الثاني من آب 1990 .. نهاية بداية أم بداية نهاية؟ -نزار محمود

 

د. نزار محمود

وكأنه كان يوم أمس! يوم آفاق الناس على اخبار دخول قوات عراقية للكويت وحصل ما حصل من سقوطها بيد تلك القوات خلال ساعات وهرب أميرها وحاشيته، والبيانات المتناقضة بين اطرافها من غزو واحتلال الى فتح وتحرير!
ومن حينها والجرح الغائر لم يندمل. حروب تدميرية، وحصار قاس، جوع ومرض وعطش، نهب واستنزاف، ركود اقتصادي وتدمير في البنى التحتية، هجرة الملايين واهتزاز في المنظومات الاخلاقية، سيادة ناقصة ووحدة غائبة.

واذا كان نظام بعث صدام قد انتهى في نيسان عام 2003 رسمياً، الا انه كان قد لعب منذ العام 1991 في وقته الضائع حتى اسقاطه واحتلال العراق وتشكيل سلطات زائفة وزرع ديمقراطية خادعة.

لقد اجهز على حلم الوحدة العربية الرسمية ورفع الستار عن شلل تحقيقها ووهم واقعها. لقد شكل الغزو والضم بالقوة لبلد يحمل شارة سيادة دولية بداية النهاية لقيادة حزب صدام حسين، التي اجهز عليها في مرحلة غزو العراق في نيسان من العام 2003، واحتلال بغداد والعراق واقرار اجتثاث البعث رسمياً في شعاره واهدافه.

بيد ان تلك النهاية لم تكن سوى بداية لمرحلة لاحقة في تشكيل كيان جديد لما سمي بالعراق. انهم يريدونه عراقاً:

⁃ لا علاقة له بدور عروبي.
⁃ لا يشكل قوة تتمكن من الدفاع عن سيادته.
⁃ بقرة حلوباً للغرب وأعوانه.
⁃ شعب كتل سياسية وطائفية وعرقية متناحرة.
⁃ متخاصماً مع ذاته في ماضيه وحاضره ومستقبله.
⁃ بلد أبواب هجرة مفتوحة.
⁃ سائباً في ثرواته العامة، فاسداً ومرتشياً.
⁃ فاقداً لهوية وغيرة وطنية، وتائهاً في مسيره.
⁃ جاهلاً في وعيه، فرحاً في خرافته.
⁃ مستهلكاً لثرواته، عابثاً بمصير ابنائه.
⁃ مسفهاً لرموزه الوطنية وانجازاته الحضارية.

ان يوم الثاني من آب من كل عام يجب ان يكون يوم وقفة تأمل ومراجعة وطنية واعية وحريصة على العراق، كياناً وشعباً، ماضياً وحاضراً ومستقبلاً. انها مناسبة تذكر في تداعياتها بوقفة الشعب الياباني السنوية بذكرى القاء القنابل النووية على مدنه وشعبه!

 

مشاركة