الجامعة العربية تقرر القطيعة الكاملة مع الأسد
العرب يتبنون قوات دولية وإنهاء التعاون الدبلوماسي مع دمشق والدعم السياسي والمادي للمعارضة
مخيم للاجئين في الأردن والدبابات تسيطر علي الزبداني ولندن تجمع أدلة الإبادة ضد المسؤولين السوريين
القاهرة ــ مصطفي عمارة
دمشق ــ منذر الشوفي
عمان ــ الزمان:
قررت الجامعة العربية في ختام اجتماعها الوزاري امس في القاهرة القطيعة الكاملة مع نظام الرئيس السوري بشار الاسد عبر انهاء عمل بعثة المراقبين العرب الحالية ودعوة مجلس الامن الي اصدار قرار بتشكيل “قوات حفظ سلام عربية اممية مشتركة”، للاشراف علي تنفيذ وقف اطلاق النار في سوريا التي تشهد احتجاجات دامية منذ 11 شهرا. فيما قتل 6 في قصف الحرس الجمهوري لمدينتي درعا وحمص التي يستمر قصفها منذ اسبوع.
وحسمت دبابات القوات الحكومية السيطرة علي الزبداني ومضايا بعد قصف شديد بالاسلحة الثقيلة. وشنت القوات حملة اعتقالات ضد المواطنين في البلدة السياحية التي يقطنها عشرون ألفاً هاجر معظمهم الي قري مجاورة.
كما جاء في البيان الختامي ان الجامعة قررت “فتح قنوات اتصال مع المعارضة السورية وتوفير كافة اشكال الدعم السياسي والمادي لها ودعوتها لتوحيد صفوفها والدخول في حوار جاد يحفظ لها تماسكها وفعاليتها قبل انعقاد مؤتمر تونس”.
وجاء ايضا في البيان ان الجامعة قررت “انهاء مهمة بعثة مراقبي الجامعة العربية المشكلة بموجب البروتوكول الموقع عليه بين الحكومة السورية والامانة العامة للجامعة بتاريخ التاسع عشر من كانون الاول 2011”. وقررت الجامعة “وقف جميع اشكال التعاون الدبلوماسي مع ممثلي النظام السوري في الدول والهيئات الدولية ودعوة كافة الدول الحريصة علي ارواح الشعب السوري الي مواكبة الاجراءات العربية في هذا الشأن”. واكدت كذلك علي “سريان اجراءات المقاطعة الاقتصادية ووقف التعاملات التجارية مع النظام السوري ماعدا تلك التي لها مساس مباشر بالمواطنين السوريين بموجب القرارات الصادرة عن مجلس الجامعة حيال هذه المسألة. من جانبها أعلنت سوريا رفضها للقرارات التي صدرت عن الجامعة العربية “جملة وتفصيلا”، واعتبرت انها “غير معنية” بأي قرار يصدر بغيابها. وقال السفير السوري في مصر ولدي الجامعة العربية يوسف أحمد في بيان ان “الجمهورية العربية السورية ترفض قرار جامعة الدول العربية الصادر امس جملة وتفصيلا وهي قد أكدت منذ البداية انها غير معنية بأي قرار يصدر عن جامعة الدول العربية في غيابها”.
في وقت قال وزراء عرب امس إن تونس ستستضيف اجتماع “أصدقاء سوريا” الذي يضم دولا تسعي للتوصل إلي اتفاق دولي حول كيفية انهاء العنف في سوريا.
وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني في اجتماع الوزراء العرب في القاهرة إنه يرحب بدعوة تونس لعقد هذا المؤتمر الدولي في 24 فبراير شباط مشيرا إلي أنه يعتقد أن هذه فرصة جيدة لمحاولة التوصل إلي اتجاه دولي واضح لمساعدة الشعب السوري للخروج من الأزمة.
وأضاف أن المشاركين في هذا الاجتماع سيعملون علي إنجاحه. وقال وزير الخارجية التونسي رفيق بن عبد السلام إن اجتماع “أصدقاء سوريا” سيضم دولا عربية وإقليمية ودولا أجنبية. علي صعيد متصل قال أمين عام الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية أحمد العميان، امس، إنه سيتم إفتتاح مخيم للاجئين السوريين نهاية الأسبوع الحالي. ونسبت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية »بترا« الي العميان قوله إنه سيتم إفتتاح مخيم اللاجئين السوريين في منطقة رباع السرحان في المفرق »ثاني أكبر المحافظات الأردنية« نهاية الأسبوع الحالي. وأوضح أنه تم استكمال إعمال البنية التحتية للمخيم البالغ مساحته 30 دونماً، لافتاً الي أنه تم رفد المخيم بالإضاءة المناسبة وخزانات المياه وتعبيده بخلطة أسفلتية ساخنة واحاطته باسلاك شائكة.من جانبه دعا وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل امس امام وزراء الخارجية العرب الي اتخاذ “اجراءات حاسمة بحق النظام السوري بعد ان فشلت انصاف الحلول” كما طالب بـ”تقديم كافة اشكال الدعم” للمعارضة السورية. وقال الفيصل في كلمته لدي بدء اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة “إن اجتماعنا اليوم مطالب باتخاذ إجراءات حاسمة وذلك بعد أن فشلت أنصاف الحلول في وقف مجزرة سوريا التي ما فتئت تتفاقم دون أي بارقة أمل لحل قريب يرفع معاناة الشعب السوري الشقيق ويحقن دماءه”. واعتبر ان “ما تشهده سوريا يوضح بما لا يدع مجالا للشك أنها ليست حربا عرقية أو طائفية أو حرب عصابات بل هي حملة تطهير جماعية للتنكيل بالشعب السوري وفرض سيطرة الدولة عليه دون أي اعتبارات إنسانية أو أخلاقية أو دينية”.
/2/2012 Issue 4121 – Date 13- Azzaman International Newspape
جريدة »الزمان« الدولية – العدد 4121 – التاريخ 13/2/2012
AZP01