الجماعات الإسلامية

إن ظاهرة تنامي وصعود الجماعات الإسلامية في المجتمعات العربية أصبحت من الأمور المقلقة التي يجب الانتباه والحذر منها ومن تناميها وتصاعد أصواتها ومدها الفكري والمسلح على حدٍ سواء في دولة تؤمن بالديمقراطية وحقوق الإنسان. وفي ظاهرة باتت مقلقة فتح معسكرات لتدريب الأطفال على وفق تنظيم (أشبال صدام!) وهي محاولة وسعي حثيث إلى عسكرة المجتمع في خطوة استباقية لردع وإسكات كل صوت وفكر مخالف لها، تحت أنظار الدولة وسمعها وبصرها!

لا نختلف مع الإسلام، فهو ديننا.  نتمنى لو يبقي الدين في حدود المسجد، العبادات والمعاملات. فلا مشكلة. لكن أن يصبح المسجد هو بيت الجماعة، بيت الطاعة الإسلامية، التي تؤسس فيه لمفاهيمها بعيداً عن نظرة الدولة والمجتمع المدني، هو الأمر الأخطر الذي يجب الانتباه إليه. ثم أن المتابع يلحظ أن خطاب هذه الجماعات، المسلحة وغير المسلحة، ان هو إلا خطاب إلغاء وتكفير للآخر، الشريك في هذا الوطن (الديمقراطي)!   كيف يمكن قبول مثل هذا الخطاب في بلد متعدد المذاهب والقوميات والأديان؟ لماذا ننطلق من تخوين، شيطنة الآخر وتكفيره؟ لماذا لا نقول نحن جزء المشكلة، بل لو ترك القطا، الآخر المختلف لقال لكم: أنتم أس المشكلة واساسها.  النظرة الفوقية وهالة القدسية الزائفة لن تفلح بعد اليوم في إرغام الأمة على عبادة العجل. لقد نسف موسى العجل وانتهت الأسطرة. ما بقي هو خطاب؛ لا مساس، لكم دينكم ولي دين. العودة إلى محاكم التفتيش لن تجلب إلا سوء الطالع لكم وستعجل بإنهاء بواقي هيبة رجل الدين بعد أن نزع الفساد كل هيبة عن رجل السياسة الذي هو حليف وشريك غير آمن ولا مؤتمن لرجل الدين. هذا الخطاب منزوع الأنياب، هناك خطابات لن ترضى بغير الحرية الحقيقة الكاملة، غير المنقوصة. رهانكم على التهديد والوعيد لن يعيد عقارب الساعة إلى الوراء، ولن يُفلح في (أسلمة الناس) بالقوة!

حلم الدولة الإسلامية والعدل الإلهي أصبح حديث خرافة بعد أن نهبتم الجمل بما حمل. فسادكم وسوء الإدارة ورهانكم على الحصان الخاسر جعلنا ننحاز للوطن وللعقل بعيداً عن مسلمات الدين التي كانت هي الحلم وأصبحت -اليوم-هي اللعنة.

نعم، كنّا نظن أن الله معكم، لكننا حي، دققنا النظر وأسفر الصبح لذي عينين، وجدنا الله أبعد ما يكون عنكم، وكان معكم، (هبل) الذي تزعم هذا الأفك الذي جئتم به. فشل مشروع الإسلام السياسي لن ينقذه تقييد الحريات ولا تكميم الأفواه ولا التهديد والوعد والوعيد.

 ألا تبا لكم وترحا من عصابة سوء!

علي السلمي

مشاركة