التنوع الراقي والوطنية المحتجبة -قيس الدباغ

 

الوطنية المحتجبة قيس الدباغ الوطن العراقي بجغرافيته وتنوع طوائفه وتعدد مذاهبه واعراقه وحضاراته القديمة جدا والتي ساعدت على تكوينه بهذا التنوع حيث أن المراكز الحضارية العتيدة تستقطب كل ماحولها من بناة وعلماء وتجار ومهرة وفلاسفة وعمال مهرة وهذا الاستقطاب لايكون فرديا بل جماعيا، ويشد الرحال مع كل ماسبق ذكرهم عوائلهم ومعيتهم وأفراد قبائلهم فتكون العراق بهذا التنوع الراقي من النخب وامام هذا التنوع الفريد أسقطت الايدلوجيات الشوفينية والمتعصبة وتكسرت الأمواج القومية التي ضربت ساحل العراق .

وسعى أعداء العراق بكل ما أوتوا من قوة ومكر ودهاء على تفتيت العراق إلى أجزاء صغيرة تارة بالمذهبية وأخرى بالطوائف والعشائرية والمناطقية والمحلية وغيبوا الوطنية التي أول من وضع لبناتها الحديثة الأولى المرحوم الملك فيصل الأول والتي لازالت آثار التأسيس الأولي ظاهرة وممتدة لغاية الآن.

وظنّ الأعداء أنّ شمس وطنية العراق غابت وإلى الأبد وسكنت نفوسهم بعدما ربطوا أقدام العراق بكل الصخور التي تجره الى القاع ولكن هيهات هيهات أرادوا شيئا والله أراد شيء وجاء زلزال ورعد وبرق وتسونامي الخليج العربي 25 وانطلقت حناجر الأمة العراقية تصيح من البصرة إلى جبال حصاروست عراق عراق عراق وسقطت كل الحواجز والمعرقلات وتطايرت في الهواء هباءا منثورا ووصل رد الفعل إلى كل أصقاع الأرض إلى اميركا وكندا وأوروبا ليس من أجل كرة ساحرة دخلت الشباك ولكن من أجل أن ينطلق صوت جماهيري عراقي غاب عنه الفرح لسنين طويلة وعقود مريرة وتعزيز لظهر واواصر تشرين التي قمعت بقسوة ودهاء؛

لانكتم سرا أن وراء هذا الإنتصار عوامل وصراعات سياسية عالمية ولكن الكل تفاجأ بحجم وقوة الصرخات التي انطلقت من ملعب جذع النخلة والتي تريد الوطنية وتأبى ما عداها، ارادوا امرا والله فعال لما يريد وطوبى لأمنا البصرة التي ضمت بجناحيها كل أبناء الوطن تحت دفء أحضانها وفقئت عيون الأعداء والحساد وذهب مكرهم ادراج الرياح وطوبى للعراق الذي يتمنطق بنطاق تشرين حول خصره والوطن لامحالة عائد وبقوة .

مشاركة