الثلاثاء الماطر .. بغداد البندقية
اصبح للعراقيين ثلاثاءً ماطرآ مثلما كان لهم ثلاثاءً واربعاءً دامٍ حيث لطالما كان هناك من يحاول العبث بدماء العراقيين الذين اصطبغت اغلب ايامهم بالسواد على ابنائهم وهم لايزالون يودعون واحدآ ليتلوه اخرآ لينظموا لمن سبقوهم من الضحاياوالابرياء ليزيدوا حصيلة اليتامى والارامل مرتفعة النسبة حتى بدون اعمال العنف .
وقد اخترت هذاالعنوان لاني من حيث نشأت كنت اسمع ان المطر رحمةُ السماء وبه خير للارض والعباد واتى الغيث اخيرآ واذا به اغرق الارض وماعليها فقد تسبب المطر يومآ واحدآ فقط خلال استمراره “12”ساعة متواصلة لانقطاع الطرق وازمة سير للسيارات وحالات من التماس الكهربائي وغرق مناطق بأكملها واصابات للمواطنين وتهديم اجزاء من مساكنهم وموت عدد ليس يستهان به “فالثلاثاء الماطر” جعل بغداد (الفرع 2 للبندقية) المدينة الايطالية العائمة على الماء التي يتناقل سكانها بواسطة الزوارق المائية التي تشعل لهيب المشاعر والاحاسيس .ومن المثير للسخرية ان بغداد الرشيد قد تحولت لهذا التغيير الكبير بسبب المطر وامانة بغداد تواصل مشاريعها في هدم الارصفة وبنائها عدة مرات وصبغها وان لاتقوم بتوقع مثل هذه الازمات وايجاد الحلول للمشاكل الاساسية التي تصب في صميم واجب وعمل الامانة.
فماذا يريد العراقيون بعد ان اصبحت مدينتهم سياحية بأمتياز تعوم فيها سيارات المواطنين بدل من الزوارق وانتشار البحيرات المائية وغرق الشوارع والبيوت التي اصبحت محتوياتها تطفو على المياه التي دخلت بدون استئذان للبيوتات العراقية ووصلت حتى للمناطق والمساكن المرتفعة فلطالما كانت بغداد شاهدآ على الحوادث والازمات في تاريخها حيث لم يسبق لتاريخ العاصمة مثل هذه الازمة ولم تشهد مثل هذه الكمية من الامطار بدون انقطاع وكان على شاكلتها منذ حوالي 58سنة حيث شهد نهر دجلة فيضان بغداد عام 1954 اوالطوفان الذي تسببت به مياه النهر من غرق بعض المناطق ووصول مياهه اليها وعلى احتساب العراق بلد غني بالنفط ويعوم على احتياطي كبير للذهب الاسود منذ عام 54 كان سيشهد كثير من المشاريع الجادة في الاعمار والتطوير املين في المستقبل ان تسبق للامطار تحضيرات لانتشال متعلقات البيوت والقيام بالمشاريع الجادة ومعالجة مشكلة المجاري وبقية ابسط الخدمات التي يستحقها المواطن العراقي الذي تحدى المفخخات وعمليات العنف لكي يدلي بصوته بالانتخابات هذاالمواطن الذي مازال يطالب بالخدمات ونحن في عصر العولمة والتكنولوجيا وكل مانبحث عنه ونريده يمكن ايجاده في فضاءات العالم السايبيري .
منا الطرح وانتم الحكم…
هبة صادق – بغداد
AZPPPL